الرئيسية / كتاب وآراء / إضاءات / مرزوق الغانم … وثقافة الكويت

إضاءات / مرزوق الغانم … وثقافة الكويت

صناعة الرجال في ساحة الأوطان… أمر ليس بالهين، فربما تصنع هؤلاء الرجال النابهين المتميزين، الظروف والأحوال، وربما تصنعهم مناخاتهم الأسرية، وتربيتهم الصالحة على أيدي آباء وأمهات شغلوا بحب الوطن، ومن ثم أصبحت رغباتهم شديدة في تربية أبنائهم على هذا الحب، وصناعة مستقبلهم بالطريقة التي تخدم الوطن، لذا فإن مستقبلهم دائما ما يأتي مشرقا ومعبرا عن الوطن.

ومعالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي ثنيان الغانم… من الصنف الثاني، الذي وجد والدين صالحين ومحبين للوطن، دفعاه من خلال التربية والنشأة على أن يكون رجلا مهما وإنسانا لا يعمل إلا من خلال ضميره الإنساني، ولا يخطو خطوة إلا والوطن في وجدانه وأحلامه.ويكفي أنه اكتسب خبراته في الحياة من والده رجل الاعمال الفاضل العم علي محمد ثنيان الغانم، ووالدته الفاضلة الدكتورة فايزة محمد الخرافي.

ولن أقترب البتة من السياسة… التي لا أنسجم أبدا مع أحوالها المتقلبة، وسيدور حديثي عن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في شأن أكثر حيوية، وأكثر قدرة على أن يجمع الناس، بدلا من تفريقهم أحزابا وانتماءات، إنه الشأن الثقافي الذي أرى الإهمال ساريا في مضمونه، وتجاهل دوره آخذ في النمو، ومن ثم بات من الضروري أن نوجه خطابنا الثقافي إلى رجل في قامة مرزوق الغانم المشهود له بحب الثقافة، وتشجيعها والعمل على تنميتها.فالثقافة- من وجهة نظر بعض البرلمانيين- لا تجلب الأصوات، لذا فإن الاهتمام بها تحت قبة البرلمان صار نادرا ولا يأتي إلا من برلمانيين يضعون المستقبل في أذهانهم.لذا فإننا نوجه خطابنا الثقافي إلى السيد مرزوق الغانم… الذي بدأ حياته بالنجاح، وذلك بحصول على درجة البكالوريوس في الهندسة في أرقى الجامعات الأميركية بامتياز مع مرتبة الشرف، كما أن له مواقف مشرفة في الكثير من المجالات ونذكر… ترأسه مجلس ادارة نادي الكويت الرياضي، وترأسه لجنة الشباب والرياضة في مجلس الأمة، كما قام برعاية وتشجيع العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية في الكويت.

وبالتالي أضع بين يديه… همومنا الثقافية التي ظلت لسنوات طويلة قائمة، ولم تجد لها حلولا تساهم في أن تدفع المثقفين والأدباء إلى العمل على الإنتاج الأدبي والفكري بالشكل الذي يشرف الكويت، هذه الأمانة الثقافية… أجدد الحديث فيها بعد مقال نشر سابقا في المساحة نفسها، وربما تكون قريبة مما ذكرته، إلا أنها حقيقة يعاني منها المثقفون ولا يجدون آذانا تصغي.

ونبدأ بأول الهموم… رابطة الأدباء الكويتيين ومجلتها «البيان» الأدبية العريقة، واعتقد أن السيد مرزوق الغانم زار في وقت من الأوقات هذا البيت الذي يفترض أنه كبير، يتسع للمثقفين والأدباء كافة، ولكن- للأسف- مبناه قديم قدم تأسيس الرابطة ولم تجر عليه إلا بعض الصيانة من قبل مجالس إداراته المتعاقبة، وما يزيد الألم أن ضيوفا من خارج الكويت يأتون إلى هذا المبنى ويتفاجؤون بوضعه. وهم الذين يختزنون في وجدانه الكويت بمجلة «العربي» و«عالم المعرفة»، وبريادتها في المجالات الثقافية.

كما أن هناك حلماً يراود المثقفين والمفكرين والأدباء في الكويت… إنه المجمع الثقافي، الذي سمعنا عن إنشائه منذ زمن، ولكن لم نره على أرض الواقع، وكذلك دار الأوبرا وما تعنيه- إن تم تشييدها- من طفرة ثقافية في الكويت.

كما أن الشباب المبدع الواعد في الكويت لا يجد من يسهل له مسألة النشر ما يدفعه باللجوء إلى دور نشر خاصة تستنزفه، رغم أن تجربة النشر للشباب متعارف عليها في معظم الدول العربية، لماذا لا يتم تطبيقها في الكويت؟!

إن الهموم الثقافية كثيرة ومتشعبة، تلك التي نرى انها أمانة نضعها بين يدي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم… ليجد لها حلا تحت قبة البرلمان، لما لها من أهمية تعود بالنفع والخير على بلدنا الحبيب الكويت.

رئيس تحرير مجلة «البيان» وأكاديمي بجامعة الكويت

[email protected]

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*