الرئيسية / عربي وعالمي / مواجهات عنيفة باليمن

مواجهات عنيفة باليمن

قال شهود ومصادر من الجماعات المسلحة يوم الاثنين إن الجماعات بجنوب اليمن مدعومة بطائرات التحالف بقيادة السعودية هاجمت المقاتلين الحوثيين في عدة محافظات جنوبية وأجبرتهم على الانسحاب من بعض مواقعهم.

وجاءت مكاسب الجماعات الجنوبية في اليوم الثاني عشر من حملة قصف جوي يقودها التحالف بقيادة السعودية في محاولة لوقف تقدم الحوثيين المدعومين من ايران الذين يسيطرون على صنعاء وتقدموا صوب عدن في جنوب اليمن.

وأودى القتال بحياة المئات وأدى الى قطع إمدادات المياه والكهرباء ودفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) للتحذير من أن اليمن يتجه نحو كارثة انسانية.

وبدأت السعودية حملة قصف جوي في 26 مارس اذار في محاولة لاحتواء الحوثيين الشيعة وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غادر عدن ويتواجد حاليا في الرياض.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويونيسيف تعتزمان إرسال طائرات مساعدات الى اليمن الثلاثاء لكن هذا تأجل لأنهما كانتا تنتظران موافقة التحالف وتحاولان الحصول على طائرات مستعدة للتوجه الى اليمن.

وفي عدن قال سكان لرويترز إن الحوثيين تجمعوا على أطراف منطقة الميناء الرئيسي يوم الاثنين لكنهم انسحبوا من منطقتين سكنيتين على مشارف المدينة. وأضافوا أن نحو 60 شخصا قتلوا في اشتباكات عنيفة بالمنطقة يوم الأحد.

وهزت انفجارات ضواحي عدن. وقال سكان إن سفينة حربية أجنبية قصفت مواقع للحوثيين على مشارف المدينة لكن متحدثا باسم التحالف في الرياض قال إن سفنه تساعد في إجلاء المدنيين ولا تقصف الحوثيين.

ومن الصعب الحكم على الوضع العسكري في صراع يدور في مناطق تترامى على مدى مئات الكيلومترات من الجبال والصحاري والمواقع الساحلية لكن الحوثيين قالوا إنهم حققوا مكاسب في المحافظات الجنوبية المحيطة بعدن.

وقال سكان في الضالع الى الشمال من عدن إن طائرات التحالف قصفت مجمعا لجهاز الحكم المحلي على المشارف الشرقية للبلدة وقاعدة عسكرية على أطراف المدينة يخضعان لسيطرة الحوثيين. وأضافوا أن النار مشتعلة في المباني وتحدثوا عن وقوع انفجارات مدوية.

وقال مقاتلون من الجماعات المسلحة إن طائرات التحالف أسقطت إمدادات.

وهذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها التحالف إمدادات خارج عدن وتشمل قذائف مورتر وقذائف صاروخية وبنادق وذخيرة وأجهزة اتصالات ونظارات رؤية ليلية.

وقال مقاتلون من الجماعات المسلحة الجنوبية إنهم قطعوا طريقين في محافظة أبين الى الشرق من عدن يؤديان الى المدينة الساحلية بعد اشتباكات مع الحوثيين.

وقال سكان قرب قاعدة العند الجوية إن عشرات الحوثيين والمقاتلين المتحالفين معهم ينسحبون الى الشمال بعد أن قصفت طائرات التحالف الموقع.

وتقود السعودية العمليات العسكرية ضد الحوثيين تدعمها قوات جوية من الإمارات والبحرين والكويت وقطر. وتقول إنها تتلقى دعما ايضا من الأردن ومصر والسودان والمغرب وباكستان.

ولم تفصح باكستان بعد عن نوع الدعم الذي ستقدمه واجتمع برلمانها اليوم الاثنين لمناقشة ما قال وزير الدفاع إنه طلب من الرياض بالحصول على طائرات عسكرية وسفن حربية وجنود.

ويمزق قصف شرس واشتباكات مندلعة في الشوارع عدن آخر معقل للرئيس اليمني المدعوم من السعودية.

ويعاني اليمن كله من نقص في الغذاء والماء والكهرباء وعلى الأخص في عدن حيث أغلق القتال الموانئ وقطع الطرق البرية التي تربط المدينة ببقية المدن.

بنبرة ألم قالت فاطمة وهي ربة منزل كانت تسير في شوارع عدن مع أطفالها الصغار ‘كيف يمكن أن نعيش دون ماء ولا كهرباء؟’

كانت تمسك بوعاء بلاستيكي أصفر مثلما يفعل عشرات من السكان المارين بالشوارع والمصطفين أملا في الحصول على مياه من الآبار العامة أو المساجد بعد أن جفت إمدادات الماء في المنازل.

وبعد أن ظلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تلقي اللوم لأيام في تأخر وصول المساعدات على قوات التحالف بقيادة السعودية قالت لرويترز يوم الاثنين إن السعودية منحتها التصريح بنقل شحنة المساعدات قبيل منتصف الليل يوم السبت إلا أن مشاكل تتعلق باستئجار الطائرات ستؤخر على الأرجح وصول المساعدات إلى العاصمة اليمنية حتى الثلاثاء على الأقل.

وقالت ماري كلير فغالي المتحدثة باسم الصليب الأحمر ‘مازلنا نسعى لإرسال الطائرة إلى صنعاء. ينطوي هذا على قدر من الصعوبة من الناحية اللوجيستية لأنه لا توجد شركات كثيرة أو طائرات شحن على استعداد للتوجه إلى منطقة صراع.’

وتسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوصيل 48 طنا من المساعدات جوا الى عدن. كما تحاول أن يصل موظفوها بالقارب من جيبوتي الى عدن لكن القتال عقد هذه الجهود.

وقالت سيتار جابين وهي متحدثة أخرى باسم الصليب الأحمر ‘القتال كان يدور اليوم في ميناء عدن وبالتالي فإن الوضع لا يتحسن بأي حال من الأحوال.’

وقتل ثمانية مقاتلين حوثيين في ضربة جوية فجر يوم على مشارف مدينة صعدة معقل الحركة الحوثية التي بسطت نطاق هيمنتها من معقلها الجبلي إلى العاصمة صنعاء قبل ستة أشهر.

وقال متحدث باسم الحوثيين إن القتلى بينهم نساء وأطفال.

وقال مسؤولون محليون إن الضربات الجوية أصابت أيضا وحدات للدفاع الجوي ووحدات عسكرية بحرية قرب ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر وكذلك أهدافا على مشارف عدن. وأصابت الضربات أيضا جسرا على الطريق الواقع إلى الجنوب من عدن في محاولة فيما يبدو لمنع الحوثيين من إرسال تعزيزات لمقاتليهم بالمدينة.

وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن أكثر من 500 شخص قتلوا خلال أسبوعين من القتال في اليمن بينما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوقف القتال فورا لمدة 24 ساعة للسماح بإخال مساعدات.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*