جديد الحقيقة
الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / مهرجان الكويت المسرحي ال 15

مهرجان الكويت المسرحي ال 15

شهد مسرح الدسمة مساء امس الاول «الجمعة» ثاني عروض مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر والذي قدمته فرقة «فن ون» من خلال مسرحية «الديوانية» تأليف تغريد الداود واخراج خالد الراشد وبطولة النجم الكبير محمد جابر والنجوم الشباب علي ششتري وعذاري قربان ومحمد عبدالعزيز وخالد الثويني ومبارك الرندي وعثمان الشطي وفهد الصفي وبدر عبدالله وناصر الكندري وسالم فاروق وحمد الداود وجميع هؤلاء الشباب من الهواة باستثناء ششتري والشطي.
العمل كما هو واضح من عنوانه يجسد الكويت كوطن من خلال «الديوانية» وكيف اختلفت ديوانية اليوم عن الامس واصبحت مستغلة على جميع المستويات سياسية كانت أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية، حيث ضمت هذه الديوانية شرائح من مختلف الطبقات وسلطت الضوء على السلبيات التي يعاني منها المجتمع بجرأة شديدة تُحسد عليها الكاتبة تغريد الداود حيث تطرقت لموضوع تفاوت الطبقات في المجتمع والنقاشات العقيمة التي تعتمد على الصراخ في كل قضية تهم المواطن كما تطرقت لقلة الوفاء والنكران بين الجيل الحالي والسابق من خلال نماذج من المجتمع تعيش بيننا مثل المتستر وراء الدين الذي يتاجر به بقناع التقوى والايمان والعاطل الذي لا يعمل والوصولي الذي يسعى للاستفادة من الجميع والتاجر الذي لا يهمه الا الربح من وراء أي شيء، وهكذا اخذتنا الكاتبة خلال المسرحية لنشاهد حقيقة واقعنا المؤلم واهمية ان ننتبه على «ديوانيتنا» من المتربصين بها. لم يخل العمل من القفشات الكوميدية التي استمتع بها الحضور بمن فيهم الاطفال الذين تعالت ضحكاتهم داخل صالة العرض، الا ان هذا لم يشفع للعرض ان يظهر بالشكل الذي يتناسب مع اهمية المهرجان وسبب ذلك يعود لأن كل المشاهدين استوعبوا قصة المسرحية منذ الدقائق الاولى من خلال حوار محمد جابر الذي تحدث عن ايام قبل وقيم اول وطيبة الناس زمان ومقارنة تلك الايام بالوقت الحالي وفكرة الحنين الى القديم مما افقد العرض استثارة خيال المشاهد.
الاسلوب المباشر اعتمد على الوعظ والنصح فأضعف العمل رغم الجرأة التي يحملها النص والتي اشرت اليها وقيام الكاتبة بتعرية المجتمع وكشف الفساد بشكل رائع ولكن لم نشاهد ذلك عمليا على خشبة المسرح لأن «المباشرة» في الطرح افسدت العمل.
الاخراج لم يخدم النص بالشكل المطلوب ربما يعود سبب ذلك لعودة مخرج المسرحية خالد الراشد للاخراج المسرحي بعد غياب 11 سنة تقريبا أو لحالة الارتباك التي حدثت لفريق العمل حيث تم الاستعانة بالفنانة عذاري قربان قبل العرض بيومين فقط بعد اعتذار الفنانة «زينب خان». العمل كان من الممكن ان يخرج بصورة افضل بكثير من الصورة التي شاهدناه به، حيث افتقد العمل للسينوغرافيا بمعناها الحقيقي، فالديكور لم يكن مناسبا وأعاق حركة الممثلين اكثر من مرة والكرسي والبشوت كان معناها الواضح جدا للجميع انها تتناول السلطة والقوة، كما ان الاضاءة لم توظف بالشكل الصحيح واضرت بالعمل، الموسيقى كانت جيدة نوعا ما، اما اداء الممثلين فجاء متفاوتا في بعض الاوقات كان قويا واوقات اخرى كان ضعيفا، ولفت نظري من نجوم العمل بخلاف النجم الكبير محمد جابر «العيدروسي» الفنان علي ششتري الذي جسد شخصية «المجنون» والفنانة عذاري قربان التي جسدت شخصية «مريم» وسالم فاروق الذي جسد شخصية «المستشار المصري» بالفعل كانوا نجوما وباقي المشاركين واجتهدوا ولكنهم جميعا كانوا بحاجة لشغل اكثر من قبل المخرج. وفي النهاية «الديوانية» حاولت تعرية المجتمع لكنها افتقدت للشكل الدرامي الصحيح.

