الرئيسية / كتاب وآراء / نصيحة.. تعلموا من الأطفال ،،، بقلم : أنوار التنيب

نصيحة.. تعلموا من الأطفال ،،، بقلم : أنوار التنيب

دائما نطلب من الصغار أن يتعلموا منّا ويطبقوا ما نقول لهم حسب ما نعتقد به ونظن انه صواب من وجهة نظرنا الخاصة، ولم نعط أنفسنا فرصة كافية لنتعلم منهم ونرى الأمور من وجهة نظرهم، وحتى لو تكلمنا معهم عن أمر ما فإننا في الغالب نسمع فقط للسمع وليس لكسب معرفة أو لزيادة في الوعي تجاه الحياة وما يعتقدون من أفكار.
كمثال على ذلك، لو سألنا طفلا لماذا رسمت هذه الرسمة؟ (والتي تبدو بنظرنا شخبطات سخيفة).. فسيرد بعفوية تامة ويشرح شرحا كبيرا على خطوط مبعثرة ووجوه ملونة وأشكال يراها بذهنه على تلك الطريقة، وربما نبتسم أمامه لنوهمه بجمال لوحته، لكننا في الحقيقة لا نرى شيئا من ذلك، لأننا نراه طفلا جاهلا.
بينما هذا الصغير الذي يجلس أمامنا لم يرسمها إلا بحضور إلهام، واستخدم خياله الخصب في رسم تلك الأشكال والتي تدل في الغالب عن حالته النفسية وما يشعر به اتجاه الحياة، أي أنه كان يستخدم أفقا خاصا به، وتعبيرا يصور به ما يعتمل في دواخله من هموم وأحلام ورؤى..
فإذا كان للكبار عالمهم الذي يفهمونه، فإن للصغار عالمهم الذي يعيشونه، ورأيهم تجاه ما يرونه في الغالب من معاملات وممارسات يومية على أرض الواقع..
كثير من الأطفال.. صحح من بعض أفكارنا ونظرتنا إلى بعض الأمور، ورب كلمة من طفل غيرت من فعل كنا سنتورط به أو سنندم عليه، ورب فعل من صغير أوحى إلينا بعمق المثل والأخلاق وسلامة القلوب.
فما الذي يمنعنا من أن نتعلم من الصغار؟ لماذا لا نجلس ونتحدث معهم بلغتهم السهلة وننهل من أفكارهم ونسرح معهم في خيالاتهم ونتجول في قلوبهم الندية؟
أنا متأكدة أن من يدخل عالم الطفل ويتعرف عليه عن قرب، سيعرف مقدار ما في هذا العالم من إبداع وحب وتفاؤل، وانه جدير بالاحترام والاحتواء.

[email protected]

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*