الرئيسية / كتاب وآراء / الأخوة ‘المصرية ـ الكويتية’ عصية عن أي إشكال مفتعل.. كما يعتقد رياض الصانع

الأخوة ‘المصرية ـ الكويتية’ عصية عن أي إشكال مفتعل.. كما يعتقد رياض الصانع

تشاجر طرفان، فمات منهم واحد في غمرة صعود الادرينالين، وسخونة الرأس، وفلتان الأعصاب، قد يبدو من الوهلة الأولى، أنه حادث عادي يقع يوميا في مشارق الأرض ومغاربها، حادث عابر، بالرغم من قداسة الروح البشرية، لكنه في الأول والأخير يبقى حادثا.

الغريب والعجيب أن يستثمر هذا الحادث للتعبير عن سخط إخواننا المصريين المقيمين معنا فوق هذه الأرض الطيبة، ويضخمون الحدث ليظهر وكأنه حادث مدبر وممنهج ومتعمد، ويطلقون العنان لاتهامات جزافية تحاكي أزماتهم وعقدهم، فمنهم من اتهم البلد بالاستبداد وآخر بغياب كرامة المقيمين على أرضها وآخر بالاتجار بالبشر، وكل غنى على ليلاه.

فعلا شيء جميل أن يتنفس المرء، نفحات البوح، ليفرغ ما في صدره من عقد ـ لا أريد أن أسميها بمسميات أخرى ـ وشيء رائع أن يُستثمر حادث فردي للتهجم على مقومات البلد ومؤسساته، والتعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، عن سوء المعاملة في الدولة والتمييز الممنهج، مع العلم أن مثل هذه التهم تختص بالنظر فيها، محكمة العدل الدولية بلاهاي، باعتبارها جرائم تدخل في نطاق القانون الدولي الانساني والعدالة الجنائية الدولية.

ولأن اللسان ليس له لجام، فيحق لكل واحد التأوه من الجاني الذي يؤلمه، حتى لو استمال الأنامل بأسلوب ركيك للافتراء على البلد.

نحن لن ننساق وراء حرب اعلامية مزيفة، لأن المسيء هنا، شخص مجهول يتخفى وراء جبنه، في احد مقاهي الشيش، ليرسل سمومه عبر الأثير، فهذا يدعو الى صحوة الكرامة، وآخر الى تنظيم مظاهرة، وثالث أدخل ارتفاع سومة الكراء في المعادلة، وكأننا نعيش أحداث الثورة البرتقالية في أوكرانيا الحديثة.

لماذا لن ننساق وراء الطرح العنصري؟ لأننا نعرف وندرك بساطة وأصالة معدن اخواننا المصريين، شعب البساطة والضحكة العفوية، نعرف أبناء النيل من واقع تفاعلنا وتعاملنا معهم، نعرفهم جيدا، لذلك لم يطالب أحد من الكويتيين عند مقتل مواطنة كويتية وأمها على يد سائقهم بمصر، بإدانة الشعب المصري، لأنه في الأول والاخير حادث فردي، وسوس لفاعله شيطان الطمع، فارتكب جريمته النكراء، ولأننا نعتز بقيم القضاء المصري، فنحن مرتاحون بأن العدالة سوف تقتص من القاتل ومساعديه، كما أننا مرتاحون لعدالة وشموخ قضائنا الوطني، ولعل مراجعة بسيطة للأحكام الصادرة عن مختلف درجات التقاضي كفيلة بأن توضح بما لا يدع مجالا للشك بأنه قضاء استرداد الحقوق ورد المظالم.

فالكويت بلد منفتح على كل الثقافات والجاليات، الناس ينعمون فيه بالكرامة وعدالة العيش، وإن وجدت مشاكل فردية، فمن الصواب عدم تعميم ذلك على الشعب كله، وإن كان التحسر من سمة البشر، فالتعقل هنا أصبح مطلبا.

وعاشت الأخوة المصرية ـ الكويتية عصية عن أي اشكال مفتعل، ويا جبل ما يهزك ريح.

والله من وراء القصد.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*