==============

خلال مؤتمر صحافي

عائشة عبدالرحمن: المسرح الكويتي الأول خليجيا وشهادتي فيه مجروحة

شددت الفنانة الاماراتية عائشة عبدالرحمن على ان المسرح الكويتي مازال في الصف الأول وأن شهادتها فيه مجروحة كونه أفضل مسارح الخليج ودللت على ذلك بكم العمالقة الذين يمثلون لها المعلم الذي تنهل منه، وهذا الكم الهائل من الجماهير والمهتمين بالمسرح سواء المسرح الجماهيري أو مسرح الطفل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس وأداره الزميل مفرح الشمري.
وأضافت عبدالرحمن ان افتتاح المهرجان كان مميزا جدا، لافتة الى ان المهرجانات تولّد فينا ثقافات مختلفة خلال العروض المختلفة التي نلتقي خلالها بالفنانين والأكاديميين والجمهور لنتعرف على ثقافات جديدة.
وقالت عبدالرحمن: المسرح بالنسبة لي هو الاهم فقد وجدت نفسي فيه بخلاف التلفزيون الذي لا يعطيني الطموح الذي اسعى الى تحقيقه فالمسرح اجمالا افضل بالنسبة لي.
وأشارت الى ان المسرح الاماراتي ليس متأخرا كما يردد البعض بل له طابع خاص ومختلف، فالقضايا التي يناقشها مرتبطة بالبيئة الاماراتية عكس المسرح الكويتي الذي يتميز بوجود المعهد العالي للفنون المسرحية ودوره الكبير في اثراء الحركة المسرحية الكويتية.
وألمحت بأسف الى تكريم الفنان بعد رحيله وعرجت على تكريمها خلال الدورة الاخيرة لمهرجان أيام الشارقة المسرحي موضحة أنها كانت اصغر المشاركين سنا في المهرجان وقتها.
وأوضحت أنها حصلت على لقب ملكة المسرح بعد ان تم ترشيحها للعمل في مسرحية نزيف العمر، وخلال التمثيل في المملكة المغربية لاحظ النقاد والجمهور مدى جرأة العمل وقالوا ان عائشة عبدالرحمن تنافس ثريا جبران في صغرها.
وأكدت ان المجتمع الخليجي بوجه عام يرفض جرأة الطرح وبالتالي ترفض عبدالرحمن مشاهد الفراش.
وحول تجربتها مع لجان التحكيم أوضحت: «شاركت كمحكمة في مسابقات مسرحية عديدة لافتة الى ان تلك التجارب أكسبتها خبرة».
وعن عزوف الجمهور الاماراتي عن المسرح بينت ان التركيبة السكانية في الامارات لها دور فيما يعانيه المسرح فنحن ننحت في الصخر حتى يقبل جمهورنا على المسرح.
وحول أسباب ابتعادها عن الدراما الكويتية قالت ان «تذكرة داوود» كان آخر عمل شاركت فيه ولكن اذا عرضت عليها اعمال كويتية لن ترفضها.
وحول الشعر الغنائي قالت عبدالرحمن انها شاعرة سميعة تهتم فقط بالأغاني الطربية والجيل الذهبي ولم تجد من مطربي الشباب من يقنعها بالتعاون معه لكنها تكن احتراما للجميع.
ولفتت الى أنها تحضر ثلاث أغان احداها مع المطرب طلال سلامة الى ان يعود المطرب علي عبدالستار الذي كان أول مطرب تعاونت معه من خلال أغنيتي «العنود» و«درب يودي».
وروت عبدالرحمن أنها كانت أصغر مذيعة في الشرق الاوسط فقد عملت وهي ابنة 14 عاما في اذاعة رأس الخيمة ثم «صوت العرب» وشاركت في «فوازير رمضان» مع الفنان كمال الشناوي والفنانة مديحة كامل، وكانت «سحابة صيف» أول سهرة تلفزيونية تشارك فيها لتشارك بعدها في مسرحية «الطوفة» التي رشحها لها الفنان حبيب غلوم.
من جانبه قال المؤلف الاماراتي صالح العامري: «نهتم بالتراث ونتناوله بشكل أسطوري ونستخدمه لتطوير وخدمة الأعمال المسرحية».

