الرئيسية / كتاب وآراء / لذة في أجساد سامة ،،، بقلم : سهله المدني

لذة في أجساد سامة ،،، بقلم : سهله المدني

الجنس أصبح لغة بين الرجل والمرأة والمتطلبات فيه كثيرة فتغيرت العلاقة بينهم فأصبحت متطلباتها كثيرة والعمق فيها والجنس اصبح هو سيد الموقف في مدى عمقه، وتاثيره وأصبح الجسد يبنى ويرسم ويغير من أجل اللذة والفرح والمتعة في العلاقة الجنسية، هكذا أصبحت الأجساد تمزق وتغير وتلطخ بدماء العمليات لكي يكون الصدر كبيرا وتكون الأرداف كبيرة ويكون الخصر صغيرا جدا مثل خصر الطفل، هكذا أصبح لا لأجل ان يكون جميلا بل لأجل متعة ولذة يبحثان عنها لا أكثر، فأصبح الرجل والمراة يطلبان كثيرا في العلاقة والشروط تكبر وتكثر ولا رحمة لمن لم يفعل أي شرط من الشروط التي يريدها أي الطرفان، والمرأة عرضة للطلاق إذا لم تفعل ما يريده الرجل، والرجل عرضة لتخلي زوجته عنه إذا لم يجعلها تشعر بالذة التي تبحث عنها،هكذا أصبحت العلاقة كابوس لمن يجهلها ولا يعلم كيف تفاصيلها،وأصبح ليس هناك شيء محظور او ممنوع او حرام فما يشعل الرغبة ويزيدها يكون له السيطرة والقوة والكلمة، هكذا أصبح الجسد رخيصا وضعيفا أمام لذة النفس والهوى، الطلاق تضاعف والبعد والجفا كثر فمن كان يجهل اللذة وعمقها وجنونها فلن يكون هناك من يقبل ما يفعل،وكأن الحياء والخجل اختفى عن عالمنا وأصبح جريمة يعاقب عليها، كان في الماضي الخجل يكون صاحبه هو سيد الموقف وله الكلمة والآن أصبح الخجل والحياء يجعلك وحيدا لا أحد معك أعدائك كثر،وكثيرا من النساء لا تستطيع ان تفسر أو ان تبوح سبب رفضها أي شيء في العلاقة الجنسية خجلها هو السبب، صمتها يجعلها عرضة للغضب الرجل، خوفها من نظراته الجارحة،ومعرفتها بأنه لن يفهم ما تقوله وسيفسر بأنه رفض للرجولته واذلال له، هكذا أصبحت العلاقة بينهم كلها شروط جسدية وكلها كلمات مختصرة لن تجد فيها سوى بعض الحروف القليلة التي تعكس لك مرآة الذي يشعران به، الرجل ينصت والمرأة تتكلم وكل واحد منهم يجهل ما يريده الطرف الآخر، الكلمات لم تعد تعبر عن رغبة الجسد، فالجسد أصبح يعبر عن ما يريده دون بوح او حتى كلمات، أننا أمام تغير كبير يجعل القلوب تصمت ويجعل الأجساد تتكلم،فصوت القلوب أصبح أصم لا وجود له وكأنه وجد من قتله وصوت الأجساد تكلم وأصبح هو سيد الموقف كثير منا يتجاهل صوت قلبه ويجعل جسده هو من يتحدث وكأن قلبه لم يعد له وجود او حتى سيطرة فأجسادنا هي من تجعل لدينا شريك ويمكن أن تجعلنا وحيدين ليس معنا أحد، وكأننا بلا شريك او حتى بلا حبيب يشعر به، فالكلمات تقتل كل شيء يريد أن يبوح به المرء وكأنه قاتل برفضه لكل لذة محرمة فهي لذة في أجساد سامة وهي قتل لكل قيم يؤمن بها المرء، فالقلب لا يقسم إلى نصفين من الصعب أن تجتمع الذة الجنسية والعشق فهما مختلفان في كل شيء، فهما لا يجتمعان في قلب وجسد واحد، فالقلب يضحي ويموت من أجل من يعشقه، والجسد لا يبالي فما يهمه هو ما يزيد ويدفع رغبته إلى لذة سامة بعيدة عن الحب والمشاعر والتضحية والشوق والانتظار ، الأجساد طغت على القلوب وجعلت المشاعر تموت وكأنها وهم ليس له وجود وكأنها ذكريات من الماضي ولن تعود، يجب بأن نجعل قلوبنا هي من تقودنا إلى من يستحق منا ان نعشقه ونموت من أجله ويموت هو أيضا من أجلنا هكذا ستستمر العلاقة بين الرجل والمرأة لأنها مبنية على الحب وليس على شيء آخر فلن يكون هناك طلاق ولن يكون هناك تذمر ما دامت القلوب عاشقة وصادقة فيما تريد البوح به وتريد أن تقدمه للطرف الآخر هكذا لن تكون هناك لذة سامة ولن يكون هناك تذمر فالحب يزيد من لهيب الجنس ويجعلها أكثر صدقا ويجعله أكثر متعة فهو شعور ينير الجسد ويجعل فيه كل شيء يثير ويزيد من شوقهم وحبهم.

بقلم : سهله المدني

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*