الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / ناصر القصبي وعبدالله السدحان.. عودة قوية للثنائي الكوميدي

ناصر القصبي وعبدالله السدحان.. عودة قوية للثنائي الكوميدي

بعد غياب عن الشاشة الرمضانية، عاد المسلسل الكوميدي الشهير «طاش ما طاش» في جزئه الـ19 للنجمين السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان مجدداً، لينافس على الساحة الخليجية، ويقدم للجمهور جرعات دسمة من الكوميديا الساخرة، التي تناقش قضايا اجتماعية متنوّعة في المجتمع السعودي.

أتت هذه العودة بعد جملة من التجارب المميزة التي نجحت هذه السلسلة في تكريسها منذ 30 عاماً، لتعد الأطول عمراً على الإطلاق في تاريخ الأعمال التلفزيونية العربية، وعلامة في مسيرة النجمين السعوديين بشكل خاص، على الرغم من المحطات المختلفة والمشاركات الدرامية المتنوّعة التي خاضها كل منهما خلال فترة انفصالهما الفني، وصولاً إلى هذا العام، لتجربة «طاش العودة» الذي استحضر به الجمهور بعض ذكريات هذا «اللقاء الكوميدي الاستثنائي» الذي ظل محفوراً في الذاكرة.

أفكار جديدة

«طاش العودة» هو العنوان الذي اختاره صُنّاع العمل الممتد على 20 حلقة رمضانية، ليطرحوا من خلاله أفكاراً جديدة، حاول من خلالها القصبي والسدحان، إيجاد مبرر درامي لعودتهما إلى الجمهور، فجاءت الحلقة الأولى التي حملت عنوان «الصاعقة» ذات طابع «فانتازي» نوعاً ما، باعتبار تطرقها إلى اختفاء الصديقين «أبونزار» و«أبوهزار» وأسرتيهما لمدة ثماني سنوات، بسبب عاصفة رعدية أصابت سيارتهما وأدت إلى إصابة الجميع بغيبوبة طويلة لتكون الحل الدرامي الذكي الذي اعتمده الكاتب، لمناقشة التغيّرات الجذرية التي طرأت على المجتمع السعودي، ومحاولات أهله مواكبة العصر الجديد.

موضوعات متعددة

نجح «طاش العودة» في تجربته الجديدة، في تقديم تشكيلة من الموضوعات العامة والقصص التي لا تخلو من حسّ الكوميديا وخفة الدم التي تعود المشاهد رؤيتها في هذه السلسلة، في الوقت الذي نجحت بعض حلقات العمل في تخصيص مساحة واسعة لطرح عدد من القضايا الراهنة، مستفيدة من بعض مفردات الواقع المعاش وتجارب الناس فيه، ولعل خطوة تناول سطوة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وشخوصها وإعادة تعريف النجومية فيها في حلقة «بائع محتوى»، أو حلقة «هجرة الرجال» أهم دليل على هذا المنحى النقدي الذي انخرط المسلسل في مناقشته بشكل مباشر وجريء، ليسلط الضوء على انهيار الذائقة المعاصرة وانحدار الإعلام التقليدي لفائدة «بائعي المحتوى»، كما شاركت رهف القحطاني التي حضرت في الحلقة الثامنة، التي حملت عنوان «هجرة الرجال».

أما الحلقة الثالثة التي حملت عنوان «ابتزاز»، فسجلت اهتماماً جماهيرياً عاد إلى مشاركة النجم السعودي المعتزل يوسف الجراح، وتسليط الضوء على قضية حساسة، وهي محاولة بعض الفتيات ابتزاز الشباب بطرق مختلفة لتحقيق الربح المادي. فيما نجحت الحلقة قبل الأخيرة التي حملت عنوان «شين باء واو» والمأخوذة من قصة واقعية، في مناقشة قضية المخدرات وتأثيرها على الشباب، هذا إلى جانب العديد من الحلقات التي تناوب النجمان على تقديمها إما سوياً، أو بشكل منفصل ليبرز التفاوت الملحوظ في حظوظ كل منهما في الظهور ومدى نجاحه في جذب اهتمام الجمهور.

عدم توازن

شهدت حلقات «طاش العودة» تفاوتاً ملحوظاً في مستوى الأفكار وجودة الموضوعات المطروحة، في الوقت الذي عانى النجمان عدم التوازن في تقديم موضوعات متكافئة المساحة والأهمية، لدرجة شعر الجمهور في ظلها، بأن بعض الحلقات كتبت خصيصاً لناصر القصبي وظلمت شريكه السدحان، الذي رأيناه أحياناً كثيرة شبه غائب أو مسانداً لحضور القصبي «المتغلغل» في أهم مفاصل العمل.

في الوقت الذي خلفت معظم حلقات «العودة»، انطباعاً عاماً بسيطرة النجمين على معظم الأحداث ومساحة الممثلين، ليغيب الكثير منهم، خصوصاً الوجوه الجديدة، إذ لم تخل تجربة معظم الشخصيات المساندة من بعض التهميش، بسبب طبيعة المسلسل الذي راهن بشكل مبالغ على الثنائي الأهم، فيما حاول صُنّاع العمل، الحفاظ على ألق نجاحات «طاش» السابقة والانتصار لتجارب النقد والسخرية، مقابل تقديم أفكار معاصرة تستفيد من لغة العصر وما يميل إليه الجمهور.

نجحت بعض حلقات العمل في تخصيص مساحة واسعة لطرح عدد من القضايا الراهنة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*