جريدة الحقيقة الإلكترونية
فضيحة جديدة تهز عالم كرة القدم والشخصيات الرياضية الشهيرة فيه بعد أن كشفت “وثائق بنما” عن أكبر شبكة غسيل أموال وتهرب ضريبي طالت 140 شخصية عالمية؛ بينها زعماء وسياسيون ورياضيون، منهم نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي.
فميسي الذي يلاحقه ووالدَه القضاء الإسباني بتهمة التهرب الضريبي، طالته قضية فساد أكثر شراسة؛ حيث كشفت صحيفة “الكونفيديسيال” وشبكة “لاسيكستا” أن ميسي قام بإنشاء شركة في بنما عن طريق مكتب محاماة في الأوروغواي، بعد ساعات فقط من توجيه النيابة العامة الإسبانية اتهاماً له بالتهرب من دفع أربعة ملايين و100 ألف يورو للضرائب.
وبحسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين فإن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الحائز 5 مرات على كرة الفيفا الذهبية، شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما، وورد اسم ميسي ووالده للمرة الأولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 حزيران/يونيو 2013؛ أي غداة توجيه الاتهام إليهما بالتهرب الضريبي في إسبانيا.
وكانت 11 مليون وثيقة تم تسريبها من قاعدة البيانات الخاصة بشركة “موساك فونيسك” البنمية، التي تعد رابع أكبر شركة على مستوى العالم فى المحاماة، وكشفت تلك الوثائق تورط قادة سياسيين ومشاهير فى الفساد.
وتكشف الوثائق الكثير عن الوسائل التي يستخدمها الأثرياء والمشاهير والزعماء، لإخفاء أصول وللهروب من القوانين والتهرب من الضرائب عبر تأسيس شركات وهمية خارج نطاق السلطات القضائية.
كما كشفت “وثائق بنما” تورط 19 رياضياً آخرين، غير النجم الأرجنتيني، وعلى رأسهم ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي، والبطلة الأولمبية للتزلج الروسية تاتيانا نافكا زوجة دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي.
وتعد فضيحة “وثائق بنما” أكبر فضيحة تعصف بعالم الرياضة بعد فضيحة “فساد الفيفا”، التي أطاحت برئيسه السابق جوزيف بلاتر، بعد أيام قليلة فقط من انتخابه لولاية جديدة.
وذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن وثائق “أوراق بنما” كشفت تورط ميسي نجم برشلونة في قضية جديدة للتهرب الضريبي، حيث يملك الأرجنتيني ووالده شركة أخرى في بنما تحت اسم “ميغا ستار”، وتم اكتشاف هذه الشركة عن طريق شركة “موسكا فونسيكا”، وهي شركة في بنما متخصصة للعمل خارج البلاد.
وأضافت الصحيفة في تقريرها: “أن الشركة المذكورة تعد بمثابة ستار يخفي ميسي ثروته الضخمة خلفه كي يستطيع التهرب من الضرائب، وقد أعلن عن ذلك بعد يوم واحد فقط من رفع المدعي العام في إسبانيا دعوى على ميسي ووالده بالتهرب الضريبي”.
من ناحية أخرى ووفقاً لعدة صحف فإن ليونيل ميسي وعائلته، من المتوقع أن يقوموا برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة بتهمة التشهير.
يذكر أنه سبق أن وجهت اتهامات إلى النجم الأرجنتيني بالتهرب الضريبي، واستغلال بعض المباريات الخيرية بغية ربح الأموال؛ أي إنه جعل منها مباريات ربحية.
من جهته، أكد الفرنسي ميشال بلاتيني، الموقوف حالياً عن مباشرة مهام وظيفته كرئيس للاتحاد الأوروبي لكرة القدم من قبل الاتحاد الدولي للعبة، أن وثائق بنما لم تأت بجديد، مبيناً أن “حساباته المصرفية، التي تم الكشف عنها في وثائق بنما، كانت معروفة للسلطات الفرنسية والسويسرية”.
وقال أحد محامي بلاتيني في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: “جميع حساباته وأصوله معروفة للهيئات الإدارية للضرائب السويسرية”.
وكشفت الوثائق، التي نشرها الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين وصحيفة “زودتشه زيتونغ” الألمانية، أن بلاتيني يدفع ضرائبه في سويسرا منذ عام 2007.
وطالب محامي بلاتيني باحترام حقوق موكله أمام المعلومات، التي قد تكون مزيفة، والتشهير والاتهامات، التي يتم نشرها في إطار هذا العمل الصحفي.
المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، زوج البطلة الأولمبية تاتيانا نافكا، لم يختلف جوابه كثيراً عن ميشال بلاتيني، حيث ذكر أنه “لا توجد عند زوجته ولم تكن لديها أي شركات”.
ووصف بيسكوف ما جاء في التقرير الذي أعده الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، بأنه “تلاعبات” وقلب للحقائق، مضيفاً: “أن الكرملين لا يرى ما يستوجب الرد على مثل هذه المزاعم الخالية من أي تفاصيل ووقائع”.
