الرئيسية / برلمان / «اللجنة المالية» أنجزت تقريرها بشأن تعديلات هيئة أسواق المال

«اللجنة المالية» أنجزت تقريرها بشأن تعديلات هيئة أسواق المال

أنجزت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية التقرير الثالث والعشرين المتعلق بتعديل قانون «هيئة أسواق المال» بإجماع أعضائها، بعد ان استمعت الى كل الاطراف ذات العلاقة التي شددت على ضرورة إنجاز التعديلات لمواكبة السلبيات التي واكبت تطبيق القانون.
اطلعت اللجنة على جميع الاقتراحات والتعديلات المقدمة بشأن تعديل قانون هيئة اسواق المال التي اوضحت مذكراتها الايضاحية انها تهدف في مجملها الى تطوير عمل الهيئة ومعالجة اوجه القصور والخلل في التشريع المنظم لها الذي اظهره التطبيق العملي للقانون، الامر الذي يتطلب ضرورة اجراء تعديلات على القانون تحقيقاً للمصلحة العامة للاقتصاد الكويتي.
كما اطلعت اللجنة على تقرير لجنة الشؤون التشريعية والقانونية رقم 83، الذي جاء رفقة الاقتراحات الواردة في البنود 2، 3، 4، 5، 6، حيث اوضح وجود شبهات بعدم الدستورية في بعض نصوص الاقتراحات، خصوصاً تلك المتعلقة بتعديل المادة 114، حيث تنص الفقرة المقترح اضافتها: «ويشترط لتحريك الدعوى الجزائية ومباشرة النيابة العامة التحقيق والتصرف فيها صدور شكوى من هيئة سوق المال دون غيرها»، وهذا النص لا يتفق مع النص الدستوري الذي كفل حق التقاضي للناس جميعاً، حيث نصت المادة 166 من الدستور الكويتي على «حق التقاضي مكفول للناس، ويبين القانون الاجراءات والاوضاع اللازمة لممارسة هذا الحق».
وقد اتضح للجنة بعد الاطلاع على مشروع القانون، انه يهدف الى معالجة بعض المسائل في احكام ونصوص القانون، ولتواكب التطور المتلاحق في هذا القطاع الحيوي من قطاعات النشاط الاقتصادي والمالي، وتلافي بعض عيوب التطبيق العملي لهذا القانون.
وقد استمعت اللجنة الى آراء الحكومة والجهات المعنية، حيث اوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة، انه شكل لجنة تضم ثمانية اشخاص، منهم فنيون قانونيون، وذلك للنظر في الاقتراحات بقوانين المقدمة في شأن التعديل على بعض احكام القانون رقم 2010/7، بشأن هيئة اسواق المال وتقديم ملاحظاتهم عليها، كما تم عقد اجتماع مع المستشارين المفوضين لمعرفة آرائهم حول القانون المحدد.
واكد رئيس مجلس المفوضين ان القانون رقم 2010/7 نقل الوضع العام لاسواق المال الى وضع مختلف كليا، حيث اصبح هناك نظام رقابي اشرافي، وكان هذا القانون بمنزلة تحدٍّ ليستوعب السوق كل هذه التشريعات والقوانين، وتقوم الهيئة حاليا بجهد كبير لتطوير هيئة اسواق المال واعادة تشكيل الهيئة وتطويرها، وتقويم اي اعوجاج اثناء التطوير، حتى يتم الحد من التجاوزات والممارسات الخاطئة، فقد تقدمت الهيئة لعضوية منظمة الايسكو وهي منظمة عالمية قامت بإعداد اكثر من 86 مشروع قانون لجهات رقابية حول العالم، فنجد ان مشروع الحكومة تضمن 39 تعديلا سواء كانت تعديلات جوهرية او تعديلات في الصياغة.
كما استمعت اللجنة إلى رأي ممثلي اتحاد مصارف الكويت الذين أكدوا ضرورة محافظة جميع التعديلات على استقلالية الهيئة، الأمر الذي أكدت عليه جميع الجهات، ومنها إدارة شركة البورصة التي أوضحت أن استقلالية الهيئة وسرعة ديناميكيتها تعدان عاملين مهمين لاتخاذ القرار ومتابعة السوق والتطورات وطلبات المتداولين.
كذلك أشادت غرفة تجارة وصناعة الكويت بعملية التطوير في تعديل القوانين، لا سيما قانون هيئة أسواق المال الذي تراه الغرفة إضافة إيجابية لهذا القانون، لتكون هيئة تنظيمية رائدة ومتطورة للارتقاء بأسواق المال.

