جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / تشويه سمعة المواطن الخليجي في الخارج!.. بقلم سامي الخرافي

تشويه سمعة المواطن الخليجي في الخارج!.. بقلم سامي الخرافي

جرس  /  شخابيط على الطوفة

سامي الخرافي

عندما نشاهد أحدهم يكتب «عبارات» على الجدران الجميلة والمزخرفة نشعر بالضيق لأنه قام بتشويه متعمد لمنظر يسعد النفس، وعندما تنصحه بأن هذا الفعل عادة سيئة فيأتيك الجواب كالصاعقة: «وإنت شكو»! فعندها تعلم بأن التربية في البيت فيها خلل واضح.

ما حدث من سلوكيات وتصرفات غير لائقة في بعض الدول الأوربية من قبل بعض «الخليجيين» أساء لنا كمسلمين وخليجيين وللذين اعتقدوا بأن «المال» يستطيع أن يسخر لهم الآخرين لخدمتهم واحترامهم.

وهناك أفراد فهمت أن السفر هو «العب بإيدك ورجلك دون أي احترام للآخرين» مادمت خارج بلادك، وهناك أيضا من يشعر بكره للعادات والتقاليد لمجتمعه فيعمل على تشويهها بالخارج، كذلك هناك من يريد أن يلفت النظر إليه بأي طريقة كانت كنوع من التفاخر من خلال ارتداء الملابس المبالغ فيها أو ركوب السيارات الفارهة أو التصرفات غير المسؤولة، وأنا هنا لا أستثني غنيا أو فقيرا مادامت تصرفاته دخلت في إطار تشويه سمعة المواطن الخليجي.

ولقد أصبح هناك من يحرص بصورة متعمدة من خلال بث الصور أو مقاطع الفيديو على تشويه صورتنا لدى الغرب! أصبحت عبارة «يا غريب كن أديب» مرفوضة لدى تلك الفئة، فغيرته إلى: «يا غريب كن مريب في تصرفاتك»، لا يوجد في قاموس هؤلاء مفهوم «العيب»، بل أصبحت ثقافتهم وتربيتهم هما المحرك الأساسي في تعاملهم مع الآخرين في سفرهم. صحيح أن كل شخص يحمل تبعات أعماله وتصرفاته، ولكن «الشر» يعم على الجميع، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في تذمر الاوربيين من التصرفات المرفوضة وغير المقبولة والتي يقوم بها هؤلاء دون أدنى احترام أو مسؤولية، كما أصبحت تخجل أو تهرب عند رؤيتك لتلك التصرفات الشاذة، حتى لا تتهم بأنك تحمل التخلف نفسه رغم أنه ابن بلدك وتحرج مما يقوم به من تصرفات مخجلة.

وهناك الكثير من ينقل صورة رائعة للمسافر الخليجي، ولكن قوة وحجم الافعال المسيئة لنا كخليجيين من قبل هؤلاء تجعلهم يكرهوننا وينظرون إلينا نظرة فيها من العطف والشفقة على تخلفنا وحسرتهم على أنهم استقبلونا في ديارهم بكل رحابة صدر.

ولكي نمسح الصورة السيئة التي قام بها البعض في الخارج، فإننا نحتاج الى ترميمات وإصلاحات كثيرة لكي تعود «الطوفة» التي شخبط عليها هؤلاء بأفعالهم الطائشة نظيفة براقة، وهذا يتحقق متى حرصنا على التحلي بالأخلاق العالية والوعي الحقيقي لمفهوم السفر.

قالوا: السفر يسفر عن أخلاق الرجال، فكم من صديق انقطعت علاقته بصديقه بسبب السفر، لأنه بالسفر ينكشف معدنه وتظهر أنانيته وبخله وتظهر شخصيته على حقيقتها.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*