الرئيسية / عربي وعالمي / الغد المغربي يسطع بـ«نور» الطاقة الشمسية

الغد المغربي يسطع بـ«نور» الطاقة الشمسية

وسط سلسلة جبال أطلس تقبع (بوابة الصحراء) مدينة ورزازات المغربية التي يبزغ من محيطها أنوار برج شمسي كقلب نابض لمشروع محطة (نور) للطاقة الشمسية التي تشكل املا ساطعا في غد مغربي يتسجى بالطاقة المتجددة.
فهذا البرج الذي ينثر أنواره في ارجاء الصحراء متماهيا مع جبال الأطلس الصغير بارتفاع يصل الى نحو 250 مترا يعد أطول برج شمسي في العالم ضمن مرافق محطة (نور3) التي تنفذها شركة (شان دونغ إليكتريك باور) الصينية كجزء من مشروع (نور) للطاقة الشمسية التي تنفذها مجموعة (اكواباور)السعودية بالشراكة مع مجموعة (سينير) الاسبانية.
ومع اكتمال مكونات مجمع (نور) بمراحله الاربع في شهر اكتوبر الماضي تتعزز قدرة المغرب على خفض الاعتماد على الوقود التقليدي والوفاء بالتزامه نحو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 13 في المئة بحلول عام 2020.
ويسعى المغرب من خلال هذا المشروع الى التقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 760 ألف طن سنويا مع توفير طاقة كهربائية لنحو مليون وحدة سكنية اذ ستصبح محطة (نور) التي تنفذها مجموعة (أكواباور) السعودية بالشراكة مع مجموعة (سينير) من أكبر المنشآت للطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل الى 580 ميغاواط.
ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية مغربية تهدف الى توفير 42 في المئة من احتياجات البلاد من الكهرباء من مصادر للطاقات المتجددة في أفق عام 2020 على ان تصل هذه النسبة إلى 52 في المئة في 2030.
ويمتد مشروع مجمع (نور) للطاقة الشمسية الذي تصل تكلفته الى نحو 5ر2 مليار دولار (دون احتساب كلفة البنية التحتية المشتركة) على مساحة 30 كيلومترا مربعا.
ويقع المشروع الذي بدأ العمل به عام 2013 ويضم نصف مليون مرآة عاكسة تتبع الشمس في حركتها على بعد 20 كيلومترا عن مدينة ورزازات جنوب شرقي المغرب.
واعتمد المغرب في تنفيذ هذا المشروع بمراحله على تقنيات متعددة ذات جودة عالية قدمتها مجموعة (سينير) الاسبانية الرائدة في مجال الهندسة والتصميم والإنشاءات ففي المرحلة الأولى (نور1) تم
تدشين محطة طاقة شمسية كهروحرارية بتقنية المرآة المقعرة في فبراير 2016 بطاقة انتاجية تصل الى 160 ميغاواط اعتمادا على التخزين الحراري للأملاح المنصهرة لإنتاج الكهرباء لمدة ثلاثة ساعات بعد غروب الشمس.
أما (نور2) فهي محطة طاقة شمسية كهروحرارية تعتمد الجيل الثاني من ذات التقنية لانتاج 200 ميغاواط بسعة تخزين بنحو 6 ساعات فيما تصل طاقة محطة (نور3) القائمة على برج شمسي مركزي وبؤرة استقبال واتصالات بالشبكة (بشكل تجريبي) الى 150 ميغاواط كهرباء وسعة تخزين بنحو 5ر7 ساعة في حين توفر (نور4) التي اكتمل تنفيذها فعليا قدرة إنتاجية تصل الى 72 ميغاواط باستعمال تكنولوجيا الخلايا الضوئية.
ووفق البرنامج الزمني للمشروع دخلت محطة (نور2) مرحلة التشغيل الفعلي والاستغلال التجاري في حين تباشر (نور3) نطاق الانتاج مع دخول كامل مكونات المشروع المرحلة التجارية الفعلية في الربع الاخير من عام 2018. وبالاعتماد على طاقة الشمس والرياح والمياه تتجاوز خطة المغرب للطاقة البديلة مشروع (نور) بمراحله المختلفة اذ تغذي الطاقة البديلة البلاد بنحو 32 في المئة من احتياجاتها للطاقة.
وبعيدا عن تقنية الأنظمة الكهروضوئية (PV) لإنتاج الطاقة الشمسية التي تسيطر على السوق العالمية اعتمد المغرب أنظمة الطاقة الشمسية المركزة (CSP) والتي تعرف كذلك بأنظمة (الطاقة الشمسية الحرارية).
اذ لا تنتج أنظمة الطاقة الشمسية المركزة الكهرباء من الطاقة الشمسية مباشرة كما هو الحال للأنظمة الكهروضوئية بل تتولد من مرايا وعدسات عاكسة تقوم بتجميع الضوء للتسخين.
وتساهم الطاقة الحرارية المخزنة في إنتاج بخار لادارة مولدات الطاقة الكهربائية على غرار الأنظمة التي تعتمد على الوقود الأحفوري وهو ما يمنحها تفوقا نوعيا على نظيرتها حيث يمكن لهذه التقنية على عكس الخلايا الكهروضوئية تخزين الطاقة لوقت الضرورة.
وتعتمد التقنيات الشمسية جلها على الخلايا الكهروضوئية اذ بلغت 97 في المئة من إجمالي الطاقة المنتجة عام 2014 كونها أقل تكلفة وأكثر بساطة لامكانية استخدام الخلايا الضوئية في وحدات كبرى أو على نطاق صغير كأسطح البيوت في المناطق السكنية.
واستند اختيار المغرب في استخدام تقنية باهظة الثمن قد تصل تكلفتها بعد إتمام المراحل الأربع للمشروع الى تسعة مليار دولار أمريكي الى دراسات (الوكالة المغربية للطاقة الشمسية) ومفادها بأن أقصى استهلاك للكهرباء يحدث عند مغيب الشمس ولهذا ستعوض التقنية الجديدة القادرة على تخزين الطاقة تكاليف إنشائها.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*