الرئيسية / كتاب وآراء / زايد الزيد يتساءل عن تضارب تصريحات ‘التنمية: من الصادق ومن الكاذب ؟

زايد الزيد يتساءل عن تضارب تصريحات ‘التنمية: من الصادق ومن الكاذب ؟

فيما لم يمض بالكاد على تصريح مسؤول حكومي رفيع تولى منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية هو السيد هاشم الرفاعي ثلاثة أشهر كان مفاده عدم وجود خطط تنمية حقيقية سابقة، نتفاجأ بتصريح جديد من مسؤول آخر وهو الأمين المساعد لشؤون المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بدر الرفاعي بحديثه قبل يومين عن «بلوغ نسبة انجاز المشاريع في خطة التنمية للسنة الماضية (2014/2015) نحو 80 في المئة»، أمر غريب فعلا من هذه الحكومة، فعن أي تنمية تتحدث الحكومة وهي التي لم تنف او توضح أو تصحح التصريح الشهير الذي أطلقه هاشم الرفاعي في 5 يوليو الماضي ونفى فيه نفيا تاما وجود «تنمية حقيقية» معتبراً «ما تم الاعلان عنه خلال الـ 8 سنوات الماضية مجرد تجميع لمشاريع جهات حكومية افتقرت الى التسويق الصحيح»؟!

هذا التناقض الواضح للعيان يكشف لنا مدى التخبط في الادارة العامة للدولة، فان كان تصريح الأمين العام السابق غير صحيح عن عدم وجود تنمية حقيقية، فهذه مصيبة بالمقارنة مع تصريح الأمين المساعد قبل أيام عن انجازات خطة التنمية، وان كان الحديث عن الانجاز في خطة التنمية صحيحا وفي محله، فالمصيبة أعظم. لأنه بلا شك هناك تخبط والتخبط يوجب محاسبة المتسبب فيه، فنحن – عموم الشعب – نريد ان نعرف الحقيقة؟ نريد أن نعرف من هو الصادق؟ ومن هو الكاذب أو المضلل؟ والجواب سيكشف الحقيقة الكاملة، أما هذا الصمت الحكومي المطبق تجاه القضايا الكبرى والمصيرية فهو يؤكد للجميع عدم وجود أي خطة تنمية اطلاقا بخلاف ما تدعيه الحكومة وتحاول من خلال تصريحاتها «زخرفة» خطة التنمية.
ومن المؤسف ان حال التنمية في البلاد تنطبق فعليا عليها وصف المثل الشعبي «بيض الصعو» نسمع به ولا نراه، فمنذ بدء الحديث عن خطة التنمية، لم تشهد البلاد انجاز أي مشروع انشائي محترم وكامل المواصفات، ناهيك عن انجاز اي مشروع تنموي يتعلق بالانسان والعلم والمعرفة والتقنية والعلوم بفروعها، فتلك هي التنمية الحقيقية التي ننشدها وليست تنمية بناء الجسور والشوارع ورصفها!
بقي أن نقول ان الحكومة التي تفشل في بناء المشاريع الانشائية، وان حدث وقامت بانشائها فانها تسلمها وهي مليئة بالعيوب والتجاوزات، هي أبعد ما تكون عن صياغة وتنفيذ خطة تنموية تعنى ببناء الانسان. وللأسف هذه هي حالنا منذ سنوات حيث نجتهد وننشط في تغيير الوزراء والمسؤولين الكبار بالدولة بينما العقلية ثابتة لاتتغير!

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*