الرئيسية / كتاب وآراء / د.ياسر الصالح.. يكتب: «داعش» وجه الحضارة الغربية

د.ياسر الصالح.. يكتب: «داعش» وجه الحضارة الغربية

لم يبقَ من شك بأن التكفير القاتل والمقاتل هو صناعة غربية، وحسب المواصفات الغربية، وللاستفادة الغربية، صحيح أن من يقوم بتنفيذ وتجهيز هذا الكائن التكفيري فكراً ومنهجاً وقوة بشرية هي جهات حليفة للغرب وخصوصا الو?يات المتحدة الأميركية، ولكن الأجندة والخطة التي يتم تجهيز وتصنيع هذه القوة التكفيرية من أجلها هي أميركية غربية بامتياز.. رأينا هذا في أفغانستان حيث تم إنشاء هذه القوى وجلبها من أنحاء المعمورة، وتم تجهيزها وتدريبها وتمويلها من قبل حلفاء أميركا، حيث تمت ا?ستفادة من المؤسسات والمساجد ذات التوجهات المحددة التي تم إنشاؤها في أنحاء العالم ومنها الدول الغربية من قبل حكومات حليفة للغرب، وبالتنسيق مع الحكومات الغربية.. هذه المساجد والمراكز كانت و? تزال تستخدم لنشر الفكر التكفيري ولتفريخ الكوادر التكفيرية وتجييشها.
رأينا وسمعنا من الشواهد بحيث أصبح لدينا يقين بأن الو?يات المتحدة والغرب بعمومه هم من أنشأ المنظمات التكفيرية في أفغانستان لإسقاط ا?تحاد السوفياتي، ولقد ذكرت ذلك بوضوح وتفصيل وزيرة خارجية الو?يات المتحدة هيلاري كلينتون في إحدى جلسات ا?ستماع في الكونغرس و? يزال ?يديو هذه الجلسة متداو? على موقع اليوتيوب.
هذه القوى التكفيرية بتفرعاتها وتفريخاتها الجديدة تم استدعاؤها مرة أخرى وبقرار سياسي غربي قبل أربع سنوات لتنفيذ خطة غربية في سورية مشابهة جدا للخطة في أفغانستان، ولكن هذه المرة كانت ضد محور المقاومة والممانعة.
باختصار شديد.. لو? وجود قرار سياسي أميركي غربي وخطة أميركية غربية في افغانستان لما كان هناك «قاعدة»، ولو? وجود قرار سياسي أميركي غربي وخطة أميركية غربية في سورية لما وجدت «داعش».. لذلك ? يمكن أن يكون مسؤو? عن جرائم هذا التكفير إلا الجهات التي أنشأته وصنعته، ومن يصنع الوحش التكفيري ينسب إليه ويتحمل مسؤوليته.
لقد أصبحت التنظيمات التكفيرية هي الواجهة التي تظهر في مقابل أعداء الو?يات المتحدة وحلفائها، وهي التي يتم بها محاربتهم، لذلك ? يمكن اتهام الإسلام والمسلمين بأمر صنعه الغرب، فالمنظمات التكفيرية أصبحت الوجه الواضح للحضارة الغربية، و? يمثلون الإسلام المتسامح دين الرحمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*