الرئيسية / كتاب وآراء / اليهود في ماضي الكويت ،،،بقلم : د . عادل العبدالمغني

اليهود في ماضي الكويت ،،،بقلم : د . عادل العبدالمغني

أستوطنت في ماضي الكويت جاليه من اليهود ، قدر عددها الرحاله ( لويمر) في كتابه دليل الخليج الذي يربو على ١٤ مجلدآ ، بنحو ٢٠٠ يهودي ، ويرجع أصل هؤلاء اليهود إلى الهند وأيران والعراق ، وقد نزحوا إلى الكويت منذ بدايه القرن التاسع عشر وأتخذوا لهم مساكن وبيوتآ في منطقه ( الشرق ) بالقرب من ( فريج الشيوخ ) .
زاول اليهود المقيمون في الكويت بالماضي حرفه التجاره وأمتلكوا أموالآ طائله وكان لهم سوق في بدايه القرن الماضي في قيصريه ( الحاج خليل القطان ) عرف بسوق اليهود، وتخصص ببيع الأقمشه التي يستوردونها على حسابهم من الهند وبريطانيا ، وكانت تباع في ذلك السوق أنواع عديده من الأقمشه ، أتخذت أسماء شعبيه يعرفها أهل الكويت القدامى ولم تعد هذه التسميات الشعبيه متداوله لطغيان الحضاره إلا ماندر منها ومن هذه التسميات التي كانت تباع في ( سوق اليهود) بالكويت هي( چيت ، شاش ، رش المطر ، بافته ، خشم البلبول، أزقرنات ، چين ، أبريسم ، لاس ، نيسو ، أمريكن ، ) وغيرها ولقد عود تجار اليهود أبنائهم منذ طفولتهم على العمل بالتجاره فكان آباؤهم يملكون المحلات التجاريه ، أما الأبناء فكانوا يبيعون الأقمشه عن طريق حملها بالتجوال في الاسواق والأحياء ولكن لم يسلموا من أذى بعض الاولاد بمطاردتهم ورميهم بالحصى وبعثره أقمشتهم .
هذا وكما عمل عدد آخر من اليهود في تصنيع الذهب وبيعه وكان لهم بضعه محلات في ( سوق الصاغه القديم ) وللتاريخ فإن عملهم في تصنيع وبيع الذهب تجرد من النزاهه والثقه وطريقه عملهم تتم بحذر شديد للتحايل في عدم أكتشاف طريقه الغش.
ومن أهم وأكبر العائلات اليهوديه التي كانت مقيمه بالكويت في الماضي ( عائله محلب ، عائله ساسون ، عائله صموئيل ، عائله حصغير ، عائله عزرا ، عائله يعقوب ، عائله الياهو ، جماعه صالح ) .
وبمناسبه حديثنا عن اليهود في الكويت ، فإن عائله يهوديه فنيه أستهواها الطرب والعزف على الآلات الموسيقيه هي عائله ( عزرا يعقوب الربين ) فكان ( عزرا ) من تجار اليهود في الكويت وأستهواه الطرب والعزف على آله القانون وكان أبنه الذي عُرف ب ( صالح الكويتي ) من مواليد الكويت عام ١٩٠١، قد أجاد العزف على العود منذ صغره وتبعه أخوه ( داود الكويتي ) وهو أيضآ من مواليد الكويت عام ١٩٠٣ وقد أجاد العزف على آله الكمان وكونا فرقه موسيقيه ، وكانت تستدعى للبيوت التى أتخذها أصحابها للطرب والهوى في منطقه ( الرميله ) بالمرقاب ، وبالمناسبه أيضآ فإن هناك ( مقبره ) خاصه لليهود ، ولكن أزيلت وموقعها مباشره تحت عماره الاسماك في الشارع الهلالي ، مقابل المطافي ، وكما يوجد قبرآ واحدآ ليهودي في ( مقبره ) الاخوه النصارى ، وأكتشفت ذلك من واقع الكتابات على القبر ، ولكن لاعلم كيف جاء إلى هذه المقبره .
وكما كان لهم بيت خاص في منطقه الشرق بالقرب من بيوتهم ، أتخذوه معبد لطقوسهم وعبادتهم ويجتمعون فيه كل يوم سبت.
اليهود في ماضي الكويت لم يستمر تواجدهم لأسباب عده منها نشرهم للفساد الخلقي وتصنيع وبيع الخمور والغش التجاري فأصبح وجودهم غير مرغوب لدى أهالي الكويت ، فتوالت هجرتهم تدريجيآ كي لايثيروا الشكوك فتسنى لهم تصفيه أملاكهم وعقاراتهم والرحيل عن الكويت .
من بعض الطرائف التي تروى ، أن المتشددين من آهالى الكويت لا يلقون ولا يردون التحيه والسلام عليهم وحدث يومآ أن مر يهودي على مجموعه من أهالي الكويت وهم جالسون على ( دچه ) ملصقه على حافه أحد المساجد ، فألقى السلام على الجالسون ، فلم يرد عليه أحد ، سوى رجل كبير في السن لم يتمكن من معرفته ، فعندما أخبروه أن هذا الرجل يهودي ، ناداه وقال له رد علىّ سلامي .. رد علىّ سلامي ، فقال اليهودي من واقع فطنته وذكائه : السلام ببلاش لا يباع وذهب مع الريح ، فضحك الجميع ..!!
د . عادل العبدالمغني

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*