الرئيسية / كتاب وآراء / “بدعة” ،،، بقلم الكاتب / عبدالعزيز الشعبان

“بدعة” ،،، بقلم الكاتب / عبدالعزيز الشعبان

اعطني قلبك فإنّك لا تحتاجه الآن ، و ارمي عاطفتك التي تحدد بها قراراتك في القضايا الإجتماعية فهي لا تهمني ، فما يهمنّي هو إبقاء عقلك في رأسك لتفكّر في ما ستقرأه بعد نهاية هذا السطر “فركّز تكفى”!.

ها نحن في شهر رمضان و يستمر الجدل حول عقوبة المُفطر ؛ شرعاً لا يوجد عقوبة دينية سواء كان في القرآن أو في الأحاديث النبويه حول عقوبة المفطر بل هناك كفارة كصيام شهرين متتابعين ، عتق رقبه ، و اطعام ستين مسكيناً ؛ إذاً الدين الإسلامي لم يشرّع عقوبه بل كفارة فقط، إذاً فلنتفق أن قانون عقوبه المجاهره الحالية التي سنّت سنة ١٩٦٨م في مجلس الأمّة والتي ربما لم يجرح الكويتيين صيامهم قبل ذلك إلا بعد ١٩٦٨م قد سنّت من بشر و ليس من نص مقدّس فأين مهاجمة الدين في اعتراض قانون وضعي؟!!
لكن المجتمع المرهف ابتدعها و جعله قانون قدسي لا نقاش فيه فأحدث بدعة قانونية بنكهة دينية ، فالبدعة اصطلاحاً هي : ما أحدث في دين الله وليس له أصل عام ولا خاص يدل عليه .
ومن أبتدع عقوبة المجاهر في الإفطار هم العباسيون و هم من أوائل من شرّع تغليظ العقوبة على المفطر في رمضان بسبب ظروف سادت آنذاك بإجتهادات على حسب ظروف الزمكان، و مع ذلك فهُم لم يجبروا غير المسلمين بإمتناع الأكل ، فالشّعيرة هي خاصة للمسلمين فقط فمن الغير المنطقي مثلاً أن يفرض عليك مسيحي أن لا تتناول اللحوم لمدّة ٤٠ يوماً لمجرد أنه هو صائم بطريقته المسيحية التي تستوجب عدم أكل اللحم ومشتقاته ، فبذلك هو يفرض عليك دينه بحجة مشاعره.

فإن كان الصوم عن قناعة تامة بأهدافها فلن تهتز شعيرتك إلا لو كان إيمانك بها ضعيفاً فهل ستفطر عندما ترى غيرك يفطر؟ هل تنتظر غيرك يصوم لتصوم أم صومك لربّك؟ هل صومك ضعيف إلى هذه الدرجة؟ مثال : عندما ترى خمراً فهل ستشربه لمجرد أنه موجود أم سيمنعك إيمانك الإسلامي؟ فلماذا لا تطبق نفس المنطق على الصوم ؟ و خصوصاً لغير المسلمين العاملين في دولة مدنية يحكمها الدستور فهُم أتوا بصفتهم عاملين لصالح لدولة ليرفعوا من انتاجيته و لم يأتوا ليشاطروك بشعيرة ليسوا بمؤمنين بها حفاظاً على مشاعرك التي لم تُجرح بالمسلسلات ولا بإعلانات المطاعم ولا برائحة الطعام في منزلك ولا برامج الطّبخ ولا عندما تُقيم في بلاد أجنبية و تصوم هناك ولا عندما تصوم السّنن و ترى الجميع يفطر وأنت تصبر ابتغاء الأجر ، لكن المجتمع الذي يهتز من افطار غير مسلم أو غيره هو مجتمع ضعيف فينتظر قانون ليبقيه صائماً فربما صومه خوفاً من القانون لا عن قناعه بأهداف الصوم و مراده فلو كان للمجاهر عقوبة مستحقة كالسجن أو الحد فربُّك أولى بتنزيلها بدلاً منك!
عبدالعزيز الشعبان

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*