الرئيسية / كتاب وآراء / خطورة ‘الريتويت’ لا تقل عن إدمان المخدرات!.. بقلم سامي الخرافي

خطورة ‘الريتويت’ لا تقل عن إدمان المخدرات!.. بقلم سامي الخرافي

جرس  /  ريتويت من فضلك

سامي الخرافي

جملة كثيرا ما نقرؤها في تويتر أو يأتينا «برودكاست» يطلب منا أن نعيد نشر ما تم قراءته، وهنا تكمن الخطورة في هذا الأمر وكثيرا ما نعمل على الإعادة دون وعي ظنا منا أن المعلومة التي وصلتنا صحيحة، مثال على ذلك:

«حدث انقلاب «عسكري» في الثانية ظهرا بإحدى الدول المطلة على البحر مما تسبب في مقتل وجرح من كانوا متواجدين في تلك الساعة والتي تشهد دائما زحمة مرورية»، مثل هذا الخبر قد يتناقله الملايين ظنا أن هناك ثورة في تلك الدولة، بينما الخبر هو ان عسكريا قد «انقلبت» دراجته النارية مما تسبب في مقتل وجرح بعض المارة ممن تصادف وجودهم أثناء انقلابها.

ومما سبق ندرك أن خطورة الريتويت أصبحت لا تقل خطورة عن إدمان المخدرات من حيث تأثيره في الفكر والثقافة بل فيه من الضرر ما قد يصيب مجتمعا بأكمله من تشويش في نقل الخبر.

فلقد أصبح الريتويت مهما للغاية في وقتنا الحاضر فإما انه يحمل خبرا مهما ومفرحا أو معلومة مفيدة أو قد يكون مدمرا ومحطما لما يحمله من سموم تؤدي إلى عواقب وخيمة، فأحيانا قد يكون الريتويت خبرا حقيقيا ولكنه لا يستحق النشر لما فيه من ضرر على المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والآية الكريمة تقول (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، فناقل الخبر الكاذب يعتبر فاسقا وفاسدا في الأرض وكل من قرأ خبرا عليه أن يسأل نفسه: هل نشر الخبر فيه مصلحة أو كتمانه أفضل؟

فالحرية لا تعني السماح بنشر كل ما يصل إليك سواء كان حقا أو باطلا، فأنت مسؤول امام ربك سواء كتبته أو أعدت نشره، فهناك الكثير ممن لا يهمه سوى نفسه المريضة والسيئة ببث كل ما هو مضر من أجل إيذاء الآخرين، فكذلك أيضا نرى جهل الكثيرين في إعادة ما يقرؤه اعتقادا منه بصحة المعلومة لقصور مداركه العلمية وان كل ما يقع بين يديه من وجهة نظره هو حقيقة بينما هو في الواقع كذب وافتراء أدى إلى عمل قلاقل في المجتمع.

ويحدثني أحد الأصدقاء بأن هناك من يعمل الريتويت من أجل الضحك والغشمرة ولا يعلم بأن غشمرته هذه قد تحدث شرخا في المجتمع، وكما نعلم بأن هناك في «تويتر» أشخاصا عندهم مرض حب الظهور وإعادة كل ما تقع عليه عيناه من موضوعات دون التحقق من صحتها، هؤلاء الفاشلون عندهم بالتأكيد نقص في حياتهم وأرادوا تعويض نقصهم بهذا الفعل الذي أراه مشينا للأسف، وهناك أمر في غاية الخطورة وهو كراهية من لديه نفوذ أو شهرة… الخ، فهم يشعرون بمتعة بإعادة أي تغريدة تخصهم كرها وحسدا لهم من أجل تشويه سمعتهم بين الناس.

وأخيرا، هي لمسة ناعمة وخاطفة، وقد تكون خادعة وأحيانا كاذبة، عندما تلامس اختيار «الريتويت» على سطح جهازك انتظر قليلا واقرأ واستوضح وفكر قبل أن تعيد نشر ما تود أن تعتقد أنه ذو فائدة أو منفعة، وهل تحقق تلك المعلومة التواصل أم التقاطع الاجتماعي، وهل عندما نقرر إعادة تغريدات البعض نكون مقتنعين بما قيل أو كتب، أم هي فزعة أو تعمد انتشار لتغريدة قد تكون مسيئة لشخص أو لمذهب أو لدولة.. هي حروف انت قارئها ولكنك أردت أن تعيدها بعمل الريتويت، فراقب أناملك قبل أن تضغط زر الريتويت أيها المغرد الجميل.

 

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*