الرئيسية / عربي وعالمي / روسيا أخفت قتلاها بسورية… وفرنسا تقدم دليلاً على «الكيماوي»

روسيا أخفت قتلاها بسورية… وفرنسا تقدم دليلاً على «الكيماوي»

كسر تقرير لوكالة «رويترز» التعتيم الرسمي على خسائر الجيش الروسي في سورية، مشيراً إلى ارتفاع عدد قتلاه إلى أربعة أضعاف المعلن، في وقت تعهدت فرنسا بتقديم الدليل القاطع على استخدام حليفها السوري بشار الأسد السلاح الكيماوي في قصف خان شيخون في الرابع من أبريل الجاري.

بعد تأكيد مقتل ثلاثة متعاقدين عسكريين، كشفت وكالة “رويترز” بالأدلة عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات الروسية في سورية خلال فترة من المعارك المستعرّة لاستعادة مدينة تدمر الأثرية إلى 21 أي أكثر من أربعة أمثال العدد الرسمي، الذي أعلنته وزارة الدفاع الروسية وهو خمسة جنود.

والعدد الإجمالي الرسمي لقتلى الجيش الروسي منذ تدخل روسيا في سورية نهاية سبتمبر 2015 هو 30 لكن الرقم قد يكون أعلى بكثير لأنه يعتبر الخسائر من أسرار الدولة بموجب القانون الروسي.

وذكرت “رويترز” الشهر الماضي استناداً إلى محادثات مع أصدقاء وأقارب القتلى وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي ومسؤولين في مقابر أن 18 روسياً قتلوا من أواخر يناير إلى أواخر مارس، موضحة أنها منذ ذلك الحين تحققت من مقتل ثلاثة آخرين في المعركة هم أليكسي سافونوف وفلاديمير بلوتينسكي وميخائيل نيفيدوف، أشارت مقابلات مع أشخاص مقربين منهم إلى أنهم كانوا متعاقدين عسكريين، تنشرهم روسيا إلى جانب الجنود النظاميين بشكل خاص في سورية.

ووفق مصادر مطلعة، فإن هؤلاء المتعاقدين، الذين يتمتعون من الناحية الرسمية بصفة المدنية، كثيراً ما يكونون من المحاربين القدامى المتقاعدين ذوي الخبرة في ميدان القتال، موضحة أنهم يلعبون دور القوة الهجومية في العمليات البرية تحت قيادة عسكرية.

إزاحة الأسد

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن روسيا أنقذت (الرئيس السوري بشار) الأسد، وباستطاعتها إزاحته من خلال عملية سلمية، معتبراً أن لديها الوقت لتصحيح من موقفها.

وقال جونسون، في مقال بصحيفة “تلغراف”: “هذا هو الوقت المناسب لروسيا لتقديم تنازلات منطقية عبر الانضمام إلى تحالف يضم أكثر من 60 بلداً لمكافحة داعش، والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سورية، وإمكانية إقامة علاقات مثمرة مع الرئيس (دونالد) ترامب، مع إدراك أن الغرب سوف يساعد بنهاية المطاف في إعادة بناء سورية”.

وأشار إلى أنه يتوجب على روسيا في مقابل ذلك، أن “تلتزم بتحقيق وقف إطلاق نار حقيقي، ووضع نهاية لاستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، والتوصل إلى تسوية سياسية تخلّص السوريين من طغيان الأسد”.

وأكد جونسون أن “الأسد متشبث بالسلطة، وبمساعدة من روسيا وإيران، وباستعانته بقوة وحشية لا تخبو، استطاع ليس فقط معاودة بسط سيطرته على حلب وحسب، بل كذلك استعاد السيطرة على أغلب المناطق “العملياتية” في سورية.

«البلدات الأربع»

في غضون ذلك، استؤنفت المرحلة الأولى من اتفاق “البلدات الأربع” في ظل إجراءات مشددة، وعلى وقع هجوم جديد بعبوة ناسفة استهدف مراسم تشييع أحد مقاتلي القوات الموالية للنظام في حي صلاح الدين بمدينة حلب وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 32.

وبعد 4 أيام من توقفها عند مدخل منطقة الراشدين إثر تفجير دموي تسبب بمقتل 126 شخصاً، أكثر من نصفهم أطفال، خرجت أمس 45 حافلة من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين في إدلب، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي أوضح أنه تمّ “إجلاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل من الفوعة وكفريا على متنها، مقابل خروج 300 شخص على متن 11 حافلة، غالبيتهم الساحقة من مقاتلي الفصائل من الزبداني بشكل رئيسي، إضافة الى مقاتلين من منطقتي سرغايا والجبل الشرقي المجاورتين في ريف دمشق”.

وبموجب الاتفاق، الذي ينص على إخلاء البلدات الأربع خلال 60 يوماً، أطلق سراح 750 معتقلاً لدى النظام من بينهم 171 امرأة.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن مسلحي الزبداني قاموا بإحراق مقراتهم وتفجير عدد من الذخائر قبل خروجهم مع بعض أفراد عائلاتهم، مشيرة إلى أن عدداً منهم قرر البقاء في المدينة لتسوية أوضاعهم وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة.

استخدام السارين

مع وصول منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى نتيجة نهاية تؤكد أن غاز السارين، أو مادة سامة محظورة مشابهة استخدمت في الهجوم على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أنه سيقدم خلال بضعة أيام الدليل على أن نظام الأسد استخدم فعلاً هذا السلاح في الرابع من أبريل الجاري.

وقال ايرولت للقناة التلفزيونية البرلمانية، “لدينا عناصر ستتيح لنا الإثبات أن النظام استخدم فعلاً السلاح الكيماوي. خلال بضعة أيام يمكنني أن أقدم لكم الدليل”.

وفي وقت سابق، نقل وفد بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن المدير العام للمنظمة أحمد أوزومغو قوله، إن غاز السارين أو مادة سامة محظورة مشابهة استخدمت في الهجوم، الذي أودى بحياة 100 مدني ثلثهم أطفال، موضحاً أن نتائج التحليل “تشير إلى استخدام السارين أو مادة كالسارين”.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان هنأه فيه بنجاح الاستفتاء على تعديل الدستور، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية إجراء تحقيق محايد ودقيق في الحادث، مؤكداً ضرورة تعزيز نظام وقف العمليات القتالية، ودفع العملية التفاوضية في أستانة وجنيف.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*