الرئيسية / كتاب وآراء / «صيحة الصوت الواحد»

«صيحة الصوت الواحد»

• لماذا لا تبادر الحكومة الى تبني الحوار، وأن تكون جزءا من الحل؟

لا شك أن الوضع العام في البلد لا يسر حبيبا ولا عدوا، ويخطئ من يعتقد أن تداعيات نظام الصوت الواحد قد ولت أو طويت صفحتها، فمن الواضح اننا بحاجة الى حوار شامل من اجل مصلحة الكويت.

ويخطئ أيضا من يعتقد أن الساحة السياسية هادئة، وأن القوى السياسية التي قاطعت الانتخابات الماضية ستكتفي بما حدث وستلتزم الصمت أمام ما يجري من تطورات، فبتقديري أن لم الشمل بين جميع القوى السياسية قريب ووارد جدا في ظل التحديات الراهنة والتطورات السياسية التي باتت تتطلب وحدة الصفوف والرؤى، من اجل الخروج بسيناريو لعمل سياسي موحد يبث الروح من جديد في الشارع، ويبعث الأمل في النفوس.

واضح أن أداء مجلس الأمة دون طموح الأمة، على الرغم من عدد المشاريع والقرارات، فالعملية لا تقاس، بتقديري، بهذا الشكل، وإنما بمدى شمولية التمثيل النيابي وقاعدة أصحاب القرار، ووجود معارضة حقيقية تسهم في توجيه وتصحيح مسار العمل على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية. معارضة حقيقية تصمد أمام التراجع السياسي والعبثية التي تنتج عنها قرارات هدامة بل وتعيينات لم يعرفها التاريخ السياسي عندنا وحولنا في الخليج!

ان «صيحة الصوت الواحد»، كما سماها حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه، «صيحة» ستستمر. والدليل الندوات التي بدأت تستأنف نشاطها، والدعوات التي بدأت تطلقها مجاميع مختلفة من قوى المجلس المبطل وقوى اخرى من خارج المجلس.

إننا لا نود أن تعود موجة العنف، فكل الأطراف المحبة للكويت تتمنى الأمن والأمان لها، والحلول العقلانية والحكيمة التي يمكن أن نستظل فيها.

ماذا ستخسر الحكومة فيما لو تبنت مبدأ الحوار، واستمعت إلى جميع الآراء؟ بالتأكيد ليس هناك خسارة بقدر ما تربح الحكومة الرأي العام ككل. لماذا لا تكون الحكومة جزءا من الحل في قراءة التحديات واتخاذ قرار بمعالجتها بحكمة سياسية، وأن تكون مظلة لحوار وطني يمكن أن يأخذنا جميعا إلى بر الأمان والاستقرار السياسي؟

فطالما التأم الشمل الخليجي بفضل حكمة قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير أطال الله في عمره، فمن الممكن أن تنجح الحكومة أيضا في لم الشمل الكويتي وتدشين مرحلة الحوار الشامل من دون إقصاء لأي طرف.

خالد أحمد الطراح

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*