الرئيسية / كتاب وآراء / العرب اليوم أشدّ ضلالاً وتيهاً عمّا كانوا عليه!.. بنظر صالح الشايجي

العرب اليوم أشدّ ضلالاً وتيهاً عمّا كانوا عليه!.. بنظر صالح الشايجي

بلا قناع  /  ‘على هامش النكسة’

صالح الشايجي

تحل بعد أيام ذكرى حرب 1967 أو حرب الأيام الستة كما تسميها إسرائيل والتي استقر اسمها في الذاكرة العربية بـ «النكسة».

تجيء «النكسة» بعد تسعة عشر عاما من «النكبة» التي أضحت فيها فلسطين بأيدي اليهود ليصبح اسمها «إسرائيل».

في الحربين، الحرب الأولى التي راح فيها بعض فلسطين أو في الثانية التي راحت فيها كل فلسطين ومعها سيناء المصرية والجولان السورية، كانت الهزيمة للعرب، وبينهما حرب صغيرة كادت تخسر فيها مصر بعض أراضيها لولا تدخل أميركا وروسيا، وإجبار المعتدين على الانسحاب، وأعني بها حرب 1956 أو كما عرفت بالعدوان الثلاثي والذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، والتي نشبت بسبب إخلال رئيس مصر آنذاك جمال عبدالناصر ببنود اتفاقية قناة السويس، وقيامه بتأميم القناة.

أردت من ذلك، القول بأنه خلال تسعة عشر عاما هزم العرب ثلاث مرات، هذا عدا ما كان العرب يخسرونه من غير حروب مع الغير أو مع عدو خارجي، مثل الانقلابات التي حدثت في سورية ومصر والعراق واليمن، وخوض الجيش المصري لحرب مدمرة في اليمن خسر خلالها ولم يجن شيئا، فضلا عن الخسائر الكبيرة للدول التي قامت فيها تلك الانقلابات العسكرية وتولي قادة الانقلابات الحكم فيها، وإذا استثنينا مصر فإن بقية الدول التي قامت فيها الانقلابات، جرت فيها أنهار من الدماء، ودفع حكام العراق – مثلا – وأهلهم دما كثيرا، قتلوا ومثل بجثثهم وسحلوا، وقتلت نساؤهم وهن عاكفات على المصاحف.

هذه الوقائع المرة المريرة وأنهار الدماء والخسائر والفساد في قصور الحكم الثورية والظلم والجور والديكتاتورية، وتلك الحروب المدمرة وخسائرها، كان من المفترض أن تكون مدرسة للعقلية العربية، يتعلم منها العرب فساد هذه الطرق وسوء مسلكها، وتوعيهم على حقائق لا يدنو منها الشك ولا يطعنها طاعن، ولكن ما حدث هو العكس تماما، فالعرب اليوم – وخسائرهم أمام أعينهم وهزائمهم فوق أكتافهم – هم أشدّ ضلالا وتيها عمّا كانوا عليه، فإن كان العرب من سبعين عاما يأملون ويرتجون النصر فيما لم يجربوه وبعدما جرّبوه، كانت تلك هي النتيجة، فما هو عذر عرب اليوم والماضي واضح وناطق وصريح؟!

 

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*