الرئيسية / عربي وعالمي / الرئيس المصري: علاقتنا بأشقائنا الخليجيين قوية

الرئيس المصري: علاقتنا بأشقائنا الخليجيين قوية

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوة وثبات علاقات مصر مع دول الخليج لاسيما ما يتعلق منها بقضايا المنطقة والتعاون الثنائي، منوها بحرص الجانبين على توطيد هذه العلاقات وتعزيزها.

وفي رسالة واضحة، أكد السيسي عمق الروابط بين القاهرة وأشقائها في الخليج، وأكد أنه لا يمكن اختزال العلاقة مع دول الخليج في مجرد الدعم المقدم منها لمصر، مشيرا إلى أن هذا الاختزال للعلاقات «غير صحيح».

وعن رؤيته للجدل الدائر حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير، قال السيسي إنه يتعامل مع هذا الملف في إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة والقضاء وأحكامه، مشيرا إلى أن مجلس النواب أمامه فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية.

وأوضح أن تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الاقتصادية وهو ما حدث في الاتفاق مع قبرص وأتاح لنا الكشف عن حقل «ظهر».

جاء ذلك خلال حوار الرئيس السيسي الذي استمر لعدة ساعات مع رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية الثلاث: الأهرام والأخبار والجمهورية، نشر الجزء الأول منه أمس، حيث تركز حول سياسة مصر الخارجية ومواقفها من التطورات في منطقة الشرق الأوسط والرؤية المصرية لحل القضية الفلسطينية، إضافة إلى الجهود المصرية لحل النزاعات المتفاقمة في سورية وليبيا واليمن.

وأكد الرئيس السيسي أن هناك أربعة مبادئ رئيسية تحكم علاقة مصر بالعالم الخارجى هي: الشراكة وليس التبعية، والثوابت التي لا تتغير، والأسلوب المنفتح والمتوازن على الجميع في إطار من العلاقات الإستراتيجية، وتبادل المصالح والرأي، والاحترام المتبادل.

وفيما يخص الموقف المصري مما يجري في اليمن، قال السيسي: إن مصر لا توجد لها قوات برية في أي بلد في المنطقة، وإن القوات البحرية المصرية تقوم بتأمين حرية الملاحة في الممر الملاحي في باب المندب وتأمين وصول السفن إلى قناة السويس، فضلا عن وجود «عناصر من القوات الجوية تعمل مع أشقائنا في السعودية».

من ناحية اخرى، دعا الرئيس السيسي إلى مراجعة شاملة للواقع العربي الراهن للتعامل بشكل أكثر إيجابية مع القضايا المختلفة من أجل مصالح الدول والشعوب، مشددا على ضرورة أن تكون الأولوية لجمع الشمل العربي.

وحول تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، قال الرئيس السيسي إن موقف مصر ثابت وهي تدعم كل الجهود التي تسعى إلى حلحلة هذه القضية شديدة التعقيد، موضحا أن علاقات مصر مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لها أن تلعب دورا محوريا لإيجاد مخرج، نافيا سعي مصر للاستئثار بدور في حل القضية الفلسطينية، مؤكدا أنها تريد أن تشكل قناعة لدى الآخرين بأن السلام هو الضوء المبهر الذي يمكن أن يغير من شكل المنطقة لو تحقق.

وكشف الرئيس السيسي النقاب عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبدى استعداده لاستقبال كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية في موسكو لإجراء محادثات مباشرة.

من ناحية اخرى، حدد السيسي خمسة مبادئ أساسية لأبعاد الموقف المصرى من الوضع في سورية، هي: احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري وإيجاد حل سياسي ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة الإعمار وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة السورية.

وحول الأوضاع في دول الجوار وخاصة ليبيا، أشار إلى أن مصر تدعم بقوة الدولة والجيش الوطني الليبي وتسهم في تدريب عناصره، لافتا إلى

إن الليبيين على قناعة أن جيش مصر ذو عقيدة وطنية وليس جيشا قبليا أو طائفيا.

وفيما يخص العلاقات مع افريقيا، قال السيسي إن هناك تقديرا إفريقيا كبيرا للتعامل المصري العقلاني مع ملف سد النهضة الإثيوبي.

وأوضح أن المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بالسد والتعاون الثلاثي مع السودان وإثيوبيا يسير بشكل مطمئن للجميع، داعيا إلى أن تكون ردود الأفعال هادئة وواثقة لأن مياه النيل ستظل تتدفق إلى مصر.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية – الأميركية وصف الرئيس السيسي هذه العلاقات بانها «استراتيجية تقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان» معتبرا ان «مستقبل هذه العلاقات جيد وكلما مر الوقت تتحسن الأمور».

واشار إلى أن الجانب الأميركي أكثر فهما اليوم لحقائق الأوضاع في مصر بعد ثلاث سنوات من ثورة 30 يونيو وهو ما يجعل مستقبل هذه العلاقات جيدا، مؤكدا أن مصر على تواصل مع كل النخب والشرائح السياسية في المجتمع الأميركي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.

ووصف السيسي العلاقات بين مصر وروسيا بانها «راسخة وذات طبيعة خاصة ولها بعدها التاريخي»، مؤكدا أن حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء في اكتوبر 2015 «لم يترك أثرا سلبيا على هذه العلاقة».

واضاف «كانت هناك بعض الظروف وتمت مراعاتها بين البلدين ونحن متفهمون للموقف الروسي وحساسية القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها»، مؤكدا في الوقت ذاته اهمية عودة السياحة الروسية الى مصر «كتعبير عن قوة العلاقة بين البلدين».

وعن العـلاقات المصرية – التركية، أوضح السيسي بالقول: «نعطيهم (الأتراك) بعض الوقت لتصويب موقفهم من مصر».

وفيما يخص قضية الطالب الإيطالي ريجيني، وجه الرئيس السيسي الشكر إلى رئيس وزراء إيطاليا وتصريحاته الإيجابية في هذا الصدد، وقال إن «الإيطاليين يقدرون تعاوننا معهم وحرصنا على استجلاء الحقيقة في هذه القضية»، معربا عن تعاطفه التام مع أسرة الطالب الإيطالي.

على صعيد آخر، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بجولة تفقدية لمشروع مدينة الجلالة الذي يقام أعلى هضبة جبل الجلالة بمنطقة البحر الأحمر بين العين السخنة والزعفرانة.

وقد اطلع السيسي خلال الجولة على الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات السياحية والخدمية التي يجري تنفيذها أعلى هضبة جبل الجلالة، والتي سيتم ربطها بساحل البحر الأحمر من خلال التليفريك.

ومن المقرر أن يضم مشروع مدينة الجلالة عددا من التجمعات السكنية تتلاءم مع جميع المستويات الاجتماعية، بهدف أن تكون المدينة نموذجا للمدن الجديدة التي تتمتع بجميع المرافق والخدمات وتوفر ظروفا معيشية كريمة للمقيمين بها.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*