الرئيسية / كتاب وآراء / العلمانية الأوروبية قادت شعوبها إلى بر الأمان والعربية أدخلتهم في نفق مظلم.. برأي سلطان الخلف

العلمانية الأوروبية قادت شعوبها إلى بر الأمان والعربية أدخلتهم في نفق مظلم.. برأي سلطان الخلف

كان أمرا لا بد منه أن يقوم الأوروبيون بعزل الكنيسة عن الدولة بعد قرون طويلة من تدخل الكنيسة في كل صغيرة وكبيرة من شؤون المجتمع حتى القانون الطبيعي اعتبرته الكنيسة موضوعا خاصا بها ولا يحق لأي كان تفسيره خارج إطار تصورها الديني، الأمر الذي أدى إلى إعلانها الحرب على العلماء ومعاقبتهم كما حدث لعالم الفلك جاليليو.

وبعد عزل الكنيسة ظهر مفهوم العلمانية في الغرب الذي يقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة لينتشر بعده في بلاد المسلمين كمسألة محاكاة لا أكثر، حيث لم يكن للمسلمين سلطة كهنوتية كسلطة الفاتيكان البابوية تنافس السلطات الحاكمة، وتنفرد بامتلاك الحقيقة العلمية وتحجر على العلماء النظر في قوانين الطبيعة، وليس أدل على ذلك من ازدهار النشاط العلمي في بلاد المسلمين خلال عصور أوروبا المظلمة.

ومع ذلك لم يعاد علمانيو الغرب دينهم وسمحوا لمواطنيهم بحرية ممارسة الدين، ولم يمنع ذلك من قيام أحزاب بمسميات دينية كالحزب الديموقراطي المسيحي في ألمانيا الذي تنتمي إليه المستشارة ميركل أو مشاركة الأحزاب اليمينية المحافظة في الائتلافات الحكومية بل لا نستغرب عندما نسمع من المستشار الألماني السابق هلموت كول قوله مؤكدا على أن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد مسيحي أو من الرئيس الفرنسي الحالي هولاند بأن فرنسا ستدافع عن الأقليات المسيحية في جميع أنحاء العالم، ما يعني أن العلمانية في أوروبا تفخر بتراثها الديني وتعتز بهويتها المسيحية وبمواطنيها المسيحيين وتتعاطف مع الأقليات المسيحية في جميع دول العالم.

وعلى العكس من ذلك نجد العلمانية العربية تعاني من حساسية مفرطة من الدين وتنظر إلى الفكر الديني على أنه فكر رجعي وأنه سبب تخلف مجتمعاتنا العربية وتجتهد في إقصائه! كما تحارب الهوية الإسلامية وتحاول مسخها من خلال عمليات التغريب الحثيثة! ولا يعنيها تراثنا الإسلامي ولا تعتبره أمرا يدعو إلى المفخرة أو الاعتزاز! كما تؤمن بحظر الأحزاب المحافظة وحرمانها من المشاركة السياسية معتبرة إياها رجعية! وقد سيطر العلمانيون من قوميين وبعثيين واشتراكيين وفرانكفونيين منذ الاستقلال على كبريات الدول العربية وقاموا بتطبيق أجندتهم العلمانية فكانت النتيجة كما نراها اليوم ثورات شعبية عارمة (ربيع عربي) رافضة لسياساتهم المدمرة وتوجهاتهم التغريبية واستفرادهم بالسلطة.

إن الفرق كبير بين علمانية أوروبية قادت شعوبها إلى بر الأمان وعلمانية عربية أدخلت شعوبها في نفق مظلم، فحال علمانيينا نحن العرب كحال الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس فنسي مشيته!

****

بعد تسلم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي السلطة تم حظر أكل لحم البقر في العديد من الولايات الهندية ذات الأغلبية الهندوسية حيث يعتبرون أكله مخالفا للدستور الهندي لأنه اعتداء على حرية العبادة الهندوسية، ويؤمنون بأن هذا الإجراء لا يتعارض مع كون الهند أكبر دولة ديموقراطية علمانية في العالم!

****

البوذيون وهم أكثرية في بورما أو ميانمار يكرهون المسلمين الذين يشكلون 4% من السكان ويستغلون هذه الكراهية في حملاتهم الانتخابية ويرى كبير الكهنة البوذيين (آشين) أن المسلمين متطرفون لأنهم يذبحون البقر ويأكلون لحومها وكان من المحرضين على قتل مسلمي الروهينجيا مما تسبب في حرق قراهم وتهجير عشرات الآلاف منهم منذ سنتين.

ويبدو أنه لا يوجد مكان آمن للأقليات المسلمة في العالم، ولعل ذلك يرجع إلى الدعاية الإعلامية العالمية التي اعتادت نشر ثقافة الكراهية ضد المسلمين.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*