==============

… وفي الندوة التطبيقية للعرض

اختلفت وجهات النظر حول «الديوانية» وإجماع على الجرأة وأسلوب المباشرة

الداود والراشد: قد لا نكون وفقنا ولكن المستقبل أفضل

كتب ياسر العيلة:
عقب عرض مسرحية «الديوانية» عقدت ندوة تطبيقية ادارتها نادرة عمران بحضور مؤلفة المسرحية تغريد الداود ومخرجها خالد الراشد شهدت الندوة تفاعلا كبيرا من اساتذة المسرح والنقاد الذين تفاوتت آراؤهم حول العرض.
في البداية تحدثت استاذة المسرح بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية د.صوفيا منتقدة اسلوب المباشرة والوعظ في المسرحية وكأنه عرض يقدم في المسرح المدرسي وانتقدت اداء بطلة العمل عذاري قربان بأنها كانت حافظة للدور فقط ولم تنوع في ادائها اما الناقد حسام عبدالهادي فانتقد اداء الممثلين ووصفه بأنه جاء بلا احساس ولم يكن جيدا وان اشاد بأداء الفنان محمد جابر والفنان سالم فاروق الذي جسد شخصية المستشار المصري.
اما استاذ قسم التمثيل والاخراج هاني النصار فانتقد اداء الممثلين ووصفه بالسيئ وان العمل شابته هنات في الاضاءة والصوت والموسيقى وحث الفرق على بذل مجهود اكبر لتظهر بشكل يتناسب مع محاربته هو وغيره من اجل وجود الفرق الخاصة في المهرجان.
وبدورها قالت الممثلة عزة القصابي ان الشخصيات كانت بحاجة للكثير من الشغل وان الحوار كان سرديا ولم يعجبها الديكور.
المسرحي الجزائري عبدالحليم بوشراكي قال انه تعاطف مع النص وخصوصية الكاتبة وقال ان العمل متواضع اخراجيا والفضاء السينوغرافي كان فيه فوضوية على المسرح.
اما المؤلف والمخرج الاماراتي صالح كرامة العامري فأكد وجود خلل في البناء الدرامي الذي افتقد لبناء الجملة بدلا من الاعتماد على الايفيهات كما انتقد الديكور.
الكاتب حمد بدر دافع عن مخرج العمل خالد الراشد بعد ان وصفه احد النقاد بالساذج وحث الجميع على تشجيع الطاقات الكويتية الشابة بدلا ان يكونوا «معول هدم» لهم وانتقد بدر تجسيد صورة البدوي بالوصولية والسخرية مؤكدا ان الشخصية البدوية تحمل الآن شهادات عليا.
وبدورها قالت الناقدة ليلى احمد انه كان بالامكان تفعيل الدراما في النص وتناولت مفهوم «الديوانية» التي انجبت البرلمان الكويتي كما انتقدت اظهار العمل للوافد المصري بأنه انتهازي وايضا نظرة التعالي والفوقية للصبي الذي يعمل في الديوانية واشادت بأداء علي الششتري في تجسيده لشخصية المجنون.
واشاد د.جابر خماط من جامعة بغداد بالمخرج خالد الراشد ووصفه بالذكي وان فكرة العمل عميقة وليست ساذجة.
الفنانة العراقية د.سهى سالم وجهت تحية للمؤلفة والمخرج لأنهما اعادانا للمسرح الشعبي الذي افتقدناه منذ زمن وان العودة الى التراث من خلال العمل هي اثبات هوية هذا الوطن.
اما الفنان المصري د.عُمر فرج فقال انه احبط من كثرة الكلام القاسي الذي وجهه اكثر المعقبين على العرض وحرص على تناول ايجابيات العرض في كلمته، فأشاد بفكرة العمل ووصفها بالرائعة وان كانت بحاجة لصياغة مختلفة، كما اشاد بأداء الممثلين خاصة بأداء عذاري قربان وعلي ششتري وسالم فاروق.

تعقيب

عقبت المؤلفة تغريد الداود قائلة: «هناك فرق بين الوضوح والمباشرة ولقد كتبت العمل ليكون واضحا وفخورة بانه غارق في المحلية فلا اريد وجود حاجز بين العمل والمتلقي.
وتساءلت الداود: «أليس المسرح منبرا حرا؟ فلماذا تنتقد الجرأة اذا تم تقديمها في عمل مسرحي؟ وانها كشابة تمثل جيل الشباب مستاءة من الحال التي وصلت اليه الاوضاع السياسية في البلد حاليا».
واكدت الداود انها لم تقصد الاساءة للمصري أو تسخر من البدوي واكدت ان العمل يحتوي على الكثير من الرمزية ولكن لم يكن القصد منها ان يكون العمل غير واضح. واشادت بتفاعل الجمهور مع النص وانها وفريق عمل المسرحية لا يريدون ان يكون المسرح حكرا على المثقفين والمتخصصين فقط والدليل ان فريق العمل بالكامل من الهواة باستثناء شخصين فقط، واختتمت الداود كلمتها قائلة: «قد لا نكون وفقنا ولكن المستقبل افضل».
مخرج العرض خالد الراشد قال: «لا ندعي الكمال واحيي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على اتاحتهم الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة في المهرجان»، كما قام بتوجيه تحية كبيرة للفنان الكبير محمد جابر لمشاركته في العمل.
وعن انتقاد الكثيرين لاخراجه قال: «هذه رؤيتي الخاصة بعد غياب 11 عاما ربما لم نوفق في الصوت والاضاءة ونتعلم من هذه التجربة لنتدارك اخطاءنا وحرص على توجيه كلمة شكر لكل من اشاد أو انتقد العمل لكنه رفض شكر من وصفه بالمخرج الساذج وشكر الكاتب حمد بدر لقيامه بالدفاع عنه.

