الرئيسية / كتاب وآراء / تكريم مستحق لأبو ناصر.. ورفع أسعار الوقود هل هو الحل ؟

تكريم مستحق لأبو ناصر.. ورفع أسعار الوقود هل هو الحل ؟

تكريم مستحق لسمو الامير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله في القمة الخليجية الاخيرة، بصفته «قائد عمل انساني»، وهو تكريم لكل كويتي ومقيم على هذه الارض، وتكريم للكويت دولة وحكومة وشعبا.
ولهذا التكريم دلالات ايجابية في نفوس رؤساء دول مجلس التعاون، كونهم شاركوا فيه جميعا، وهذا التكريم هو مفخرة لكل خليجي وعربي ومسلم.
وكما قرأت وسمعت، فهناك العديد من الجهات التي ستقوم بتكريم سموه في بعض المحافل الدولية، داخل وخارج الكويت، وهذا يدل على ما تتمتع به دولة الكويت من سمعة طيبة في العالم في المجال الخيري.
فهنيئا للكويت بهذا التكريم، وأطال الله بعمر الامير، ليرى بنفسه الأعمال الصالحة التي قام بها شخصيا، او من خلال الحكومة، او الجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية.
٭٭٭
يتم بين فترة وأخرى طرح مشروع رفع أسعار الوقود في السوق المحلي، اما لأجل تخفيف الضغط المالي، او لمواجهة الاستهلاك المبالغ فيه لسيارات النقل الدولي، التي تعبيء أضعاف حمولة خزاناتها، للاستفادة من السعر المدعوم، او للتخفيف من الازدحام.. الى غير من الأسباب المعلنة والخفية.
أنا شخصيا مع مراجعة الأسعار بين فترة وأخرى، وفق الحاجة والظروف والمتغيرات، خصوصا في مواجهة استغلال السعر المدعوم، وتهريب الوقود بأشكاله الى الخارج، ولا شك ان المسؤولين ترددوا كثيراً عند اتخاذ مثل هذا القرار، لانه سيؤثر بالدرجة الاولى على المواطن والمقيم على حد سواء، مع مراعاة اختلاف الظروف الاقتصادية، فالتاجر سيرفع قيمة السلعة والخدمة على المواطن والمقيم، ولن يراعي نسبة الارتفاع الطفيفة في ارتفاع سعر الوقود، بل سيجدها فرصة وحجة لرفع الأسعار بشكل كبير، وتحقيق أرباح فاحشة، فان كان معدل ارتفاع سعر الوقود 100 دينار، فسيحقق التاجر ارتفاعا لا يقل عن 200 دينار!
كما ان وسائل النقل مملوكة بالكامل للقطاع الخاص من باصات وشاحنات وسيارات أجرة.. وغير ذلك، وما لم يتم وضع ضوابط لمواجهة ارتفاع الأسعار الجنونية، فسنرى استغلالا تاريخيا، خصوصا مع تجمد أسعار العقار، وانخفاض أسعار النفط، وانحدار أسعار الأسهم، والانخفاض الاقتصادي المتوقع عالميا في الفترة المقبلة! اعتقد الموضوع يحتاج الى المزيد من الدراسة المستفيضة، حماية للمستهلك الأخير والبسيط، حتى لا يكون رفع أسعار الوقود هو الحل.
٭٭٭
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا شدَّادُ بنُ أوسٍ.. اذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ، فاكنِز هؤلاء الكلماتِ: اللَّهُمَّ انِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، وأسألُك شُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ، وأستغفرُك لما تعلَمُ، انَّك أنت علَّامُ الغيوبِ».

د.عصام عبداللطيف الفليج

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*