الرئيسية / محليات / .ندوة العلاقات الكويتية الهندية تتناول في جلستها الثانية التجارة والاقتصاد

.ندوة العلاقات الكويتية الهندية تتناول في جلستها الثانية التجارة والاقتصاد

استكملت ندوة (العلاقات الكويتية الهندية..من منتصف القرن 18 حتى استقلال دولة الكويت) التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال21 اليوم جلستها الصباحية الثانية التي تراسها الدكتور عبدالملك التميمي.
وقدم الباحث الكويتي الدكتور يعقوب الحجي خلال الجلسة بحثا بعنوان (العلاقات التجارية..صناعة السفن الشراعية والنواخذة في الكويت) تناول فيه صناعة السفن الشراعية في الكويت التي كانت تعتمد على مواد محلية من بعض دول الخليج مثل (قارب الدرجية) الذي كان يصنع من سعف النخيل.
وذكر الدكتور الحجي ان الحاجة في الكويت إلى السفن الكبيرة الحجم (للغوص والسفر) زادت خلال تلك الفترة فجاء دور الهند في امداد صناعة السفن في الكويت بالاخشاب اللازمة والمختلفة الى جانب ما تحتاجه صناعة السفن من “خام الحديد لصناعة المسامير والمراسي وقماش لصناعة الشراع” مبينا ان النواخذه الكويتيين استعانوا بعمالة هنود كي يرشدوهم الى الساحل وعن طريقهم تعلموا اساليب القياس.
وقال ان السفن الكويتية كانت تحمل في كل موسم الى الهند التمور كما كانت تحمل الخيول العربية واللؤلؤ واستمرت بهذه التجارة حتى استقلال دولة الكويت وظهور البترول.
من جهته قال رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات محمد عبدالهادي جمال في بحث بعنوان (استخدام الروبية الهندية في الكويت) ان اشتغال الكويتيين بالتجارة والسفر اتاح لهم فرص التعرف على شعوب العالم والتداول بالانواع المختلفة من العملات الرائجة بها.
واضاف جمال ان غياب عملة رسمية محلية ادى إلى رواج جميع تلك العملات في الكويت ومنها “البيزة العمانية والريال البرقشي الزنجباري والغران الايراني والريال النمساوي والفئات النحاسية والفضية العثمانية والليرة الذهبية العثمانية”.
واشار الى ان الروبية الهندية لم يتم تداولها آنذاك نظرا لاستخدام كل ولاية أو إمارة هندية عملتها الخاصة بها أو روبيتها التي كانت تحمل شعار واسم الولاية وصورة الحاكم أو المهراجا لكل ولاية.
واوضح ان اصدار اول عمله خاصة لعموم الهند وهي “الروبية” تم من قبل شركة الهند الشرقية عام 1835 مشيرا الى ان الشركة قدمت للروبية قوة مالية ضخمة ودعما قويا اذ كانت تحكم الهند بالنيابة عن الحكومة البريطانية.
وذكر جمال ان هذه العملة انتشرت في كثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة النفوذ البريطاني في الشرق مما أهلها للانتشار تدريجيا في بعض المستعمرات البريطانية ومناطق النفوذ ومن بينها دول الخليج وجنوب الجزيرة العربية بما فيها الكويت.
وقال ان الكويت استخدمت جميع أنواع الروبيات التي صدرت للاستخدام في عموم الهند ابتداء من الإصدار الأول لشركة الهند الشرقية الإنجليزية عام 1835 إلى إصدارات جمهورية الهند المستقلة حيث توقف استخدامها عام 1961 عند صدور الدينار الكويتي الذي كان يساوي 13.33 روبية.
من جانبه ذكر نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات وليد السيف في بحث عنوانه (استخدام الطوابع الهندية في الكويت) أن الحركة التجارية الواسعة وتأسيس وكالات تجارية للتجار الكويتيين بالهند والبصرة وأماكن أخرى والسفر إليها ساعد على ضرورة وجود مراسلات بريدية بين المغتربين الكويتيين وذويهم اضافة الى المراسلات التجارية بين التجار الكويتيين ونظرائهم بالدول الأخرى.
وبين السيف ان الافتقار الى جود الخدمات البريدية في تلك الفترة ادى الى وجود المراسلات البريدية التي كانت تتم باليد بواسطة المسافرين عن طريق البر وعن طريق السفن الشراعية بحرا.
واضاف ان الحكومة البريطانية وافقت على إنشاء مكتب للبريد البريطاني في الكويت في 19 فبراير 1904 وإلحاقه بمكتب المعتمد السياسي البريطاني وذلك بعد موافقة الشيخ مبارك الصباح على عدم السماح بفتح مكاتب أخرى للبريد في الكويت.
وقال ان مكتب المعتمد كان يقوم بتسيير أعمال البريد الصادر والوارد رغم عدم افتتاح مكتب البريد رسميا خصوصا مع تزايد أعداد الرسائل مبينا ان المكتب كان يقوم بتسلم الرسائل الواردة وتسليمها الى اصحابها في مقر دار الاعتماد بينما يتم إيداع الرسائل المراد إرسالها في الصندوق المخصص لهذا الغرض بمقر دار الاعتماد أو بتسليمها باليد للموظف المختص.
واوضح ان الرسائل الواردة إلى دار الاعتماد كانت تأتي عن طريق مكتب البريد الهندي في بوشهر وكان الأمر الذي يدل على أنها مرسلة للكويت العنوان المكتوب على الرسالة نفسها وكذلك الأمر في الرسائل الصادرة.
واشار السيف الى أن عامة الناس كانوا لا يستفيدون من الخدمات البريدية المقدمة من مكتب المعتمد وكانوا يقومون بشراء الطوابع البريدية من مكتب البريد من بوشهر أو الهند لاستعمالها في إرسال رسائلهم كما أن معظم الرسائل كانت ترسل مع المسافرين من الكويت عن طريق البر أو مع ركاب السفن المغادرة من الكويت إلى الهند.
وذكر ان الخدمات البريدية بالكويت انتهت عام 1947 باستقلال الهند عن بريطانيا بينما استمر استخدام الطوابع والأختام تحت الإدارة الباكستانية والتي انتهت عام 1948 حيث حلت الطوابع البريطانية التي كانت موشحة باسم الكويت تحت الإدارة البريطانية واستمر ذلك حتى عام 1958 حيث تحولت الخدمات البريدية الى الإدارة الوطنية الكويتية.
يذكر ان ندوة (العلاقات الكويتية الهندية..من منتصف القرن 18 حتى استقلال دولة الكويت) تختتم جلساتها في وقت لاحق مساء اليوم ويقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال21.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*