الرئيسية / عربي وعالمي / مخيم الزعتري للاجئين السوريين: الكويت أبرز الداعمين

مخيم الزعتري للاجئين السوريين: الكويت أبرز الداعمين

 قال مدير مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن العقيد عبدالرحمن العموش إن دولة الكويت أحد أهم وأبرز الداعمين للأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في المخيم والمنطقة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به العموش ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الكويتية الزائرين الى الأردن مساء الاثنين بدعوة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) للاطلاع على مشاريع مولتها الكويت في مخيم الزعتري المتاخم للحدود الأردنية – السورية.

وأضاف أن المخيم الواقع ضمن مساحة تبلغ 15 كيلومترا مربعا ويعيش فيه نحو 80 ألف لاجئ سوري أنشئ بطريقة بدائية عام 2012 قبل أن يتم تحديثه ووضع أكثر من 26 ألف وحدة سكنية متنقلة (كرفان) بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها من الدول المانحة وفي مقدمتها الكويت.

وذكر أن الكويت إضافة إلى دورها “الرائد” في دعم البنى التحتية والمشاريع الأساسية داخل المخيم عززت برنامج الأغذية العالمي بمبلغ 18 مليون دولار لتطوير نظام توزيع الأغذية داخل المخيم من وجبات جاهزة كانت تسلم للأفراد إلى صناديق غذائية أساسية وبطاقات شرائية توزع على الأهالي لمنحها حرية اكبر في الخيارات.

وعن الدور الكويتي في قطاع الصحة اشار الى ان المخيم يضم عشرة مراكز صحية أحدها مركز صحي للأمومة والطفولة مولته الكويت بالكامل وافتتح رسميا في شهر سبتمبر الماضي بالتعاون مع منظمة (يونيسف) كما ان العمل جار لإنشاء مركز طبي كويتي آخر مطلع العام المقبل.

واوضح ان أهمية مراكز الامومة والطفولة الطبية تأتي نظرا لمعدل الإنجاب المرتفع “نسبيا” في المخيم والذي يتراوح بين خمسة وثمانية أطفال يولدون يوميا لافتا الى ان المخيم منذ انشائه شهد ولادة 49 ألف طفل سوري.

وعلى صعيد قطاع التعليم قال العموش ان التعليم داخل المخيم إلزامي ومجاني بمراحله المختلفة مشيرا إلى أن المخيم يضم 22 مدرسة منها مدرستان كويتيتان تم افتتاحهما في سبتمبر الماضي ضمن قرية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بطاقة استيعابية تفوق 2400 طالب وطالبة.

وذكر ان عدد الطلاب والطالبات الذين يرتادون المدارس في المخيم يصل الى 22 الفا “وهو معدل مرتفع باعتبار ان نحو 55 في المئة من إجمالي سكان المخيم أعمارهم دون 18 عاما” مبينا ان المناهج الدراسية الموضوعة هي ذات مناهج وزارة التربية الأردنية في حين يبلغ عدد طاقم هيئة التدريس 600 معلم ومعلمة من الاردنيين فضلا عن معاونيهم من اللاجئين.

واضافة الى ذلك ذكر ان لدولة الكويت دور في دعم قطاع المياه والصرف الصحي داخل المخيم عبر تمويل ودعم انشاء بئر ارتوازية تخدم نسبة كبيرة من اهالي المخيم بالتعاون مع منظمة (يونيسف).

وبالنسبة الى فرص عمل اللاجئين داخل المخيم قال العموش ان العمل بصورة عامة في الأردن ممنوع الا بعد الحصول على إذن بالعمل من السلطات الأردنية “لكن توجد نسبة مرتفعة من اللاجئين يعملون مع المنظمات الناشطة داخل المخيم وعددها 47 منظمة متخصصة عالمية”.

وفيما يتعلق بالجانب الأمني داخل المخيم أفاد بأن الأردن يرتبط بحدود برية مع سوريا تصل الى 350 كيلومترا ما دفعه الى تأسيس مديرية شؤون اللاجئين لضبط عملية استقبال اللاجئين منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وتسجيلهم لدى السلطات الأردنية و(المفوضية السامية) ومنحهم بطاقات ووثائق رسمية.

واوضح ان هذا الاجراء النظامي ساهم كثيرا في استتباب الأمن داخل المخيم ومنح كل شخص هوية تمكن السلطات من التعامل معه وفق القانون الأردني لافتا الى ان توفير هذه البيئة “الآمنة” ساهم كثيرا بجلب المساعدات من قبل الدول والمنظمات المانحة وضمان سير العمل الإنساني داخل المخيم.

