الرئيسية / عربي وعالمي / بعد تركيا والإمارات.. بايدن يعتذر للسعودية

بعد تركيا والإمارات.. بايدن يعتذر للسعودية

اعتذر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي رجح فيها ان حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة يزعزعون استقرار سورية من خلال ارسال الأسلحة والمال والمتطرفين اليها.
وجاء اعتذار بايدن خلال اتصال هاتفي بالفيصل، عبر خلاله عن شكره للسعودية على «الدعم القوي» الذي تقدمه المملكة في مكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، بحسب بيان صدر عن مكتب نائب الرئيس الأمريكي.
وأوضح البيان ان المسؤولين اتفقا على ان «تلك القضية قد أغلقت».
وسبق ان اعتذر بايدن لتركيا والامارات مطلع الأسبوع، حيث انتقد في وقت سابق الدول الثلاث على خلفية الأزمة التي تشهدها سورية.
وكان احد الطلبة سأل بايدن ما اذا كان على الولايات المتحدة العمل على نحو أبكر في سورية، لاحظ بايدن أولاً انه لم يكن هناك «وسط معتدل» في الحرب الاهلية السورية قبل ان يغيّر الموضوع بعد ذلك ليتحدث حول حلفاء امريكا. قال بايدن: لقد كان حلفاؤنا في المنطقة اكبر مشكلة لنا في سورية. بالطبع، الاتراك من أوثق أصدقائنا، ولي علاقة طيبة جداً مع اردوغان ومع السعوديين والاماراتيين وغيرهم، لكن المشكلة انهم كانوا مصممين على اسقاط نظام الاسد، وكانوا يخوضون حربا سنية – شيعية بالوكالة. وقدم هؤلاء الحلفاء مئات الملايين من الدولارات وعشرات الاطنان من الاسلحة لأي شخص يقاتل ضد الاسد على الرغم من ان بعض هؤلاء كانوا من جبهة النصرة، القاعدة وغيرهما من عناصر الجهاديين المتطرفين الذين جاؤوا من مختلف بقاع العالم. واضاف بايدن: والآن ربما تعتقدون أني أبالغ، لكن انظروا الى أين وصلنا. فقد صحا هؤلاء الحلفاء فجأة بعد ان تمكنت ما تُدعى بالدولة الاسلامية (داعش) التي كانت تمثل القاعدة في العراق، من الاستيلاء على اراض واسعة في المنطقة الشرقية من سورية.

زلة لسان؟

ويقول آدم تيلر مراسل «واشنطن بوست» بأنه اذا كانت تعليقات نائب الرئيس الامريكي زلة لسان في عالم الدبلوماسية، وكشفت عادة مثيرة للقلق منها وضعه جبهة النصرة في نفس خانة الدولة الاسلامية، ولم يلاحظ الفرق بين التمويلين الخاص والرسمي في هذا المجال، الا ان هناك بالفعل شعورا حقيقيا بالقلق انطوت عليه زلة اللسان هذه للاسباب التالية:

تركيا

صحيح ان تركيا صوتت في الآونة الاخيرة لصالح توسيع دورها العسكري في سورية والعراق، الا ان الحكومة التركية كانت مهتمة في بداية الحرب السورية بتسهيل دخول المقاتلين الى سورية بأمل زعزعة استقرار نظام بشار الاسد. كما تمت معالجة جرحى مقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية في المستشفيات التركية. ويُعرب جوان زاريت كبير مستشاري مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية عن شعور كبير بخيبة الامل لأن الجهد المبذول الآن لاحتواء وتدمير الدولة الاسلامية محفوف بالخطر لأن تركيا، التي هي عضو رئيسي في حلف شمال الاطلسي، غير راغبة أو قادرة على قطع تحويل الاموال للدولة الاسلامية ودعمها.

الإمارات العربية المتحدة

اما الطرف الثاني الذي انزعج من بايدن فهو الامارات الشريك الاساسي في الضربات الجوية الموجهة ضد داعش، ولعبت احدى قائدات سلاحه الجوي دورا في حملة القصف ضد هذه المجموعة المتطرفة. لكن لطالما ارتبط اسم الامارات بتوفير الدعم لمجموعات المقاتلين في سورية. وكان على حكومتها في عام 2013 ان تتدخل لمنع تقديم تبرعات خاصة للجهاديين طبقا لما ذكره جوبي واريك من صحيفة البوست.

السعودية

السعودية حليف رئيسي آخر في الحرب على داعش لكنها واجهت انتقادا هي الاخرى. ومن الواضح ان السعودية عملت على تمويل الثوار السوريين المعتدلين عام 2012 ثم عمدت بعد ذلك الى منع تقديم التبرعات الخاصة بعد ان تبين ان الكثير منها يذهب للمجموعات الاسلامية المتطرفة.. الا ان الامر الاكثر اهمية هنا هو عدد المواطنين السعوديين الذين توجهوا الى سورية للقتال. اذ تقول مجموعة صوفان ان 2500 مواطنا انضموا الى صفوف المقاتلين الاجانب في سورية.

قطر

على الرغم من ان بايدن لم يذكرها تحديدا، الا ان قطر حليف في الحرب على الدولة الاسلامية وتم اتهامها بتأييد هذه الدولة. صحيح ان المسؤولين الامريكيين اعربوا عن اعتقادهم ان قطر لم تمول الجماعات المتطرفة بشكل مباشر، الا ان تكتيكها في تمويل الثوار ضبابي وغير محدد لدرجة يمكن القول معها انها ربما ساعدت الدولة الاسلامية بطريقة أو بأخرى.

الكويت

على الرغم من انها ليست مشاركة في الضربات ضد داعش، الا ان الكويت كانت على الدوام حليفا اقليميا مهما للولايات المتحدة. لكن في الوقت الذي تجنبت فيه تمويل الثوار السوريين مباشرة، يتهمها البعض بأنها لم تفعل ما يكفي لوقف التمويل الخاص الذي ربما وصل الى المتطرفين في سورية. ويبدو ان المتبرعين استفادوا من البيئة السياسية التعددية في هذه الدولة التي تسمح بحرية التجمع وبعمل الهيئات الخيرية الخاصة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*