الرئيسية / كتاب وآراء / الخلط بين العيب والحرام ثقافة مكتسبة.. هكذا يعتقد ناصر المطيري

الخلط بين العيب والحرام ثقافة مكتسبة.. هكذا يعتقد ناصر المطيري

تختلط في الثقافة والذهنية العربية معاني العيب والحرام في التعامل الاجتماعي والسلوك الأخلاقي بل إن سلطة العيب في العقلية العربية أخذت تطغى على سلطة الحرام «يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم»، وباعتقادي أننا أمام اشكالية ثقافية في التصادم بين ما هو ديني وما هو اجتماعي .
ثقافة العيب والتحريم مكون اساس في شخصيتنا، تعبيرنا عن الحب عيب وعن الضعف عيب وأظهار مودتنا للآخرين عيب.
وكما يقول البعض : دخل العيب على الحرام فأفقده عظمته في نفوس البشر ونجح في وضع غشاء سميك على القلوب حتى أعماها.
التداخل بين العيب والحرام اكتسبوه أهالينا من أبائهم وأمهاتهم و توارثناه نحن منهم لذلك تعتبر هذه الثقافة مكتسبة ونراها عند أغلب الناس إلا من نجح في التجرد منها وربى ابناءه على أن لكل منهما معنى يختلف عن الآخر.
ولعل أهم سبب أدخل المصطلحين ببعضهما وأفقد كل منهما صحة الآخر هو التمسك الخطأ بالعادات والتقاليد الذي أعادنا إلى الخلف آلاف الخطوات فكل من يرى أن العادة المُعيبة تطغى على دين الحق فهو جاهل.
المفكر الدكتور مصطفى محمود يصف فيها بيئة الثقافة والعقلية العلمية في المجتمع العربي يقول فيها: «إذا رأيتَ الناسَ تخشى العيبَ أكثر من الحرام، وتحترمُ الأصول قبل العقول، وتقدّسُ رجلَ الدين أكثر من الدين نفسه فأهلاً بك في الدول العربية».
من أخطر ما نقع فيه في قضية الخلط بين العيب والحرام أننا نستسهل الحرام ونستصعب العيب وعندما نتأمل هذه الجملة فسنعلم أننا فضلنا الدنيا بما تفرضه علينا على الآخرة ونعيمها لأن العيب وإن كان مرتبطا ببعض الخيوط التي تساعد الفرد على إظهار جماليات سلوكه إلا أنه لا يطغى على الحرام.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*