الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / في أوّل إبريل… إكتشف الكاذب من لغة جسده

في أوّل إبريل… إكتشف الكاذب من لغة جسده

الأوّل من إبريل هو يوم الكذب. ينبّه الناسُ أحبّاءَهم من هذا اليوم كي لا يتعرّضوا «لكذبة بيضاء»، فيما يَعمد آخرون فيه على التخطيط لخداع مَن حولهم. ففي هذا اليوم الكذبُ والخداع اللذان يُعتبَران آفةً اجتماعية، مسموحان، والكلّ يمكن أن يستفيد لإطلاق النكات والضحك. ولكنْ تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأشخاص حول العالم يعيشون أوّل إبريل كلَّ يوم في حياتهم كخادعين أو مخدوعين، ومنهم مَن يُكذَب عليه ولا يدرك، ومنهم من يَكشف الحقيقة أحياناً، وآخَرون يدّعون تصديقَ الأكاذيب تلافياً للمشاكل. فمن يكذب أكثر؟ وكيف نكشف الكاذب من حركة جسده؟«الكذب ملح الرجال»، عبارة منتشرة بكثافة في المجتمع تتّهم فيها النساء الرجالَ بالكذب عليهنّ دائماً، فيما يَعتبر عدد كبير من الرجال أنّ المرأة تكذب أكثر و«أنّ الصِيت للرَجل أمّا الفعل فلها».
هل المرأة تكذب أكثر؟
الباحث الإنكليزي جون شيمل الذي اهتمّ باكتشاف أصول الكذب ودوافعه ‏ومسبّباته، يؤكّد فكرةَ عدد كبير من الرجال الذين يصوّرون أنفسَهم دائماً ضحايا كذب حوّاء ومكرِها: «إذا كان الكذب صفةً يتميّز بها البشر عن سائر المخلوقات، فإنّ كلّ الأدلّة تثبت ‏أنّ المرأة أكثر استخداماً للكذب من الرجل».
ويوضح شيمل سببَين لكذب المرأة، أوّلهما أنّها «أكثر ‏عاطفية من الرَجل، ولأنّ الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من العقلاني، تكون المرأة أكثرَ كذباً من الرجل».
أمّا العامل الثاني الذي يَجعلها أكثرَ كذباً بحسب شيمل فهو أنّ «الكذب بصفة عامّة سِمة المستضعَفين، وغالباً ‏ما يلجَأ إليه الإنسان لإحساسه بالضعف والمعاناة وللهروب من واقع ‏أليم يعيشه، ولأنّ المرأة خُلِقت أضعفَ من الرجل وعاشت على مرّ العصور وفي مختلف ‏المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر، فكان لا بدّ أن تلجأ إلى الكذب».
نَعم، الكذب ملح الرجال
تأتي دراسة بريطانيّة أجرتها «20th Century Fox» لتحسمَ النتيجة بالأرقام، وتؤكّد بعد إجراء استطلاع رأي على أكثر من 2000 شخص أنّ الرَجل يكذب مرّتين أكثر من المرأة، وذلك على شريكته أو مدرائه في العمل أو زملائه أو أصدقائه.
ويوضح الاستفتاء أنّ الرَجل يكذب بمعدّل ستّ مرّات عن قصد في اليوم الواحد، أي ما يعادل الـ 42 كذبة في الأسبوع و 2184 كذبة في السنة، بينما لا تكذب المرأة سوى ثلاث مرّات يومياً.
