الرئيسية / عربي وعالمي / باحث سياسي: داعش صنيعة صدام حسين

باحث سياسي: داعش صنيعة صدام حسين

خلص صاموئيل هيلفونت، المسؤول عن برنامج العلاقات الدولية في جامعة بنسيلفانيا وميشال بريل، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، في مقال نشراه في مجلة فورين أفيرز، في بداية العام الجاري، أن السياسة البعثية التي انتهجها صدام حسين ليست مسؤولة عن ظهور التنظيم، وزعيمه أبو بكر البغدادي، وهو ما ناقضه الأستاذ في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا آماتزيا بارام في مقال له في المجلة نفسها.

كانت حملة الإيمان في جوهرها حملة إسلامية، وساهمت في تشكيل داعش الأصولي
وكان هيلفونت وبريل كتبا أن بارام، مؤلف كتاب عن صدام وعلاقته بالإسلام منذ عام ١٩٦٨ إلى ٢٠٠٣، اعتبر أن البغدادي هو “صنيعة صدام” ، واعتبرا أن تلك الطروحات غير صحيحة وخطيرة، وهو ما تؤكده وثائق مأخوذة من الأرشيف العراقي، وسجلات حزب البعث في مؤسسة هوفر. ولفتا إلى أن دراستهما المعمقة لتلك السجلات لم تعثر على أي دليل على أن صدام أو حزب البعث في العراق أبديا أي تعاطف مع الإسلامية أو السلفية أو الوهابية.

“صدام حسين والإسلام”
ولكن بارام يلفت إلى أن هيلفونت وبريل تعمدا الإشارة إلى ما استنتجاه من كتابه الجديد” صدام حسين والإسلام” الذي لم يذكر فيه لا داعش ولا البغدادي، ولكنه أوضح فيه أن السياسات الطائفية لصدام شكلت عاملاً واحداً فقط، وإن كان هاماً، في التطورات الأوسع التي أدت إلى ظهور داعش.

وقال بارام: “استناداً إلى حقائق حملة الإيمان التي أطلقها صدام ما بين ١٩٩٣ ـ ٢٠٠٣، أعتقد أنه كان إسلامياً، بمعنى أنه ضخ جرعة كبيرة من الأفكار الدينية، بعضها راديكالي، في الحقل السياسي والتعليمي والثقافي، وفي النظام القضائي العراقي. وفي الواقع، كانت حملة الإيمان في جوهرها حملة إسلامية، وساهمت في تشكيل داعش الأصولي”.

سياسات فعلية
ويرى الباحث أنه أياً تكن تصريحات قادة حزب البعث ضد الأسلمة، فإن أهم ما تأثر به السكان السنة العراقيون هي سياسات صدام الفعلية، وكيفية نقلها إليهم.

تنافر معرفي
وما زاد البلبلة في أوساط المجتمع العراقي، في رأي بارام، هو التنافر المعرفي بمعنى التناقض بين علمانية الحزب الداخلية، والتظاهر بالأسلمة الذي فرض على المدنيين والعسكريين من أعضاء حزب البعث. وقد دفعت حملة الإيمان التي دامت طوال التسعينيات قسماً كبيراً من البعثيين للتخلي عن نفاقهم وتملقهم للبعثية، وتبني أفكار أصولية جعلتهم يتطوعون بداية في تنظيم القاعدة، ومن ثم في داعش.

صدام في عربة الإسلاميين
وبكلمات أخرى، يمكن التأكيد أن”حملة الإيمان” وضعت نظام صدام تحت ضغط هائل. فمن طريق فرض الدين على الحياة العامة والسياسية، أراد صدام أن يعطي للعامة صورة بأن النظام والحزب أصبحا إسلاميين. وصار العراقيون، بعدما عانوا من آثار حربين مدمرتين، وحظر دولي متدينين. وأملاً في حصد شعبية كبيرة، قفز صدام إلى عربة الإسلاميين. وفي نفس الوقت، حافظ عدد كبير من البعثيين على علمانيتهم.

ضمان الولاء
ومن أجل ضمان ولاء أعضاء الحزب، حافظت إيديولوجية الحزب الداخلية على طابعها العلماني. ورغم سعي صدام لأسلمة نظامه، لم يستطع الإقرار بذلك لقاعدته الحزبية التي كانت ستفسر ما يقوم به على أنه تنازل لإيران الأسلامية، أو للسلفية في المنطقة، وكذلك للإخوان المسلمين.

قمع للمنتقدين
ولكن، يقول الباحث بارام، بعدما قضى صدام على الشيوعيين في السبعينات لانتقادهم تفسيره للاشتراكية، وعلى الإسلاميين بسبب اتهامهم له بالإلحاد، قضى صدام حسين في التسعينات على جميع الإسلاميين ممن شكلوا تهديداً لحملته الإيمانية.

عدي وبابل
ولكن ابنه عدي، وهو الرجل الوحيد الذي سُمح له باتخاذ خط مستقل، استعان بصحيفته، بابل، لابداء استيائه من محاباة النظام البعثي للإسلاميين وتسامحه حيالهم. وأشار عدي بالاسم إلى عدد من الإسلاميين الموالين للنظام، والذين كان بعضهم يدرس في جامعة بغداد، حيث درس زعيم داعش، أبو بكر البغدادي.

وفي نفس الوقت، حذر برزان التكريتي، في مذكراته الموجودة ضمن أرشيف مركز أبحاث الصراعات في جامعة الدفاع الوطني، صدام من أن البعثيين العراقيين سوف يدمرون، في نهاية المطاف، حزب البعث، ولكن صدام تجاهل تلك التحذيرات.

يضاف إلى ذلك كله، بحسب بارام، تعديل قانون العقوبات في العراق، والذي قضى بفرض عقوبات نابعة من الشريعة الإسلامية، بعدما كانت المحاكم العراقية تطبق قوانين علمانية حديثة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*