الرئيسية / عربي وعالمي / “أتلانتس 2”.. “كنز” في قاع البحر تسعى الرياض لاستثماره

“أتلانتس 2”.. “كنز” في قاع البحر تسعى الرياض لاستثماره

 

“العمق العربي والإسلامي” هو أحد نقاط القوة الرئيسة التي تمتلكها السعودية، حسبما أعلن عنها ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في لقائه مع قناة العربية قائلاً: إن “السعودية تملك 3 نقاط قوة لا ينافسنا عليها أحد؛ في عمقنا العربي والإسلامي، وقوتنا الاستثمارية، وموقعنا الجغرافي”.

تحركات السعودية خارج حدودها، وضخ مزيد من الاستثمارات، وعقد اتفاقيات مع العديد من دول الجوار؛ دلت على أن سنة 2016 هي سنة الإصلاح السريع الممنهج والمخطط له، حسبما أشار بن سلمان، راسماً للسعودية خطاً واضحاً للصعود تحقيقاً لرؤيته في 2030.

السعي للخروج من الدائرة النفطية – كذلك – دفع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، إلى زيارة السودان، الأربعاء؛ لبحث التنسيق في موضوع “استغلال الثروات المعدنية في المنطقة المشتركة بين البلدين بالبحر الأحمر”، وذلك في إطار تعزيز العلاقات في مجال المعادن، وتحقيقاً للعمل العربي المشترك.

وكانت اللجنة الدائمة السعودية السودانية المشتركة للاستغلال المشترك للثروة الطبيعية الموجودة في قاع البحر الأحمر في المنطقة المشتركة بين البلدين عقدت، الأربعاء، اجتماعها الـ11 في الخرطوم، برئاسة كل من النعيمي والدكتور أحمد الكاروري، وزير المعادن السوداني، حيث وعد النعيمي بضرورة التنسيق والتعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً أن التعاون مستمر منذ نحو 40 عاماً، إبان توقيع الاتفاقية المشتركة بينهما للاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في قاع البحر الأحمر، وذلك في عام 1974.

حصاد الـ40 عاماً، وثمرة التعاون المشترك، حسبما قال النعيمي، أن تم الاتفاق على منح رخصة للشركة السعودية “منافع العالمية”؛ لبدء التنقيب في عمق البحر الأحمر، والاستفادة من الموارد التي تقدر عوائدها بنحو 20 مليون دولار.

وينعكس الاستثمار في مجال التعدين على الموارد البشرية، حيث يعزز الآلاف من فرص العمل، بالإضافة لنقل التقنية لمجال التعدين البحري، واستغلال الخامات المعدنية المتوفرة في عمق البحر الأحمر، بعدما أثبتت الدراسات وعمليات المسح الجيولوجي توفر الخامات والمعادن بكثرة فيه.

– أتلانتس2

وقعت الرياض والخرطوم، في فبراير/شباط 2012، اتفاقاً يسمح بالتنقيب عن المعادن في المياه الإقليمية المشتركة بقاع البحر الأحمر، وأطلقوا على المشروع اسم “أتلانتس 2″، لكنه جمد لعدم توفر التقنيات الحديثة للتنقيب.

ويتميز حقل “أتلانتس2” بمساحته البالغة نحو 60 كم، وهو غني بالنحاس، والزنك، والذهب، والفضة، والمعادن المصاحبة، ويرجع استكشاف رواسبه الثمينة إلى عام 1974.

المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، السوداني محمد أبو فاطمة، كشف عن حجم الثروات في المنطقة المشتركة بين البلدين، والتي تقدر بنحو 47 طن ذهب، مليوني طن زنك، 500 ألف طن نحاس، 3 آلاف طن منغنيز، و3 آلاف طن فضة، إلى جانب معادن نادرة توجد بكميات كبيرة، مشيراً إلى أن العائدات المتوقعة من استغلال هذه الموارد ستصل إلى نحو 20 مليار دولار.

ويقع موقع “أتلانتس 2” في منخفض سحيق بالبحر الأحمر، في عمق يزيد على 2200 متر من مستوى سطح البحر الأحمر، وبسماكة تتراوح من 12 – 15 متراً.

– مشاريع لآفاق مستقبلية

وقد وقعت السعودية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، 4 اتفاقيات مع السودان، يتعلق الأول بمشروع اتفاق إطار بشأن المشروع الطارئ لمعالجة العجز الكهربائي، محطة البحر الأحمر 1000 ميغاوات مع الخط الناقل، ويتعلق الاتفاق الثاني بمشروع اتفاق إطار بشأن الإسهام في خطة إزالة العطش في الريف السوداني، وسقيا الماء للفترة من 2015 إلى 2020، والاتفاق الثالث حول مشروع اتفاق إطار بشأن تمويل مشروعات السدود “كجبار الشريك ودال”، والاتفاق الرابع يتعلق بالشراكة في الاستثمار الزراعي بين وزراتي الزراعة السعودية والسودانية.

وباعتبار السودان هي سلة الغذاء العربي، فإن السعودية لها نشاط بارز في تمويل الصادرات؛ من خلال برنامج الصادرات السعودية التابع للصندوق السعودي للتنمية، حيث سبق أن قدم تمويلاً بنحو 2.5 مليار ريال؛ لدعم المزيد من الصادرات.

ودلت التحركات الخارجية التي تقوم بها، وعمق علاقاتها مع دول الجوار، سواء أكان سياسياً في حل الأزمات، أو اقتصادياً بزيادة حجم الاستثمارات، والتوقيع على العديد من الاتفاقيات؛ على أن “رؤية السعودية 2030” لا تخص المملكة وحسب، وإنما تخص رؤية المنطقة والإقليم، خاصة مع تغريدات وتصريحات لافتة لساسة وقادة دول الخليج والدول العربية فور عرض الأمير محمد بن سلمان الرؤية.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*