جريدة الحقيقة الإلكترونية
توقع المحلل النفطي الكويتي محمد الشطي اليوم الأربعاء أن يصل سعر برميل النفط الكويتي حوالي 55 دولارا ونفط خام الاشارة مزيج برنت الى 60 دولار للبرميل مع نهاية عام 2016 مدعوما بتحسن تدريجي في أساسيات السوق.
وقال الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن تعافي أسعار النفط في الاسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة هو نتيجة طبيعية لاتجاه السوق نحو التوازن بين العرض والطلب.
وأكد أن التذبذب صفة لصيقة بديناميكية السوق حتى يتم تستقر المؤشرات وفي مقدمتها سحوبات المخزون النفطي العالمي مشيرا إلى أن تسارع وتيرة التعافي عن التوقعات السابقة كان نتيجة مستجدات تتعلق بالتطورات الجيوسياسية التي أثرت على انتاج الدول المصدرة للنفط.
وذكر أن تقديرات حجم الفائض النفطي خلال الربع الثاني من 2016 تشير إلى تقلص كبير يصل نحو مليون برميل يوميا “وهو تطور يؤكد انحسار المعروض نتيجة العوامل الجيوسياسية وضعف أسعار النفط كما هو الحال في الانتاج الأمريكي”.
وأفاد الشطي بأن وكالة الطاقة الدولية توقعت في الفترة الأخيرة انخفاض حجم الفائض خلال الربع الثاني من العام الحالي بشكل ملحوظ ليصل إلى 300 ألف برميل يوميا باعتبار أن اجمالي الطلب على النفط بلغ 5ر95 مليون برميل يوميا مقابل اجمالي الامدادات النفطية في السوق الذي بلغ 8ر95 مليون برميل يوميا.
وأشار إلى “أن هذا الأمر يفسر التعافي في أسعار النفط خلال الفترة السابقة وهو أيضا مؤشر إيجابي لصالح تعافي أسعار النفط”.
وتوقع انخفاض معدل انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية بمقدار 118 الف برميل يوميا خلال شهر يوليو 2016 مقارنة مع مستواه في يونيو ليصل الى 723ر4 مليون برميل يوميا مبينا “أن مسار الانخفاض مستمر وأن ثبات الإنتاج عند المستويات الحالية يحتاج الى ارتفاع كبير في عدد منصات وابراج الحفر وهو أمر غير متوقع حدوثه حاليا”.
وأوضح أن انتاج النفط الأمريكي انخفض من أعلى مستوى له حققه في أبريل 2015 بأكثر من 900 الف برميل يوميا ليصل الى 7ر8 مليون برميل يوميا في مايو 2016 لافتا إلى التوقعات بانخفاض انتاج النفط الصخري من 3ر4 مليون برميل يوميا في 2015 الى 8ر3 مليون برميل يوميا في 2016 الى 6ر3 مليون برميل يوميا في 2017.
وأشار إلى أن التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أكد أن متوسط الزيادة في معدل الطلب على النفط يشير الى تعاف ملحوظ حيث يقدر الزيادة الفعلية في الطلب خلال الربع الأول من عام 2016 عند 6ر1 مليون برميل يوميا.
وأضاف أن التقرير يبين تأثر الامدادات من النفط بشكل كبير في مناطق عديدة وأن ذلك قد يمتد لأشهر مقبلة مما يعزز الاتجاه نحو التوازن ودعم أسعار النفط.
وقال الشطي إن هناك توقعات بارتفاع الطلب على النفط خلال النصف الثاني من العام 2016 حسب تقديرات الوكالة الدولية عند 33 مليون برميل يوميا “مما يعني قدرة السوق على استيعاب الزيادة المتوقعة من تعافي الإنتاج في عدد من دول (أوبك) بشكل محدود ويضمن الأريحية للسوق في المرحلة القريبة على الأقل”.
وبين أن الطلب على النفط ارتفع في آسيا بنسبة 5ر2 في المئة خلال أبريل الماضي “وهو مؤشر إيجابي لصالح السوق” لافتا إلى أن أجواء استعادة التوازن في السوق تسير بوتيرة مقبولة “ولكنها مرهونة بسحوبات متواصلة في المخزون النفطي تفضي الى ارتفاع مستمر في الأسعار اعتبارا من يوليو المقبل”.
وذكر أن الأسعار ستبقى متذبذبة ثم ستنتقل الى الثبات موضحا أن ذلك يعود لمجموعة عوامل أهمها قيمة الدولار وقرارات البنك الفيدرالي الأمريكي وحركة المخزون النفطي الامريكي واستمرار ارتفاع مبيعات النفط الإيراني وحركة المخزون النفطي في العالم.
وأضاف أن من العوامل التي أثرت على الأسعار كذلك اجمالي انتاج (أوبك) وأسواق المنتجات ما بين المخزون وإنتاج المصافي ومستويات الطلب فضلا عن تأثير ارتفاع الأسعار على انتاج النفط الصخري أو في تحريك قرار بيع جزء من المخزون الاستراتيجي في أسواق النفط.
