جريدة الحقيقة الإلكترونية
تزوير التاريخ الكويتي.. ‘الشماغ’ مثلاً
وليد عبدالله الغانم
قبل سنوات عصفت بوزارة الاعلام فتنة كريهة، بعد ما نسب لاحد القياديين فيها طلبه من المذيعين عدم ارتداء الشماغ (الغترة الحمراء) اثناء ظهورهم الاعلامي، بدعوى ان الشماغ لا يمثل اللباس الوطني، وبعيداً عن كل ما جرى بعد ذلك، فادعاء ان الشماغ ليس من اللباس الوطني جهالة عظيمة في التاريخ الاجتماعي لاهل الكويت.
في مقابلة تلفزيونية لشيخ المؤرخين الفاضل سيف الشملان، أمد الله في عمره، في الستينات، مع عمدة نواخذة عائلة العثمان العم عبداللطيف سليمان العثمان رحمه الله (1867 ـــ 1973)، سأله: ما لباس اهل الكويت؟ فأجابه: «اللباس الذي لحقنا عليه هذه الغترة الحمراء الشماغ». كما ذكر خزعل في كتابه تاريخ الكويت احصائية للمواد المخزنة في جمرك الكويت سنة 1918 «100 ألف شماغ» تقريبا، ولا شك انها تورد للكويت والجزيرة العربية.
قبل سنوات انتشرت سجلات كتب عليها «اسماء العوائل الكويتية المقيدة في السفارة البريطانية 1944، وقد تم تداولها في البلد بشكل كبير، ثم تبين انها منسوخة، وربما مسروقة بالكامل من كتاب الباحث المتخصص بسكان مناطق الكويت قديماً أ. خالد المبيلش، وهي مطبوعة في كتابه وموقعه الشخصي في الانترنت، ولم تكن كما ادعاه المزورون انها وثائق بريطانية..».
استمع أحياناً لمقابلات في الاذاعة والتلفزيون لاشخاص يدعون انهم باحثون في التراث الكويتي، وأُفاجأ من حجم الاخطاء التاريخية الفادحة التي يقعون فيها، فضلاً عن جهلهم حتى بنطق الكلمات الكويتية باللهجة الصحيحة، ولا ادري كيف تستضيفهم المؤسسات الرسمية في هذا المجال.
ومن المحزن والمسيء ايضاً بعض المقابلات التي تجرى لأجانب ووافدين ــ مع كل احترامنا لهم ــ حضروا الكويت قبل الاستقلال والاعتماد على معلوماتهم عن اهالي الكويت وسكانها، وكأنهم موثقون معتمدون، وتنتقى منهم معلومات معينة، لتبرز بشكل غريب ويتم تجاهل الحقائق المعروفة عن المجتمع الكويتي، هذا بخلاف بعض الكتب التي نشرت مؤخراً، وفيها تزييف حقيقي لحروب واحداث الكويت، وبعض الخرائط التي وزعت، وفيها طمس كامل لوجود الكويتيين في مناطقهم الاصلية، والعبث بمكونات الاحياء والفرجان القديمة.. إني أناشد المجلس الوطني للثقافة والمراكز البحثية المعتمدة، كمركز البحوث والدراسات الكويتية، ومركز المخطوطات والتراث والوثائق والمتخصصين، ورابطة الادباء المبادرة لتصحيح مسار تدوين تاريخ الكويت ومجتمعها العربي الاصيل، حتى لا يضيع على اجيالنا ولا يزور تاريخنا.. والله الموفق.