الرقابة اللاحقة
كما أكد اتحاد الشركات الاستثمارية ضرورة استقلالية الهيئة وخضوعها للرقابة اللاحقة لديوان المحاسبة، وأن تكون قراراتها التنظيمية والرقابية منسجمة مع القواعد المتعارف عليها في الأسواق العالمية، كما أكد أهمية أن تصب هذه التعديلات في المصلحة العامة، وأن تكون قوانين الهيئة تنموية أكثر منها رقابية، وذلك لخلق عامل جذب لمقومات الاستثمار خارج الكويت، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة وتنافسية تواكب أفضل الممارسات الدولية.
واكدت هيئة اسواق المال حرصها الكامل على توفير حماية المتعاملين في نشاط الاوراق المالية، وتقليل الاخطار النمطية المتوقع حدوثها، مع ضمان الالتزام بالقوانين واللوائح ذات العلاقة، لذلك فقد بدأت الهيئة خطواتها في اتجاه تعديل اللائحة التنفيذية، حيث استعانت بجهات دولية لاجراء التعديلات اللازمة للمحافظة على كفاءة هيئة اسواق المال. وقد درست الهيئة كل الاقتراحات المقدمة من السادة الاعضاء والجهات ذات العلاقة لتقديم رأيها الفني والقانوني للجنة، خاصة ان القانون يمنح لمجلس مفوضي الهيئة الاختصاص بإصدار التوصيات والدراسات اللازمة لتطوير القوانين التي تساعد على تحقيق اهدافها.
وبعد استماع اللجنة إلى وجهات النظر المختلفة رأت اللجنة أنه بات من الضروري تعديل بعض مواد القانون لما كشفه التطبيق العملي من توجب المراجعة المستمرة للقانون لكي يتواءم مع العمل وتطوره.
انتهت اللجن إلى استبدال نصوص بعض المواد مع إضافة مادة جديدة، وذلك على النحو التالي:
تمت إضافة تعريفات جديدة لم تكن مستخدمة في القانون، وذلك لاستحداث أحكام تخصها أو ضبط بعض التعريفات طبقاً لما كشفه التطبيق العملي.
حرصت اللجنة على أن تتم تنمية أسواق المال وتنويع وتطوير أدواتها الاستثمارية كهدف أساسي تسعى إليه الهيئة، على أن يتم ذلك بالتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.
اكدت اللجنة على ان يقوم مجلس مفوضي الهيئة بإصدار نظام خاص لنشاط صانعي السوق.
سعت اللجنة الى تحديد سقف للرسوم، وعدلت البند السابع في المادة 5، حيث ان اطلاق يد الهيئة فيما يتعلق بتحديد الرسوم ينطوي على شبهة عدم الدستورية وفقا لما استقرت عليه احكام المحاكم بهذا الشأن انما يجب ان تكون الرسوم في اطار القانون.
عدلت اللجنة النص الخاص بميزانية الهيئة في المادة 18، فكان التعديل بان يكون للهيئة ميزانية مستقلة يراعى فيها احكام القانون رقم 31 لسنة 1978 بشأن قواعد الميزانيات العامة والحسابات الختامية، ويكون للهيئة موارد من اموال الرسوم حددت في المادة 19 وحرصت اللجنة على توفير احتياطيات نقدية تضمن للهيئة استقرارا ماليا على المدى الطويل شملتها المادة 21.
وطال التعديل ايضا العقوبات المالية بحيث خفض الحد الادنى للغرامة الى 1000 دينار بدلا من 10.000 دينار، وذلك لاعطاء الجهات القانونية المرونة الكافية في توقيع الجزاءات.
عدلت المادة 122 بحيث وجب الحصول على ادلة تثبت وجود شبهة وقوع جريمة ممكن ان يكون لها تأثير على سعر ورقة مالية مدرجة في سوق المال.
وحرصت اللجنة ان يعمل بهذا القانون بعد 3 اشهر من نشره في الجريدة الرسمية للحاجة الماسة لهذه التعديلات.
وبعد المناقشة وتبادل الآراء انتهت اللجنة الى الموافقة باجماع آراء اعضائها الحاضرين على الاقتراح بقانون بتعديل بعض احكام القانون رقم 7 لسنة 2010 بشأن انشاء هيئة اسواق المال وتنظيم نشاط الاوراق المالية (بعد التعديل).

مواكبة التطور
حرصت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية أن تكون جميع التعديلات المقدمة على قانون هيئة أسواق المال مواكبة للتطور المتلاحق في هذا القطاع الحيوي.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*