==============

في الندوة الفكرية للمهرجان

د.صلاح جرار: المسرح وجه الأحداث من خلال التحريض ضد الظلم في الحرب الأهلية الأسبانية

د.نادر القنة: المسرح الإغريقي أول موقف إنساني في إدانة ورفض للحروب

أ.د.سيد علي: أول نص عن صلاح الدين الأيوبي قدمه بروح غربية

متابعة سهام سالم:
في اطار فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر اقيمت ندوة فكرية بعنوان (المسرح والحرب – الابعاد العالمية) على مدار جلستين متتاليتين الجلسة الاولى تنقسم الى محورين الاول «المسرح والحرب في الفكر الانساني»، والثاني «المسرح وظلال الحرب الاهلية».
حيث قدم كل من د.نادر القنة، د.صلاح جرار وزير الثقافة السابق في المملكة الاردنية الهاشمية، وأ.د.سيد علي كلية الآداب – جامعة حلوان – مصر وقدم الندوة د.صوفيا عباس من مصر.

جزء نظري

وقد قدم د.نادر القنة بحثا (حول العلاقة الجدلية بين فكرة المسرح وفكرة الحرب) وهذا الجزء نظري يتطرق حول معرفة التاريخ غير الوعي بالتاريخ وذلك عبر الحضارات الاغريقية حتى الزمن المعاصر والحرب العالمية الاولى، فيسجل التاريخ لايسخوليوس في الحضارة الاغريقية مسرحيته حول حرب سيلانيس وهي اول حرب تدخل المسرح وهي تمثل الفرس كقوة استعمارية ضد اسبرطة وهذه المسرحية كسرت المثيولوجيا الاغريقية وكتبت عن الواقع وقد سجل فيها اسخوليوس السؤال المعرفي لماذا هناك حروب وايضا اول موقف انساني وهو الرفض للحروب وقد تبعه استيفانوس فقد ادان الحروب في كل مسرحياته، اما في الحرب العالمية الاولى فقد قامت على خلفية صراعات اقتصادية.

صدى الحرب

ثم تلا ذلك بحث قدمه د.صلاح جرار حول الحرب الاهلية الاسبانية والمسرح حيث قدم خلفية تاريخية حول اسباب الحرب الاهلية في اسبانيا ثم قدم لنا عرضا حول صدى الحرب الاهلية في المسرح حيث اشار الى ان اثار هذه الحروب في الفنون والآداب لم تقتصر على اسبانيا ولا على زمن الحرب بل تعدته الى كثير من الاعمال الادبية والفنية في كثير من الدول وقد نجد ان المسرح قد وجه الاحداث في الحرب الاهلية من خلال التحريض الناس ضد الظلم والاستبداد.

إنسانية المسرح

أعقب ذلك بحث ا.د.سيدعلي اسماعيل بحثا حول المسرح والحرب في الفكر الانساني بدايات المسرح في مصر نموذجا انسانية المسرح لجرحى الحروب وكانت البداية حين قامت الحرب بين العثمانيين وروسيا 1877 وكان هناك جرحى فتألفت جمعية تسمى (الجمعية الوطنية لمساعدة جرحى الحرب المصريين) وكانت مؤلفة من مسلمين ومسيحيين ويهود وقدمت ليلة فنية مسرحية وكان ريع الحفل لمساعدة الجرحى.
كما اشار د.سيد علي الى ان معظم النصوص كان غربية وقد تخصصت بعض الفرق المسرحية في تقديم مسرحيات عن الحروب مثل فرقة سليمان القرداحي واشار د.سيد الى ان عروض الحروب لاقت رواجا بين النقاد وكانت تثير جدلا بين الصحافيين ونجد ان اول نص عن صلاح الدين كان مترجما عن مسرحية التعويذة للكاتب الانجليزي السير والتر سكوت قدم 1893 وكان يعالج الجانب الانساني لصلاح الدين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*