الرئيسية / اقتصاد / ركود الساعات الفاخرة.. «رب ضارة نافعة»

ركود الساعات الفاخرة.. «رب ضارة نافعة»

شهدت مبيعات الساعات الفاخرة خلال السنوات الماضية، وخاصة بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، طفرة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الطفرة في طريقها إلى الانطفاء نتيجة تراجع الطلب في الوقت الحالي، والذي يعتبره كثير من الخبراء أنه بمنزلة نعمة مختلطة خاصة على شركة باتيك فيليب وغيرها من ماركات الساعات الكبرى مثل رولكس، حيث قد يقلل من الوقت الذي يجب أن يقضيه العملاء في قوائم الانتظار.

وكشف رؤساء بعض أكبر العلامات التجارية للساعات السويسرية، من باتيك فيليب Patek Philippe إلى أوريس Oris، أن الطلب على الساعات الفاخرة بدأ في التباطؤ من الطفرة غير المسبوقة خلال الوباء.

وقال تييري ستيرن، رئيس مجلس الإدارة والمساهم المسيطر في باتيك فيليب، العلامة التجارية المملوكة للعائلة ومقرها جنيف: «أرى في الشهرين الماضيين أن السوق أبطأ قليلاً من ذي قبل، أنا لا أقول إنه سيئ للغاية، لا على الإطلاق. لكنني أرى فقط أنه يتباطأ». وفق ما ذكرت بلومبيرغ.

من جانبها ذكرت أوريس Oris، العلامة التجارية المستقلة، أنه على الرغم من ارتفاع إيراداتها بنقاط مئوية مضاعفة حتى الآن هذا العام، إلا أنها تشهد أيضاً بعض العلامات المبكرة على ضعف طلبات تجار التجزئة، إذ قال الرئيس التنفيذي المشارك رولف ستودر: «كانت عمليات البيع جيدة بشكل مستمر، لكن التخزين كان أقل قليلاً بعد ذلك».

شهية المستهلكين

تشير هذه الأخبار إلى أن قطاع الساعات الفاخرة قد يشهد تباطؤاً بعد طفرة الطلب، حيث ارتفعت الصادرات السويسرية إلى مستويات قياسية قريبة من 25 مليار فرنك سويسري (27.6 مليار دولار) خلال الوباء مع إعادة اكتشاف جيل جديد من المستهلكين، لا سيما في الولايات المتحدة.

والطلب على ساعات باتيك فيليب، التي تبدأ من حوالي 30 ألف دولار، لا يزال يفوق العرض بكثير. لكن رئيس الشركة قال إن توقع نماذج جديدة أو مخاوف بشأن الحرب الروسية- الأوكرانية وعدم اليقين الاقتصادي قد تثبط شهية المستهلكين.

تداول على انخفاض

تم تداول أسهم الشركات المرتبطة بالساعات الفاخرة على انخفاض الأربعاء، حيث أغلقت مجموعة سواتش المصنعة في أوميغا وبلانبان على تراجع بنسبة %4 في سويسرا، وانخفض ريتشمونت، منتج ساعات كارتييه وفاشرون كونستانتين، بنحو %2. وتراجعت شركة ساعات مجموعة سويسرا، أكبر تاجر لساعات رولكس في المملكة المتحدة، بنحو %2 في لندن.

ولفتت أوريس، التي ارتفع متوسط سعرها من 2200 فرنك إلى 2400 فرنك، الى أن السوق الأميركي لا يزال قويا مثل فرنسا، لكن الدول الأوروبية بما في ذلك ألمانيا وبلجيكا وهولندا كانت أكثر صعوبة.

عدم استقرار

حذر جوليان تورنار، رئيس علامة Zenith للساعات، من وجود «قدر كبير من عدم الاستقرار في كل مكان»، على الرغم من إنهاء عام 2022 بأفضل أداء مبيعات على الإطلاق، منذ أن استحوذت عليها شركة LVMH الفاخرة مويت هينيسي لويس فويتون في عام 1999.

وأشار تورناري إلى «صدمة» الإغلاق الوبائي لسوق التجزئة الصيني لمدة ثلاث سنوات، والتي كانت الوجهة الأولى لصادرات الساعات السويسرية قبل أن تتجاوزها الولايات المتحدة في عام 2021.

وقال تورناري عن المشترين الصينيين الذين لم يعودوا بعد إلى عادات الإنفاق قبل الوباء منذ نهاية سياسات صفر – كوفيد: «أعتقد أننا بحاجة إلى التحلي بالصبر قليلاً للعودة إلى ما كنا نعرفه من قبل».

إذ لفت تييري ستيرن الى أن الفجوة بين إنتاج باتيك فيليب البالغ حوالي 70 ألف ساعة في السنة والطلب، كبيرة جداً لدرجة أنه «ليس سيئاً للغاية إذا رأينا تباطؤاً معيناً».

ترقب نهوض التنين الصيني

مع وقف العمل بالقيود الصحية المرتبطة بالجائحة في الصين، رفع محللون ماليون كثر، بصورة كبيرة، توقعاتهم بشأن نمو قطاع الساعات عام 2023. فالمستهلكون ادخروا مبالغ كبيرة خلال الحجر الصحي، إذ يشير محللون من مجموعة «أتش أس بي سي» المصرفية إلى أرقام تقديرية بـ6600 مليار رنمينبي (نحو 959.87 مليار دولار) جرى ادخارها على مدى السنوات الثلاث الفائتة.

ويتوقع محللون من شركة «مورغان ستانلي» زيادة إنفاق المستهلكين الصينيين على السلع الفاخرة بنسبة %20 في عام 2023. وبحسب تقديراتهم، ساهم محبو السلع الفاخرة في الصين بنحو %60 من نمو هذا القطاع بين عامي 2000 و2019.

وكان نحو ثلاثة أرباع إنفاقهم يجري في عمليات شراء خارج الصين، ما يمثل ثروة مالية للمتاجر الفاخرة في أوروبا، مع العلم بأنهم اعتادوا شراء المنتجات من الصين منذ جائحة كوفيد-19.

أسعار أعلى وإقبال أكبر

لاحظ حسان الأخرس، وهو جامع ساعات وصاحب منصة Arab watch Guide المتخصصة بالساعات الفاخرة، ارتفاعاً في أسعار الساعات الجديدة بدرجات متفاوتة وبحسب الطراز والشركة، وقال إنه «لا يعتقد أن هذه الزيادات قد تؤثر في الإقبال على الساعات الراقية خصوصاً أن حجم الإنتاج محدود».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الزخم في إنتاج ساعات جديدة سيؤدي إلى خفض في أسعار الساعات المملوكة مسبقاً، قال إن «السوق الموازي يركز على عدد محدود من العلامات التجارية والطرازات وغالبية الساعات المتداولة فيه غير متوافرة لدى المصنعين أساساً».

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*