متخصصون..على الحكومات التفاعل الاستباقي مع المتطلبات الالكترونية

أكد عدد من المتخصصين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات أهمية تفاعل الحكومات ومواكبتها المتطلبات والاحتياجات الالكترونية لدى عامة الناس بأسلوب استباقي وبصورة اكثر كفاءة.
وأجمع هؤلاء خلال مشاركتهم في المؤتمر الوطني الاول للتكامل الالكتروني الذي انطلق هنا اليوم تحت شعار (نحو خدمة الكترونية أفضل) على أن دول العالم كافة تتطلع الى مواكبة التحولات التي طالت الخدمات الحكومية وتقديم تلك الخدمات الكترونيا للمستفيدين في عصر يتسم بالسرعة والانجاز الدقيق.
وأضافوا انه في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب في التعامل مع “حكومة ذكية” لا بد من الوصول الى تكامل الكتروني يبدأ بتوفير البنية التحتية الالكترونية المناسبة ورفع مستوى الكوادر البشرية في مجال تقنية المعلومات لتشخيص حاجة افراد المجتمع وايجاد أفضل الحلول لمواجهة الاخطار والتهديدات على امن المعلومات.
وقال مدير المشاريع الاستراتيجية في شركة (تومسون رويترز – الشرق الاوسط) الدكتور شادي مرتضى انه في سبيل التواصل الحكومي الفعال والذكي ينبغي تحقيق الريادة في الخدمات الحكومية للحصول على الثقة والدعم والانتماء من قبل جمهور المستفيدين من تلك الخدمات.
وأضاف الدكتور مرتضى ان هذه الريادة تتحقق من خلال التواصل الذكي الذي اصبح فرضا وسط التسارع المستمر والتطور الهائل في مجال تقنية المعلومات موضحا أن الفشل سيكون مصير عدم مواكبة التقدم التكنولوجي.
واستشهد على ذلك بشركة (كوداك) الشهيرة في مجال صناعة الافلام الفوتوغرافية ومواد وادوات التصوير التي اعلنت افلاسها عام 2012 لعدم مواكبتها التطور التقني للمعلومات مشيرا الى ان 40 في المئة من كبريات الشركات العالمية معرضة للاختفاء من الساحة في غضون عشر سنوات إن لم تواكب التطور.
وعلى هذا الاساس أكد أهمية التطور نحو تقديم الخدمات الذكية من قبل القطاع العام وقطاع الشركات والمؤسسات الخاصة مبينا أن تقديم الخدمات الالكترونية سيشهد طفرة خلال السنوات القليلة المقبلة تتمثل باعتماد المعلومة على “الذكاء الاصطناعي” أي ان يتم تشخيص حاجة الفرد بدقة لتلبيتها الكترونيا.
وأشار الدكتور مرتضى في هذا الصدد الى أهمية استهداف الخصوصية للافراد عبر فرز وتصنيف البيانات والمعلومات ومعالجتها ووضعها ضمن اطار تواصل ذكي مع الجمهور او “المستخدم النهائي”.
وذكر ان الحكومات عليها أن تتبنى منصات تفاعلية جذابة ومبتكرة تسهل على المستخدم النهائي انجاز معاملاته عبر نماذج عدة يمكن تطبيقها في البوابات الالكترونية الحكومية.
من جانبه قال المتخصص نارسيس فيليسكو من شركة (رد بوينت) الذي قدم عرضا مرئيا توضيحيا حول (سرية وأمن المعلومات ودورها في التكامل الالكتروني) إن جميع الوزارات والهيئات والشركات الخاصة تعتبر هدفا رئيسيا لعمليات الاختراق الالكتروني.
وأضاف فيليسكو أن هذا الاختراق الالكتروني يسبب خسارة كبيرة في المعلومات كما يسبب فقدانا للسمعة بين القطاعات المختلفة للهيئات الحكومية ولشركات القطاع الخاص ما يتطلب اتباع افضل الحلول للتصدي لمثل هذه التهديدات.
وذكر أن زيادة الاستثمار في مجال تقنية المعلومات يعني مزيدا من الحماية ضد هذه التهديدات ومزيدا من السرية والامان ومن شأن ذلك أن يساعد في تقليل المخاطر التي تهدد امن المعلومات.
من جهته قال المتخصص رامي طه من شركة (مايكروسوفت) الذي قدم عرضا مرئيا توضيحيا حول مفهوم (الحكومة الذكية) انه في ظل الاعتماد المتزايد للحلول التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي والبيانات الضخمة وتقنيات الحوسبة السحابية أصبح متوقعا من الحكومات أن تتفاعل مع هذا التطور وتوفير افضل الخدمات للناس.
وأضاف طه انه بفضل التقنيات التي توفرها الشركات العالمية الكبرى ومنها (مايكروسوفت) اصبح لدى مؤسسات القطاع العام منصات مثالية تتيح لها توفير كل الدعم للمواطنين والهيئات الحكومية.
ولفت الى أهمية أن تتبنى الحكومات وشركات قطاع الخاص انظمة عمل داخلية متطورة تتيح لجميع الموظفين من مختلف المستويات القدرة على استخلاص البيانات والولوج اليها بسرعة دون تعقيد لاتخاذ القرارات المناسبة ضمن بيئة الاعمال الحالية التي تتطلب السرعة والدقة معا.
ويشارك في المؤتمر ممثلون عن جهات حكومية وغير حكومية عدة اضافة الى محاضرين من شركات عالمية متخصصة مثل (مايكروسوفت) و(رد بوينت) و(برافو سولوشينز) و(تومسون رويترز) و(سي.ايه تكنولوجيز).
ويقام المؤتمر برعاية الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وتنظيم شركة (سوليتير المتحدة) ويستمر يومين يتخللهما تقديم اوراق عمل متخصصة ضمن محاور ذات ابعاد متنوعة تتعلق بتكنولوجيا المعلومات واهمية تطبيقاتها في الحياة اليومية على مستوى الافراد والمجتمعات والحكومات.