الرئيسية / عربي وعالمي / بالدم.. تنظيم #داعش يغير حدود اتفاقية “سايكس بيكو”

بالدم.. تنظيم #داعش يغير حدود اتفاقية “سايكس بيكو”

 

أجَبر تنظيم الدولة المعروف إعلامياً بـ”داعش” دول العالم على الاعتراف بأنه هو مَن تمكن مِن تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط، وهو من جاء بعد مئة عام ليغير خريطة “سايكس بيكو” بخريطة جديدة رسمها بالدم، بحسب ما أفرزته الأحداث.

قبل مئة عام خرج مندوبا بريطانيا وفرنسا، مارك سايكس، وجورج بيكو، باتفاق تقاسم خلاله البلدَان منطقة الشرق الأوسط بعد انهيار الخلافة العثمانية، على وقع هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.

وبعد تلك الأعوام المئة جاء تنظيم الدولة ليعلن رفضه حدود سايكس بيكو، قائلاً: “ستبقى الشام والعراق ساحة واحدة وقيادة واحدة، ولن تفصل بينهما حدود”، وتوعد التنظيم بأن “يهدم الساتر ويردم الخندق ويزيل الأسلاك، ويمسح الحدود من الخريطة”.

بالدم حول تنظيم الدولة قوله إلى فعل تحقق على الأرض، مزيلاً الحدود التي رسمها سايكس وبيكو قبل مئة عام، مسيطراً على مساحات شاسعة من الأراضي التابعة للعراق وسوريا، لاغياً الحدود التي تفصل بين تلك المناطق، فارضاً حكمه عليها.

زوال حدود سايكس بيكو أكده زعماء دول، وقادة وسياسيون، لعل بينهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قال في وقت سابق من العام الماضي: “نشهد اليوم تنفيذ نظام ‏سايكس بيكو جديد، خطوة تلو الأخرى، على حدودنا الجنوبية على وجه الخصوص”، وأضاف: “لا يمكن تفسير ما تشهده ‫‏سوريا و‏العراق بالعوامل الداخلية فقط؛ نرى محاولات لرسم مستقبل المنطقة بأسرها، بما في ذلك بلادنا، عبر مشاريع تتعارض مع تاريخ المنطقة وتركيبتها المجتمعية”.

وفي رسالة مفتوحة نُشرت في بيان لرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، بمناسبة مرور مئة عام على توقيع اتفاقية “سايكس بيكو”، أكد أن “اتفاقية سايكس بيكو ماتت”.

وبحسب بارزاني: “عملياً العراق مقسم الآن، والطائفية هي من تشكل خطوط هذا التقسيم، لقد خرق داعش الحدود، وأنشأ أخرى جديدة في العراق وسوريا، والكثير من البلدان الأخرى”.

الخبير العسكري العميد صفوت الزيات، أكد في حديث لـ”الخليج أونلاين”: “أن اتفاقية سايكس بيكو انتهت، وهناك حدود وتقسيمات جديدة في المنطقة الآن”.

وأشار إلى أن “القوى الدولية ليست مسيطرة على الوضع في سوريا بالكامل”، ملمحاً إلى أن “النظام العربي ليس موحد الرؤية حول التدخل الروسي في سوريا، والمنطقة منشغلة بتحالفات تجري الآن في داخلها”، لافتاً إلى أن “هناك تدخلاً عسكرياً وشيكاً في ليبيا؛ أي إن هناك جبهة جديدة في العالم العربي ستُفتح بالإضافة إلى العراق وسوريا”.

ومنذ إعلان تنظيم الدولة وجوده، في العاشر من يونيو/حزيران 2014، شهد الشرق الأوسط غلياناً من جراء تداعيات أمنية، كان التنظيم وراء أغلبها وأكثرها رعباً وتدميراً، وهو يتبنى تفجيرات وعمليات انتحارية هنا وهناك في المنطقة التي غدت ملتهبة الأحداث.

وبالدم، سعى التنظيم إلى أن يفرض وجوده على سكان المناطق التي يسيطر عليها، وهو ما ذكره سكان تلك المناطق في أحاديث سابقة لـ”الخليج أونلاين”، مؤكدين أن التنظيم يوقع عقوبات إعدام بطرق مبتكرة وغريبة تفجر الرعب في قلوب مشاهديها.

ويذهب مراقبون إلى أن “سايكس بيكو” جديدة بدأت تتوضح، مشيرين إلى تقسيمات يفرضها وجودها تنظيم الدولة منها حصول الأكراد على دولة في شمال العراق، ودولة سنية وأخرى شيعية في العراق، والحال نفسه في سوريا حيث يمكن أن تتحول إلى ثلاث دول هي: كردية وسنية وعلوية؛ وهو ما يؤشر إلى زوال “سايكس بيكو” القديمة بأخرى أكثر انقساماً، فرض قبولها على أرض الواقع وجود تنظيم الدولة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*