أكثر الأكاذيب تواتراً
«لا مشاكل، وكلّ شيء على ما يرام»، هي الكذبة الأكثر شيوعاً بالنسبة للرجال والنساء على حدّ سواء. أمّا الكذبة الثانية التي يطلِقها الرجال فهي «هذا آخِر كأس بيرة أحتسيه»، والثالثة الأكثر انتشاراً: «كلّا مؤخّرتكِ لا تبدو كبيرة في هذه الملابس». أضِف إلى أنّ الرجال غالباً ما يؤكّدون أنّ «إرسالَ الهاتف لم يكن جيّداً»، و»البطارية استُهلِكت»، وأنّهم علقوا بزحمة سير خانقة…
كيف تكذب المرأة؟
أمّا بالنسبة للنساء، فتحدّد الدراسة البريطانية أنّ أكثر الأكاذيب شيوعاً بعد كذبة «كل شيء على ما يرام»، هي: «هذا الغرض ليس جديداً كان عندي منذ زمن»، و»ليس غالي الثمن». وتَختلق النساء أيضاً أكاذيب بسيطة مثل: «كنت أشتري ثياباً لأستفيد من التنزيلات»، «لا أعرف أين هو هذا الغرض فأنا لم ألمسه»، و»رأسي يؤلمني».
الكذب يؤدّي إلى الطلاق
يؤكّد نصف المستطلعين أنّ شريكهم سبقَ وكشفَهم يكذبون، كما تنقل الدراسة البريطانية أنّ 7 في المئة من الأزواج وصلوا إلى الطلاق بسبب كذبة.
إلى ذلك يؤكّد 83 في المئة من الذين شَملهم الاستطلاع قدرتَهم على كشفِ كذب شريكهم، بينما يرى خبير لغة الجسد ريشار نيومان العكس، ويشير إلى أنّ غالبية الناس لا يدركون قراءة إشارات الكذب، ويعتقدون فقط أنّ الكاذب يتجنّب النظر إلى عينَي محادثه. ويَلفت إلى أحيانٍ كثيرة يكون فيها العكس صحيحاً حيث يسعى الكاذب إلى مراقبة عينَي محادثه ليرصد ردّة فِعله ومدى اقتناعه بالأكاذيب.
التركيز على الحركة والصوت
تتحدّث خبيرة لغة الجسد ومدرّبة المهارات البشرية رغدة السعيد لـ»الجمهورية» عن أهمّية ملاحظة لغة الجسد لكشفِ الكذب، لأنّها أكثر صدقاً من الكلام، «فلغةُ الجسد توصِل الرسالة بنسبة 93 في المئة، منهم 55 في المئة بواسطة حركات الجسد وتعبيراته و 38 في المئة من خلال نبرة الصوت. أمّا محتوى الكلام فيمثّل فقط 7 في المئة من الرسالة». وتشدّد على أنّ «العين لا تكذب لأنّها مرآة الروح».
وتكشف السعيد أنّ «المرأة أكثر احترافية من الرجل في قراءة لغة الجسد، لأنّها لغة تَعامُلها مع طفلها خلال أوّل سنتين من عمره عندما يكون عاجزاً عن الكلام».
كيف نكتشف الكاذب؟
لا تنفي السعيد وجود ««كاذب محترف لا يمكن كشفُه بسهولة، أمّا غير المحترف فكشفُه سهل عن طريق حركاته»، التي تلخّصها لـ«الجمهورية» بالتالي:
– حكّ الأنف، وهي الحركة الأشهر التي يلجَأ إليها الكاذب، وتسمّى «Pinocchio effect» أسوةً ببينوكيو الذي كان أنفه يَطول كلّما كذبَ. وسبب هذا الحكّ عند الكاذب هو ارتفاع الحرارة في محيط الأنف وعضلةِ الزاوية الداخلية للعين. وتَجدر الإشارة إلى أنّ التعرّض للقَلق يرفع من حرارة الوجه.
– زَوغان بؤبؤ العين، وعدم مواصلة الاتصال المباشر بالعينين مع المتحدّث.
– وضعُ اليد أمام الفم، ويُعتبر محاولةً لإخفاء مكان أو مصدر الكذب.
– التمويه في الحديث ومحاولة عدم ذِكر كلمة أنا.
– يَنظر الكاذب مباشرةً إلى عينَي من يستمع إليه، وذلك بعد نهاية الحديث، ليتأكّد ويَطمئن من أنّ الآخر مقتنع بكلامه ويصدّقه.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*