الرئيسية / كتاب وآراء / دواوين تويتر

دواوين تويتر

لك أن تختار نوعية ديوانيتك التويترية من ثقافية أو رياضية أو علمية وفنية.

تويتر عندنا غير، شأنه شأن أي شيء آخر! فنحن نختلف عن العالم بكل شيء. حكومتنا غير، وبرلماننا غير، وقوانيننا غير، وموظفونا غير، وطلبتنا غير، وصحافتنا غير، وإعلاميونا غير، واقتصادنا غير، وسياسيونا غير، وحتى مواطنونا غير.

لذلك، تطور الغرض من برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى ما يشبه الديوانية الإلكترونية!

فأنت تستطيع زيارة الديوانية التي تعجبك بمجرد اختيارك من تتبع من الحسابات، وبشرط قبول صاحب الديوانية دخولك عليه واستمرارك معه، ولك أن تختار نوعية ديوانيتك التويترية من ثقافية أو رياضية أو علمية أو فنية، ولكنك بكل الأحوال لن تستطيع الفكاك من طغيان السياسة على أي من الديوانيات التويترية.

حسابك في تويتر ديوانية أبوابها مفتوحة للجميع، يتم من خلالها النقاش بشتى أمور الحياة، وتبدي رأيك بكل حرية حول الأحداث المحلية والإقليمية وحتى العالمية، ويتوجب عليك محاورة المتابعين بكل رحابة صدر بما تعرضه من آراء وأفكار، وانتشارك صار أسرع وأوسع، وأكثر من تضرر منها أصحاب الصحف الورقية لانعدام الخبر الصحافي الصباحي الطازج.

من عيوب الديوانية الإلكترونية اختلاط الذكور والإناث، مما قد يوقعك بعض الأحيان بحرج، وكثرة الأطفال من الجنسين، مما ينكد عليك مجلسك، والأسوأ هم المغردون الملثمون المتخفون، وعلى الأخص من هم مجرد أدوات ودمى يتم تجنيدهم من قبل آخرين للتشويش على ديوانيتك ومرتاديها، مما قد يخرجك بعض الأحيان عن طورك. وهنا تقع بمشكلة كيف ترد عليهم بما يتناسب مع حقيقتهم الخافية عليك من دون أن تسيء إلى من هم معك بالديوانية.

فجاء «البلوك» علاجاً ناجعاً ورادعاً للمتطفلين والمندسين في تويتر بأن تسد الأبواب أمامهم وتمنعهم من دخول ديوانيتك ومن دون أي إحراج لطردهم أمام الآخرين نهراً بصوت أو دفعاً بيد.

ديوانيات تويتر قلبت الموازين! فوجهاؤها ليسوا أثرياء ولا متنفذين ولا كباراً بالسن والمكانة، ولا من أصحاب المناصب، بل إنهم قبل افتتاح ديوانهم التويتري العامر بالمتابعين لم يكن لهم وجود بوسائل الإعلام!

وتحول بعض الحسابات أو الديوانيات التويترية إلى تجارة رائجة بالدعاية والإعلان، سواء كانت تجارية لسلع ومأكولات، أو انتخابية بمواسم الانتخابات المتعاقبة والمتقاربة ومن دون عذاب الترخيص والاشتراطات والعمالة وغيرها.

انظر حولك، في البيت، في العمل، في الشارع، في المطعم، في المستشفى، في المطار، وحتى في الملعب والسينما! الجميع لاه بديوانيته الإلكترونية ومحد سائل فيك أو عنك.

حياكم بديوانيتي..

محمد حمود الهاجري

Mhd_AlHajri@

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*