الرئيسية / كتاب وآراء / حمود الحطاب للشعوب العربية: تركيا يا سادة مجتمع له طبيعة ذاتية متفردة

حمود الحطاب للشعوب العربية: تركيا يا سادة مجتمع له طبيعة ذاتية متفردة

شفافيات
«عشان» تكتب عن تركيا لازم تفهم تركيا
د.حمود الحطاب

إذا كنت تكتب عن أميركا وأنت تتصور أن أميركا هي جزيرة فيلكا فارحل أحسن لك، وإذا كنت تكتب عن روسيا باعتبار أنك تتصورهم مجتمعا سلفيا أعز الله السلف وأكرمهم، فخل مداد حبرك في قلمك لاتبذر فتكتب ،لأن الأرض التي يجهلها صاحبها تقتله كما يقتل الأرض عالمها.
الذي يعرف طبيعة وتضاريس وطرق وشعاب الأرض يقتلها مشيا واهتداء لكن الذي يخبط في أرض لا يعرف أولها من آخرها فمصيره التوهان والضياع الذي أصاب بني إسرائيل، يمشون طول الليل ظانين أنهم يسيرون في السراط المستقيم فإذا أصبح الصباح وجدوا أنفسهم قد داروا حول أنفسهم طيلة الليل وعادوا مرهقين يائسين لنقطة الصفر التي بدأوا منها وذلك هو الضلال المبين.
كثيرون متحمسون لنجاح حزب العدالة والتنمية من محبي هذا الحزب يكتبون عن نجاح الحزب ويتمنون منه أن يحطم الأحزاب الأخرى، وينهيها من الوجود بعصا الانتصار، وهم بمثل هذه الكتابة يعبرون عن جهلهم بطبيعة المجتمع التركي. ويتوهون في كتاباتهم ويَضلون ويُضلون غيرهم.
تركيا يا سادة مجتمع له طبيعة ذاتية متفردة لا تشبه طبيعة معظم مجتمعات الأرض وهذه نقطة مهمة وفارقة في النظر للمجتمع التركي.
المجتمع التركي المتطور والنامي مجتمع لُحمة وتشابك اجتماعي ونسيج متشابه مكون من خيوط متعددة الألوان والأنواع، لكنها حقيقة تكون شبكة واحدة.
المجتمع التركي في جانب ثالث مجتمع مهني، مجتمع حرفي، مجتمع، علمي، مجتمع صناعي زراعي رعوي ثقافي إنساني، مجتمع شجاع جدا ومضياف جدا وقوي جدا، مجتمع لا يعرف البطالة، ولا يعرف اللهو، ولا يعرف التسكع في المقاهي واللهو في الحدائق فهو يبحث عن رزقه ليل نهار وبمهنية نادرة الوجود.
مجتمع يَعْشَقُ عِشْقَ مهنته، هل فهمتم هذا التعبير؟ فهو يفكر وقت راحته بكيفية تشغيل حرفته ومهنته والكسب منها، وهو يسعى إلى تنمية حرفته وتطويرها وتحسين تسويقها.
هل فهمتم الآن طبيعة شخصية رئيس الجمهورية التركية طيب السيد رجب اردوغان عندما كان مديرا للبلدية كيف أنه نجح نجاحا باهرا في تطوير عمله وكسب شهرة واسعة في ذلك؟
المجتمع التركي مجتمع تختلط فيه العادات القوية بالعبادات، ومن العسير، ومن الصعب جدا أن تفصل فكر العادات عن فكر العبادة… للحديث بقية إن شاء الله.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*