الرئيسية / كتاب وآراء / قمة الدوحة … خريطة طريق ، بقلم / مسفر النعيس

قمة الدوحة … خريطة طريق ، بقلم / مسفر النعيس

وسط أجواء إيجابية ستنطلق القمة الخليجية الخامسة والثلاثين في الدوحة يومي الثامن والتاسع من الشهر الجاري، قمة يتطلع إليها الخليجيون بكثير من التفاؤل مشوباً ببعض الترقب والقلق، تفاؤل بتقارب خليجي يتكلل بالنجاح في إقناع قطر الشقيقة بتغيير بعض من سياستها تجاه الإخوان المسلمين وتغيير موقفها من انتخابات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فدول الخليج تسعى لتكوين نظام عربي قوي تكون الجمهورية المصرية فيه عاملا رئيسيا لموازنة القوى الإقليمية المتمثلة بإيران وتركيا وإسرائيل.

لا يختلف اثنان على أن قمة الدوحة المرتقبة تمثل خريطة طريق للعبور بدول الخليج نحو بر الأمان، فالجميع لا بد ان يكون في قارب واحد ولا بد من التكاتف والعمل من اجل صد كل المخاطر ومواجهة التحديات، فهناك متطلبات لهذه المرحلة الحرجة التي لابد من التعاطي معها بشكل جيد من اجل استمرار منظومة دول مجلس التعاون.

هذه القمة أرى أنها مختلفة فهي ستناقش مواضيع كبيرة وحساسة وحتما ستتخذ بها قرارات مصيرية ولعل أهمها ما جاء في قمة الرياض الاستثنائية في شأن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والتي تشير كل التوقعات الى حل يرضي الطرفين ويعيد المياه الى مجاريها خصوصا بعد أن طرأ تغيير ومرونة في الموقف القطري الذي كان متشدداً حيال ذلك، وقد اتضح ذلك بعودة المياه الى مجاريها وعودة سفراء المملكة السعودية والبحرين والإمارات، واعتقد أن دعوة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ليكون شاهداً على ترسيخ سياسة جديدة لتنقية الأجواء مؤشر جيد لاتفاق مسبق يؤسس لعلاقات لا بد أن تكون أكثر تميزاً.

في هذه القمة تطمح دول الخليج الى علاقات جديدة مع الجارة إيران والتي تمثل بعبعا وتشكل قلقا دائما لتدخلها في بعض شؤون دول المنطقة، فهي تريد من ايران أن تغير سياستها وتميل الى الاعتدال وربما تدعم موضوع المفاوضات مع الدول الخمس حتى لا تمضي قدماً في تخصيب اليورانيوم، فالقمة بكل تأكيد لديها الكثير من الملفات العالقة والحساسة وستناقش موضوع الحوثيين في اليمن واستيلائهم على السلطة وخطورة ذلك على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، كما ستتطرق لخطر «داعش» في العراق وستغض النظر عن بعض تدخلات ايران في العراق من اجل القضاء على هذا التنظيم الذي يهدد أمن دول الخليج، أما في الجانب السوري فأعتقد أنها ستدعم المعارضة المعتدلة وستسعى الى انهاء الأزمة السورية بشكل سياسي بعد أن فشلت الحلول الأخرى، كما أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة وسيتم التطرق للعلاقات العمانية ـ الإيرانيـة والتي تتطور نظراً للمصالح المشتركة.

انها قمة تعد خريطة طريق، ما يهمنا بها هو التقارب الخليجي والتكاتف وحل جميع النزاعات، فكم اتمنى لها النجاح وان تؤتي ثمارها في القريب العاجل، فأي فشل سنتضرر منه جميعا، والله المستعان.

***

شكر وتقدير لمعالي وزير العدل والأوقاف السيد يعقوب الصانع على تفهمه لمطالب موظفات الأوقاف في شأن تغيير ساعات العمل والى النائب الفاضل ماجد موسى المطيري على وقفته المشرفة مع اخواته موظفات الأوقاف في مطالبهن العادلة، فعلاً للرجال مواقف.

@mesferalnais

[email protected]

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*