الرئيسية / كتاب وآراء / عن حماية الأطفال من خطر وسائل التواصل الاجتماعي.. يكتب ناصر الخالدي

عن حماية الأطفال من خطر وسائل التواصل الاجتماعي.. يكتب ناصر الخالدي

رغم أنها وسائل للتواصل الاجتماعي إلا أنها ساهمت وبشكل كبير في حدوث فجوة اجتماعية، فتجد أن الشخص الذي ينشغل بالتواجد المستمر في هذه البرامج هو نفسه الشخص الذي لم يعد يحضر المناسبات الاجتماعية ولم يعد يتواصل مع الناس كما كان يفعل سابقا إلا بعض اللقاءات العابرة، حتى إنك لا تجد حوارا مفهوما ولا مشاعر واضحة، الكل منشغل بمتابعة كل جديد يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة مخيفة.

كل يوم يتطور الأمر لاسيما مع ظهور برامج جديدة وخلق نوع من التنافس غير المحمود تحت عنوان «من يصل للشهرة أسرع» هذا التنافس صاحبه تنازل غير محدود عن كثير من القيم والمبادئ، كل ذلك من أجل الوصول إلى الشهرة على الأقل، هكذا يفعل البعض ونحن نشاهد أن المقاطع الأكثر انتشارا في الغالب هي التي تكون خارجة عن المألوف بل خارجة عن حدود الأدب في بعض الأحيان، والمؤلم أن يعطى التقدير لمن لا يستحقه وتمنح الثقة لمن ليس أهلا لها، ويخرج علينا سفهاء المجتمع فيظن الناس أنهم على خير، والسبب شهرتهم التي بلغت الآفاق حتى وإن كانت بدايتها «سفاهة».

كل يوم يتأكد لي أننا في خطر وأن أولادنا ضحايا لبعض ما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي وأننا ساهمنا بشكل أو بآخر في إيجاد قدوات لا تستحق أن تكون كذلك ولكن نتيجة صمتنا وعدم وجود بديل تركنا لهم المجال أن يكون لهم تأثير على حياتنا وحياة أولادنا فيما يبثونه كل يوم من مقاطع لا تحمل أي قيمة ثقافية أو أدبية أو اجتماعية.

في ظل هذا العالم المفتوح تظل فكرة احتكار ظهور فلان دون فلان أمر صعب، لا بل مستحيل وأصبح بإمكان كل من يريد الظهور في الإعلام أن يفعل ذلك ودون عناء، وهنا تكمن الخطورة فما بين الغث والسمين ضحايا لا يعرفون التفريق مع كثرة ما ينشر ويعرض في هذه الوسائل وهو ما يستوجب وجود قوانين لكل من يسيء الأدب ويتعدى على الآخرين، هذا إلى جانب أهمية نشر الوعي وحث الناس على استخدام هذه الوسائل بالشكل الصحيح الذي يساهم في الارتقاء بالمجتمع.

في ظل الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت بعض الشركات الخاصة في استخدام هذه الوسائل وتوظيفها بالشكل الصحيح لما يعود عليها بالنفع وهو ما فعلته بعض الجهات الحكومية في حساباتها الإلكترونية بشكل فعال بشكل يدل على أن بإمكان جميع الجهات الحكومية أن تتعايش مع زمن التكنولوجيا، فمهم أن تتواصل وزارات الدولة مع الجمهور وتخلق قنوات للتواصل المباشر.

أخيرا علينا حماية الأطفال من هذه الوسائل فإذا كان طفلك يملك حسابا في «الانستغرام» أو «السناب شات» قد لا تستطيع عزله عن هذه المواقع، ولكنك تستطيع وبذكاء أن تكون صديقا لطفلك وتتقرب منه وتتعرف على الأشخاص الذين يتبعهم طفلك حتى لا تتأثر أفكاره عليك أن توجه التوجيه الصحيح وتضع له البديل، فالمنع ليس حلا كافيا للمشكلة الحل دائما بإيجاد البديل.

أما الآباء والأمهات الذين يشتكون من إدمان أطفالهم على التواجد في مواقع التواصل أو في الإنترنت بشكل عام فالحل الأمثل أن يعطى الطفل مجالا بوجود الأب أو الأم مع وجود وقت محدد مثلا نقول للطفل لك ساعة، وهنا يبدأ الطفل يستشعر المسؤولية، قد لا يلتزم في المرة الأولى، لكنه حينما يعتاد هذا الأسلوب سيتعايش معه ويتقبله وهو أفضل بكثير من فلسفة الوقت المفتوح، العب كما تريد وتوقف عندما أريد، الطفل لا يستوعب هذا الأسلوب فعلينا أن ننتبه لأن دقيقة واحدة كفيلة بتدمير مستقبل طفلك.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*