الرئيسية / كتاب وآراء / فن بلا روح ،،، بقلم / سهله المدني

فن بلا روح ،،، بقلم / سهله المدني

انه فن له عشاقه وله لغة يفهمها من يؤمن به وهناك من أنهوا حياتهم وغلقوا ابواب في حياتهم من أجله وكان لهم هو الوالد والأم والحضن والعشق الذي يهيموا فيه ولا يريدوا غيره ومنهم من هجرت أهلها وهجرت مسقط رأسها بسبب حبها له فهو أصبح وطنها ومسقط راسها وسعادتها بقربها منه ومنهم بمبة كشر ولدت عام1860وهي من أسرة ثرية وعريقة لها مكانتها في ذلك الزمن و افنت حياتها في عشق الرقص و آمنت بموهبتها راقصة معروفة في زمنها وكانت تصطحبها في جميع الحفلات التي ترقص فيها واعجب الحضور بي بمبة كشر وهي أول من أطلق عليها لقب( ست الكل) و جسدت شخصيتها فيلم سينمائي لى الفنانة نادية الجندي وكان اسمه بمبة كشر على اسمها و كانت ترقص وصواني الذهب فوق رأسها وهي أول من أنشأ حفلات الزار في مصر وهي أول من تبني السينما المصرية قبل وجودها وشجعتها وانتجت أول فيلم سينمائي صامت على نفقتها الخاصة وكان من بطولتها وكان اسمه (بنت النيل) وهي مؤسسة لي اول مهرجان فني في مصر حيث اطلقت عليه حفلات الزار واعجب الجميع به من جميع الطبقات في المجتمع و بما قدمته في هذه الحفلات التي اسمتها الزار، وحياتها الخاصة غريبة في أول زواج لها كان صدفة ولم تكن تخطط للزواج ولم تكن تفكر فيه فكان رجل بسيط يوصلها لعملها عرض عليها الزواج ودون تفكير وافقت بسرعة واستمر زواجهم للفترة بسيطة وحدث الطلاق بطلب منها له وبعد زواجها الأول تعددت زيجاتها وكانت في كل زيجة تختار أفضل منها وفي إحدى زيجاتها أهداها حنطور المحلي بالذهب واحصنته كثيرة كما استأجر لها رجالا يركضون أمامها ليفتحوا الطريق لها وهي تنزل من العربة و هم مرددين يا بمبة كشر يا لوز مقشر. كانت حلم لكثير من الرجال وكانوا يسعون لكسب رضاها أنجبت من إحدى زيجاتها أنجبت طفل واسمته حسين وطفلة واسمتها خديجة وفي كل زيجة كان يتم الطلاق وتختار زيجة أفضل منها بكثير بحكم شهرتها ونجاحها في عملها وكانت تمتلك شخصية قوية وذكاء كبير ما جعلها تنجح وتصعد للقمة في المجال الذي اختارته وتوفيت عام 1930.شفيقة ولدت في عام 1851 من أسرة تهتم بالعبادة والذهاب للصلاة في الكنيسة وأسرتها لم تكن موافقة على دخولها في مجال الرقص وهي لم تخطط للدخول لهذا المجال ولكن الصدفة لعبة دورها وجعلتها تعشق وتتعمق في هذا العالم الذي تجهله وكان في ذالك الزمن في مصر العديد من الراقصات ولكن كانت راقصة واحدة مشهورة في ذلك الزمن وهي الاشهر من بينهم وكانت شهرتها تصل للمنازل والأسر الكبيرة والعريقة وهي ترقص في حفلات الخديوي وكانت مدعوة للرقص في حفل الزفاف وكان في حفل الزفاف تكون غرفة لا يدخل فيها الا النسا ومخصصة للرقص من يريد منهن الرقص وكانت الراقصة تشاركهن الفرح والرقص في تلك الغرفة ولفتت نظرها شابة سمرا جميلة الوجه وقوامها جميل وكان رقصها جميل وفيه موهبة كبيرة أعجبت برقصها واقتربت منها وسألتها ما اسمك؟