من جانبه قال المسؤول في قسم المياه والصرف الصحي في (يونيسف) المهندس أحمد الطراونة ان الكويت مولت جزءا من مشاريع المياه والصرف الصحي داخل المخيم الذي يحتاج الى 3500 متر مكعب من مياه الشرب يوميا لتوزيعها على السكان بمعدل 35 لترا من المياه لكل شخص.

واضاف الطراونة ان مشروع (البئر الثانية) ممول من الكويت من أصل ثلاث آبار وتتفاوت مراحل عمل البئر ذات عمق 400 متر بين تخزين المياه ونقلها عبر صهاريج وتنقية المياه العادمة.

وذكر ان (يونيسف) تعمل حاليا مع شركائها لتخصيص جزء من التمويل الكويتي المقدم لإنشاء شبكة مياه وصرف صحي معربا عن الشكر والتقدير لجهود الكويت في دعم مشاريع المنظمة وتوفير احتياجات اللاجئين الأساسية.

من جهتها قالت مديرة مدرسة (الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح – 2) سكينة الشديفات ان المدرسة الكويتية ساهمت في حل معضلة رئيسية لكثير من الطلاب والطالبات تمثلت في بعد المسافة بين مساكنهم والمدارس التي كانوا يرتادونها حيث تخدم المدرسة التي افتتحت في سبتمبر الماضي المنطقة المحيطة فيها والتي تضم اكثر من 1200 طالب وطالبة.

واضافت ان المدرسة الكويتية تضم 12 فصلا بمعدل استيعابي يبلغ 40 طالبا وطالبة لكل فصل اضافة الى المكاتب الادارية ومرافق اخرى لافتة الى ان المدرسة تعتبر من المدارس النموذجية “لكن مع اكتظاظها بالطلبة والمعلمين ظهرت بعض الاحتياجات التي ينبغي سدها لضمان سير العملية التعليمية بكفاءة ابرزها مكاتب وفصول اضافية”.

من جهته قال المسؤول الميداني لمركز (مكاني) التربوي التابع لمنظمة (يونيسف) سامي بني خالد ان المنظمة خصصت جزءا من تمويل الكويت لدعم مراكز (مكاني) في مخيم الزعتري البالغ عددها 21 مركزا.

واضاف ان البرنامج التربوي لمركز (مكاني) شامل ويوفر التعليم البديل (غير الرسمي) والدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية عبر الرياضة والتعليم في المخيم بهدف دعم الأطفال السوريين المستضعفين ممن هم خارج مقاعد الدراسة لظروف الحرب وتتراوح أعمارهم بين ست و18 عاما من خلال نهج مبتكر.

وذكر ان المركز يوفر كذلك دورات تدريبية وتطبيقية للاطفال الراغبين في العمل ممن يرفضون هم او أولياؤهم الالتحاق بالمدارس مثل دورات الحلاقة والكهرباء وصيانة الهواتف والخياطة موضحا ان هذه الدورات ومدتها شهرين ونصف الشهر تقريبا مخصصة للاعمار بين 15 و18 عاما.

والتقى الوفد خلال جولته في المخيم احد اللاجئين السوريين ويدعي ابو محمد وهو رب اسرة يعيل 12 شخصا والذي بدوره ثمن جهود دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا بدعم الاوضاع الانسانية للاجئين وتخفيف معاناة الحرب عنهم.

ودعا المجتمع الدولي الى العمل على تحقيق السلام في العالم اجمع وسوريا على وجه أخص معربا عن الامل بأن يعم السلام والأمن في المنطقة ويعود موطنه سوريا آمنا مستقرا في المستقبل القريب.

وتعتزم الكويت افتتاح أكثر من قرية نموذجية للأشقاء اللاجئين السوريين في الاردن على ان تتكون القرية الواحدة من 1000 وحدة سكنية متنقلة (كرفان) فضلا عن بقية المرافق الخدمية من مدارس ومساجد ومراكز طبية وغيرها.

وتعد (يونيسف) التي تأسست عام 1964 ومقرها الرئيسي نيويورك الجهة المفوضة من قبل حكومات العالم الاعضاء في الامم المتحدة لتعزيز وحماية حقوق الاطفال ورفاهيتهم في اكثر من 155 بلدا حول العالم.

يذكر ان عدد ابناء الجالية السورية في الاردن يبلغ نحو 4ر1 مليون منهم 629 الف لاجىء بينهم نحو 80 الفا يعيشون في مخيم الزعتري الواقع في محافظة المفرق شمالي الأردن.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*