الرئيسية / كتاب وآراء / ما الذي سيفرّق 2015؟

ما الذي سيفرّق 2015؟

التحديات لن تنتهي.. ووتيرة التغيّرات لن تهدأ.

ما الذي سيفرّق 2015 عن 2014؟ لا شيء سوى أن 2015 سيكون عاماً أصعب! سيتقلّص دور الدولة الراعية في الخليج إذا ظلّت أسعار النفط تتراجع عن 80 دولاراً للبرميل، وسيفضي ذلك إلى تخوّف المواطن. وسيزيد القلق من إيران، سواء نجحت مفاوضاتها مع أميركا أو فشلت. إن نجحت، فالخليج يخشى أن تهمّشه المفاضلة الأميركية. وإن فشلت، فالخليج يخشى من إيران نووية. ورغم العُسر الاقتصادي، فالخليج سيقدم مساعدات لمصر، لعلّ وعسى، ولكن تلك المساعدات لن تضمن استعادة مصر لعافيتها السياسية. وستصل «داعش» إلى حدّها الأقصى، ثم تجمد في مكانها وتتشظى، ولكنها لن تتلاشى كفكر له معتنقون وأتباع. ولن يسقط النظام السوري، وسيظل يستفيد من التلكؤ الدولي، وسيتضاعف عدد اللاجئين، ضغطاً وإحراجاً على دول الجوار. وسيفتح الفراغ العربي شهية تركيا لبسط نفوذها أكثر على المنطقة، ملهمة بميراث السلطنة العثمانية. وفي هكذا سياق، ما الذي سيجبر إسرائيل على أن تلين تجاه الفلسطينيين؟ بالعكس، ستشتد وطأتها من دون لباقة ولا اعتذار. وسترهق التحديات المتجددة لياقة أميركا أمام صعود الصين، واستعادة روسيا لشبابها. ولن تتعافى أفريقيا من «إيبولا»، ولكن الخبر الجيد ـــ نعم هناك خبر جيد في 2015 ـــ وهو أن المرض سيكون أقل فتكاً من 2014.

ماذا يعني لك كل ذلك؟ بالنسبة الى تقلّص دور الدولة في الخليج، تقبّل فكرة أنك تقف على قدميك وتقلع عن عقلية الاتكاء المطلق على الدولة. وبالنسبة الى إيران فأقترح أن تكُف عن ميول الفوبيا ـــ الرُّهاب المبالغ فيه ـــ وتدرك أن الجغرافيا، وليست السياسة، هي الثابت في أصل العلاقات. وبالنسبة الى سوريا ألا يطغى انتماؤك على إنسانيتك، فيتبلّد إحساسك إزاء ما يجري. وبالنسبة الى تركيا أن تدرك أن أنقرة ليست أوردغان، وأن القدس ليست مسؤولاً فلسطينياً معيناً، فلا تكفر بالقضية. وبالنسبة الى أميركا فأعرف أن القوة لو دامت لبريطانيا لما وصلت إلى أميركا، ولو دامت لأميركا لما صعدت الى الصين. وأهم شيء في 2015 أن تدرك أن التحديات لن تنتهي، ووتيرة التغيّرات لن تهدأ، وبدلاً من أن تحبطك الأحداث أو تصدمك، توقّعها سلفاً، وأنقذ ما يمكنك إنقاذه.

د. هشام العوضي

Hesham_Alawadi@

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*