الرئيسية / كتاب وآراء / في الغرب ينجبون لإعمار الأرض والعرب ينجبون لإفسادها.. علي البغلي مستنكراً

في الغرب ينجبون لإعمار الأرض والعرب ينجبون لإفسادها.. علي البغلي مستنكراً

جرة قلم  –  إنجاب يفيد وينعش الاقتصاد.. وإنجاب يهلك البشر والعباد!

علي أحمد البغلي

في الصين الشعبية، أصدر الحزب الشيوعي الأسبوع الماضي قراراً بالسماح للعائلات بإنجاب طفلين بدل طفل واحد..
هذا القرار التاريخي الذي ألغى القرار السابق المثير للجدل بمنع أي زوجين من إنجاب أكثر من طفل، كانت له تبعات اقتصادية إيجابية داخل الصين وخارجها! فقد سجّلت المؤسسات الصينية التي تبيع منتجات للأطفال ارتفاعاً كبيراً غداة صدور ذلك القرار!
إحدى مديرات كبريات شركة لمنتجات الأطفال (ليانغ بان) رحّبت بالقرار، وقالت إنه سيكون مفيداً لأعمال الشركة، وصرّحت لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول «إن مزيداً من الأطفال يعني زيادة الطلب، ومزيداً من الزبائن، وسينعكس ذلك على متاجر الشركة المسماة «ليتل أينجل» (الملاك الصغير) الذي يبيع ملابس وحليب الأطفال…».
وشاطرتها في الحماس بعض الشركات التي تصنع منتجات الأطفال، وفكر بعض المستثمرين بالطريقة نفسها وحددوا يوم الجمعة الماضي في بورصتي شنغهاي وشينزن أسهم الشركات التي يمكن أن تستفيد من تنامي الولادات، وقد شهد سهم شركة «بيبي آند شايلد فود» ارتفاعاً بلغ عند الإقفال %10.. وهو الحد الأقصى المسموح له بالارتفاع.. وارتفع سهم شركة سي آند إس للحفاضات أيضاً %10، فيما ارتفع سهم شركة «برايت دايري آند فود» المنتجة لحليب الأطفال %12.5!
***
ولم تقتصر النتائج الاقتصادية الإيجابية على المؤسسات والشركات الصينية، بل تعدتها إلى خارج الحدود لآلاف الأميال! فقد تأثر بالقرار التاريخي الخميس الماضي الأسواق الغربية أيضاً، فقد ارتفعت أسهم شركة «دانون الفرنسية» و«نستلة الروسية» و«ميد جونسون نيوترشن لصنع الحليب» في البورصة، لأن المستثمرين كانوا يراهنون على انفراج أعمالهم في الصين وسوقها العملاق.. فحليب الأطفال الغربي الذي تفضله العائلات الصينية التي تقلقها نوعية المنتجات المحلية بعد فضيحة الحليب المغشوش عام 2008.
وحتى شركة «ديزني» رحّبت بقرار بكين، ورأت أن التخلي عن سياسة الطفل الواحد يأتي في وقت ملائم قبل افتتاح حديقتها «ديزني لاند» في شنغهاي المقرر افتتاحها عام 2016…
***
هذا في الصين بلد «بوذا» وبلدان «الكفار» الأوروبية. أما في بلدان «الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس»، فالأمر مختلف تماماً… فحبل الولادات الشرعي والقانوني على الجرار.. بل إن بعض شيوخ التخلف والظلاميات يحرم تحديد النسل! وياليت أن الأمر اقتصر على الإكثار من الإنجاب والرمي بالشوارع لكي يتربى الطفل ويضمن رزقه، ولكن الأمر تعدى ذلك إلى أن الإنجاب عند بعض مغسولي الأدمغة من قبل الفكر التكفيري الهدام اعتبر كثرته نعمة، لأنه يرمي بمن أنجب لكي يكون مقاتلاً في صفوف التكفيريين القتلة أمثال داعش والنصرة ومن لف لفهما!
فقد نشرت وسائل الإعلام، أخيراً، عن رجل من دولة شقيقة ومثله الآلاف، قام بوسيلة أو بأخرى بخطف طفليه المشهود لهما بالذكاء والتفوق المدرسي، وذهب بهما معه إلى أرض الأمة اللاإسلامية (داعش)، لكي يجعل منهما على حد تعبيره المريض «طيوراً من طيور الجنة»!…
فهناك ينجبون لاعمار الأرض وإنعاش اقتصادها، وهنا ينجبون لإفساد الأرض والتسبب بهلاك بشرها!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*