الرئيسية / كتاب وآراء / السجن بشرف خير من أن تبيع مبادئك وأخلاقك!.. بنظر عبدالعزيز الفضلي

السجن بشرف خير من أن تبيع مبادئك وأخلاقك!.. بنظر عبدالعزيز الفضلي

رسالتي  /  من السجن إلى القصر

عبدالعزيز صباح الفضلي

لو خُيّرت بين دخولك السجن أو التنازل عن مبادئك وأفكارك فماذا كنت ستختار؟، ولو ثبتّ على مبدئك ودخلت السجن فهل هي نهاية المطاف؟

نماذج عبر التاريخ سجن أصحابها بسبب ثباتهم على مبادئهم سواء الفكرية أو السياسية وحتى الأخلاقية الراقية، فخسروا الحرية موقتا لكنهم كسبوا احترامهم لأنفسهم أولا ثم تقدير الناس بعد ذلك.

«نيلسون مانديلا» لبث في السجن 27 عاماً لأنه كان ضد التمييز العنصري في بلده «جنوب أفريقيا»، ورفض أن يساق في بلده كالنعاج والعبيد، فكسب احترام الناس وثقتهم، ولما خرج من السجن عام 1990 أسس حزباً ثم ترشح للرئاسة وأصبح أول رئيس لجنوب أفريقيا بعد إلغاء قانون الفصل العنصري.

«ديلما روسيف» رئيسة البرازيل، سجنت عام 1970 بسبب أفكارها اليسارية، ولبثت في السجن 3 سنوات، استمرت في حمل أفكارها إلى أن وصلت إلى سدة الحكم في بلادها عام 2011 لتصبح أول امرأة تحكم في البرازيل.

«أردوغان» الرئيس التركي الحالي، سجن عام 1998 ظلما بسبب إلقائه لأبيات شعر في أحد المهرجانات، رأت المحكمة أنها تدعو إلى الكراهية الدينية – برغم أنها كانت تُدرّس في مدارسهم – فحكمت عليه بالسجن لمدة 4 شهور، بعد خروجه من السجن قامت المحكمة بحل الحزب الذي ينتمي له وهو حزب «الفضيلة»، ليؤسس مع مجموعة من الشباب ومنهم الرئيس التركي السابق «عبدالله غول» حزباً جديداً وهو «حزب العدالة والتنمية» ليخوض الانتخابات ويفوز الحزب فوزاً كاسحاً ليتولى رئاسة الوزراء عام 2003 بعد رفع الحظر عنه، ثم في عام 2014 تقلد رئاسة الجمهورية.

«يوسف الصديق» عليه السلام هو أشهر من دخلوا السجن ظلماً وزوراً، وكانت جريمته أنه تمسك بأخلاقه ومبادئه وهو القائل: «رب السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه» فآثر دخول السجن على الوقوع فيما حرم الله.

ولبث في السجن بضع سنوات، وتأتي إرادة الله ليظهر الحق، لتقول امرأة العزيز «الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه» ليخرج مرفوع الرأس، مقدَّراً محترماً وليصبح المسؤول الأول في القصر عن خزائن المملكة.

السجن بشرف خير من أن تبيع مبادئك وأخلاقك، لقد كان سجن أردوغان مُلهما للشباب، وكان لتسليم نفسه أثرا بالغا في نفوس محبيه، فلقد جعله رمزاً وطنياً، ظهرت آثاره بعد خروجه من السجن وترشحه للانتخابات، إذ اكتسح حزبه عبر صناديق الاقتراع.

البعض ينادي بالتنازل عن المبادئ مقابل الحصول على الحرية، أو التزام الصمت من باب إيثار السلامة، هي حياتك فاختر طريقها، ومن أخلص النية فلن يضيع أجره عند الله.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*