الرئيسية / كتاب وآراء / المواجهة العسكرية لن تجدي مع ‘داعش’!.. هكذا يعتقد ناصر المطيري

المواجهة العسكرية لن تجدي مع ‘داعش’!.. هكذا يعتقد ناصر المطيري

خارج التغطية  /  داعش.. لماذا يبقى ويتمدد؟

ناصر المطيري

لن تجدي المواجهة المسلحة أو الضربات العسكرية لمواقع تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في القضاء عليه واستئصاله لأن هذا التنظيم الارهابي فكر منحرف يتمدد في بيئات حاضنة له حيث تتربى اجيال في مجتمعات تعاني من تخلف ثقافي وتناحر طائفي وامتهان لقيمة الانسان يضاف الى ذلك اختلال في العلاقة بين السلطة والشعب.
في هكذا بيئة تنبت شجرة الارهاب الخبيثة ويترعرع الفكر المتطرف الذي هو بمثابة ردة فعل لفئات يائسة في دول تعاني من التمزيق الاجتماعي المتعمد تمارسه نخب سياسية من اجل تحقيق غايات سلطوية، لذلك تجد تنظيمات مثل «داعش» و«القاعدة» وغيرها في البيئة العربية حاضنة مثالية لها تترعرع وتنشر فكرها وتسوق اهدافها التي يجد فيها البائسون والمضطهدون قارب نجاة لهم ويتوهمون ان هذا التنظيم هو من سيخلصهم من واقعهم السياسي والاجتماعي المرير.
ولعلي هنا اتفق مع ماكتبه هشام ملحم في «النهار اللبنانية» ذات مرة حيث يقول: «ان احد اسباب عودة هذه التيارات الى البروز، هو الخراب السياسي والاجتماعي الذي تسببت به التيارات القومية واليسارية المراهقة والسلطوية من مصر الناصرية، الى سورية والعراق البعثيين، مرورا باليمن الجنوبي الاشتراكي وانتهاء بالنظامين العسكريين في ليبيا والجزائر. ومدى عقود من الزمن قامت هذه الانظمة التي سميت او ادّعت انها «علمانية» على خنق المجتمعات المدنية، وقد رأت هذه التيارات في القحط السياسي الذي خلفته الانظمة العلمانية السلطوية البيئة الحاضنة لطروحاتها وأوهامها».
وفي مقاربة تاريخية نجد انه بعد الغزو السوفييتي لافغانستان ادى تعاون اميركا مع عدة دول الى اسلمة حرب تحرير افغانستان من الاحتلال السوفييتي وتعزيز الاسلام المتطرف المتمثل في «الجماعة الاسلامية» وتنظيم «القاعدة»، وهبوب رياح اسلامية صحراوية متزمتة ومتعصبة للغاية.
ولو رجعنا لتنظيم «داعش» الذي يتخذ من اسلوب «الصدمة والرعب» منهجا لوجدنا انه نشأ في العراق بيئته الأولى التي خلقتها حكومات انتجت حالة التناحر المذهبي، ثم اشتد عود «داعش» في سورية حيث يتعرض شعب لحملة ابادة دموية حارقة، واليوم هو في ليبيا حيث يعلن تمدده السريع بلاحدود جغرافية او سياسية، لأن هذا التنظيم – برأينا- هو فكر لاتحده حدود ولن تجدي معه ضربات عسكرية او حرب لتحالف دولي بل سيزيده ذلك انتقاماً وتمدداً، ونرى ان الفكر لايواجهه الا الفكر السوي الذي يقوم على احتواء الشباب والمصالحة بين النخب العربية الحاكمة وشعوبها ونبذ النزعات الفئوية والمذهبية وتحقيق الاصلاح السياسي لتصبح الدول العربية حاضنة للعدالة والحرية وطاردة للفكر المنحرف. وما لم يتم ذلك فان هذا التنظيم سيحقق شعاره المرفوع «داعش يبقى ويتمدد».. فهل نعي قبل فوات الأوان؟

 

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*