فقالت لها :اسمي شفيقة. فقالت لها الراقصة يجب أن اعلمك الرقص انت تمتلكين موهبة الرقص وغضبت والدت شفيقة واعتبرت هذا اهانة لها وهي تريد ابنتها بأن تكون مهتمة بطقوس دينها وتذهب إلى الكنيسة وتصلي فيها وهذا ما تريده لها واخفت شفيقة حبها شفغها بالرقص واوهمت اسرتها بأنها تذهب كل يوم للكنيسة ولكنها كانت مع الراقصة المشهورة تعلمها الرقص حتي احترفت فن الرقص وصارت تشارك معها في المناسبات وقررت الهروب من منزل وبحثت عنها اسرتها كثيرا ولم يجدوا لها أثر وبعد مضى 6 أشهر علموا بأنها أصبحت راقصة في الموالد فأرسلوا لها قسيسا حتى يوقظها مما هي فيه ويرشدها للطريق المستقيم ولكنها لم تستجب لما يريدوا منها وتبرات منها اسرتها واستمرت في الطريق الذي جعلته أهم من اسرتها وكان هو كل شي لها وتوفيت الراقصة التي تبنت موهبتها وحلت هي محلها وذاع صيتها ووصلت للشهرة كبيرة ووصلت للثرا فاحش واستخدمت طرق جديدة في فن الرقص وأرادت ان تثبت للجميع بأنها متمسكة بدينها ووضعت اسم شهرتها مع دينها وكان شفيقة القبطية وانتج فيلم يحكي حياة الراقصة شفيقة القطبية من بطولة الفنانة هند رستم، وركض خلفها أصحاب الملاهي لكي تعمل معهم وكانت حلم لكل رجل وكانوا يضعون ثروتهم تحت اقدامها لكي تنظر اليه ولو بنظرة واحدة وسافرت إلى فرنسا ووصلت للشهرة كبيرة هناك ماجعلها تعيش مثل الامرا وكانت اول سيدة تمتلك عربات الحنطور حتى ان وصل هذا الأمر إلى الخديوي بأن هناك سيدة مصرية تنافس الامرا والخديوي في العظمة والثراء وغضب بشدة واصدر قرار ان هذا الأمر محرم على عامة الشعب وهو من أجل الامرا فقط بعد كل ما وصلت له لم لم تتزوج ولم تنجب طفل لأنها كانت لا تنجب وتبنت طفل واحبته بقلبها وروحها ولكن المجال الذي تربى فيه جعله ينشأ بطريقة جعلته فاشل فأصبح مدمن خمور ومخدرات فهو تعود ان يحصل على المال بسهولة وكان في جو يطغى عليه الفساد فقررت شفيقة بأن تزوجه وهي تعتقد بأن الزواج سيصلحه واقامت له حفل زفاف ضخم تحدث الجميع عنه ولكنه توفي بعد زواجه بسبب الإدمان وكان موته أثر شديد عليها ودمر في داخلها الكثير بفقدانه. مرت السنين وفقدت جمالها وشبابها وخسرت المعجبين واصبحت تشرب الخمر وتنفق في المال واشترت الشباب القذرين وفي نهاية الأمر تزوجت شاب وتزوجها من أجل مالها وهو يصغرها في السن واخذ كل مالها وتركها تتسول في الشوراع من أجل تجد ما تأكله واصبحت تعيش في بيت شعبي بعد أن كانت تعيش حياة الثرا والشهرة كل هذا فقدته في لمح البصر وماتت عام 1926 وهي وحيدة ولا يذكرها احد هذه الدنيا تأتي فجأة وترحل دون مقدمات. اختر المجال الذي تريده ولكن ضع لي نفسك رسالة فالرقص له رسالة وله معاني وقيم كبيرة أجعل الأعمال الخيرية هي رسالتك وهي هويتك فالفنانة ام كلثوم جعلت من فنها رسالة وكانت تخدم به وطنها الفن بدون رسالة لا قيمة له ولا صوت له ولا أمل في استمراره مهما كان. سهله المدني

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*