الرئيسية / اقتصاد / هكذا تشعل الصفقات المليارية البورصة

هكذا تشعل الصفقات المليارية البورصة

نفضت البورصة غبارها واستفاقت من حالة السبات العميق الذي استمر نحو 3 سنوات، في إشارة على ما يبدو أن السنوات العجاف قد ولت لتسود حالة من التفاؤل في أعقاب سلسلة من المكاسب المدوية منذ بداية عام 2017 قفزت بمؤشرات البورصة فوق مستوى 6900 نقطة الأعلى منذ نهاية 2014، لتحقق البورصة أفضل أداء بين بورصات العالم رابحا 21% منذ بداية يناير، مضيفا 1000 نقطة إلى رصيدها ومكاسب سوقية بلغت 4.4 مليارات دينار بعد 18 جلسة متتالية من المكاسب.

وصاحب الارتفاعات الماراثونية للبورصة نشاط كبير في التداولات قفز بمتوسط السيولة اليومية إلى 50 مليون دينار، لتبلغ قيم التداول منذ بداية 2017 نحو مليار دينار شكلت 35% من إجمالي القيم التي تم تداولها طيلة عام 2016.

محطات تاريخية

وترتبط البورصة عادة في مسارها الصعودي بصفقات مليارية ناجمة عن عمليات استحواذ، حيث تتم إعادة ضخ عوائد تلك الاستحواذات إلى السوق من جديد لتبدأ بعدها فورات في قيم وأحجام التداول تنعش السوق.

وفي مارس من العام 2007 أعلنت الاتصالات القطرية كيوتل (أريد حاليا) الاستحواذ على 51% من الوطنية للاتصالات التابعة لمجموعة «كيبكو» في صفقة بلغت حينها مليار دينار ليبدأ بعدها السوق بالتزامن مع إعادة كيبكو ضخ عوائد الصفقة لدعم شركاتها التابعة في مسار صعود استمر حتى يونيو 2008 وربح حينها أكثر من 6000 نقطة بارتفاع 64% ويبلغ حينها اعلى مستوياته على الإطلاق عند 15600 نقطة لتدخل بعدها البورصة في الأزمة المالية.

وفي أكتوبر 2012 أعلنت «كيوتل» الاستحواذ على حصة إضافية في «الوطنية للاتصالات» بلغت نسبتها 39.6% وبقيمة بلغت حينها 520 مليون دينار، ودخلت البورصة في تلك الفترة في مسار متذبذب حتى نهاية 2012، لكن البورصة عادت إلى الصعود حتى مايو 2013 حيث ارتفعت خلالها 44% وربحت 2500 نقطة لتصل إلى مستويات 8200 نقطة من 5700 نقطة في أكتوبر 2012.

ودخلت البورصة بعد ذلك منذ منتصف يونيو 2013 وحتى شهر أكتوبر 2016 في مسار هابط هوى بها 40% أو 3300 نقطة حيث بلغت مستويات 4900 نقطة كأدنى مستوى.

وساهمت العديد من العوامل في حالة تحول البورصة إلى جثة هامدة طيلة تلك الفترة منها أزمة انخفاض أسعار النفط وغياب أي دور للمحفظة الوطنية في ضخ سيولة بالسوق بالإضافة إلى عزوف كامل من المتداولين وارتفاع حمي الانسحابات وندرة في الطروحات الأولية للشركات.

صفقة أمريكانا

وعادت البورصة إلى الفوران من جديد، حيث ساهم إتمام صفقة بيع امريكانا البالغ قيمتها مليار دينار لتحالف يقوده رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار في إنعاش السوق بالإضافة إلى ضخ الهيئة العامة للاستثمار 100 مليون دينار في شرايين البورصة عبر الوطني للاستثمار وشركة كامكو لتبدأ البورصة بعدها رحلة صعود جديدة من اكتوبر 2016 وحتى يناير الجاري لتبلغ مستويات 6600 نقطة مقارنة بـ 5300 نقطة في أكتوبر لتحقق مكاسب بلغت 1300 نقطة وبنسبة صعود 24.5%.

ويدفع في هذا الزخم توقعات السوق بسيولة قادمة بعد تنفيذ صفقة جديدة بمليار دولار منتصف الشهر المقبل لاستحواذ «أدبتيو» على حصة الاقلية في «امريكانا».

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*