الرئيسية / كتاب وآراء / خالد الجنفاوي ناصحاً الإنسان ‘المهايط’: لسانك حصانك!

خالد الجنفاوي ناصحاً الإنسان ‘المهايط’: لسانك حصانك!

حوارات  /  ‘المهايط’.. ابلع العافية!

د. خالد عايد الجنفاوي

“المُهايط” من “المهايطة” وتشير في معناها الشعبي إلى ذلك الشخص أو مجموعة من الأشخاص من يمارسون طريقة التفكير نفسها ويعتمدون في جذب اهتمام الآخرين على علو صوتهم وممارستهم للضجيج المفتعل ومحاولتهم تخويف وترهيب أو استغلال الآخرين بمبالغاتهم وتشويههم للحقائق وقدرتهم على إصدار ضجيج, كتابي أو لفظي, لا يُحتمل أحياناً.
المُهايط هو نوع من الشخصيات الوسواسية, ولكن بدلاً من حرصه على الدقة وتقصي الكمال, يميل هذا النفر إلى الإهمال وفوضوية التفكير وإدمان الإثارة المفتعلة بقصد لفت انتباه الآخرين.
الهيُاط سلوك سلبي يكثر في بعض المجتمعات, ولكن يكاد لا يوجد في بعض المجتمعات المتمدنة, وبخاصة تلك التي لا يتحمل أغلبية مواطنيها الترهات والمبالغات ويميلون نحو التفكير الموضوعي والعملي, ولذلك, فمن شبه المؤكد أن “المُهايط” يختلق الأزمات المفبركة ويعلو ضجيجه في الحياة العامة لأنه يبدو لا يتلقى, وباستمرار نقداً منطقياً وموضوعياً يفضح مبالغاته ويكشف تشويهه للحقائق. الهياط والمبالغات والمزايدات تجتمع فقط في عقل رجعي, وتوجد علاقة متينة بين “الهياط” ورجعية التفكير, وبخاصة في سياق استغلال النعرات القبلية والطائفية والفئوية لتحريض الناس ضد مجتمعاتهم.
لا يمكن في أي حال من الأحوال فصل ظاهرة “الهياط” والضجيج المفتعل والعنتريات المفبركة عن طرق التفكير المتخلفة التي يمارسها بعض “المهايطيين”.
أعترف أنني لا أتحمل إطلاقاً أي نوع من “الهياط” مهما كان نوعه, أو نكهته, أو لونه, وذلك لأن الإنسان العاقل ينفر بطبيعته من كل سلوك أو تصرف يتنافى مع الاعتدال والتفكير العقلاني والحوار البناء. وبالطبع, تمثل “المهايطة” نوعاً متطرفاً من الظواهر الصوتية المزعجة, وذلك لأن أغلب ما يخرج من فم أو من يد “المُهايط” يهدف لإصدار ما يضج دويه, وما يمكن أن يجلب مزيداً من الاهتمام حول هذا النوع من الأفراد المعقدين نفسياً, والمشوشين ذهنياً, والمعوجين فكرياً.
من كثر كلامه قل فعله, ومن هذر كثيراً عمل قليلاً, ومن أوغل في هياطه فاعرف أنه طغت نرجسيته, ومن يظن أن “هياطه” سينفعه آخر الأمر, فلقد توصل لاستنتاج خطأ, فالأرجحية آخر الأمر للتفكير المنطقي والحقيقة والواقع.
أقدم نصيحة أخوية “للمهايط” أو من يتبعه أو من يحاول تقليده: لسانك حصانك, إن صنته صانك وان هنته هانك, وفاقد الشيء لا يعطيه, وما تريش النملة إلا عند زوالها, ولا تحاول ان تأكل الفيل ومن ثم تغص بالبقة, و»ابلع العافية وتعوذ إِبِليس قبل فوات الأوان«.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*