الرئيسية / كتاب وآراء / حماية «إلكترونية» للحقوق الإنسانية

حماية «إلكترونية» للحقوق الإنسانية

أين مكان الإعلام الإلكتروني في موضوع حقوق الإنسان؟ وما الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعلي والصحافة الإلكترونية في هذا المجال الحيوي؟
في الواقع، هذا الإعلام وهذه الخدمة يزداد دورهما وتأثيرهما على الواقع المجتمعي وعلى مجريات الأمور وكيفية تعاطي الناس مع هذه القضية أو تلك. والرصد المتواصل لكل ما له علاقة بالانتهاكات لحقوق الإنسان، سواء في المنطقة العربية (دول الربيع العربي وسواها) أو على الصعيد العالمي ككل، مما له تأثيره المباشر على مجريات الأحداث.. تكفي الإشارة إلى ما كشفه الإعلام الإلكتروني التونسي حول تعامل الأمن مع معتقلي 2011، وما كشف عنه تباعا في مصر حول مجريات الثورة المتجددة وصولا إلى مرحلة ما بعد مرسي.
وحتى في اليمن، الذي كان منعزلا عن العالم في هذا الجانب، كان للإعلام الإلكتروني دور فاعل في إسقاط حكم علي عبدالله صالح. ولا ننسى الدور الفاعل للإعلام الإلكتروني الأوروبي في مواكبة معاناة اللاجئين والمهاجرين من سوريا وليبيا وسواهما، وفي فرض حد أدنى من التنسيق الأوروبي لاحتضان مئات الألوف من المهاجرين… أما ممارسات داعش والإرهابيين الآخرين فصارت تنكشف على الهواء مباشرة أو عبر وسائل التواصل، ومنها تقطيع الرؤوس وتجنيد الأطفال وسبي النساء أو ذبحهن بأعصاب باردة. كما أن الزلازل والأعاصير والفيضانات صار لها مكانها في هذا المضمار، مما يؤدي إلى تسريع عمليات الإنقاذ والمساعدة.. وكذلك بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة والفئات الاجتماعية المحتاجة إلى مواكبة لمعاناتها واحتياجاتها.
الناس صاروا يتفاعلون لحظة بلحظة مع ما يجري على امتداد الكوكب، وأصبحوا أكثر قدرة على التعاطي (سلبا أو إيجابا) مع أحداث معينة أو ممارسات تتنافى مع القيم الإنسانية. حتى التنكيل بسجين أو الاعتداء على مواطن بريء صار يتحول إلى أزمة تهز المجتمعات.. والاقتراحات ومشاريع القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان صارت موضع تداول بين ملايين البشر، وليس فقط بين النواب أو المسؤولين أو المعارضين.
هذا الإعلام الإلكتروني أصبح بمنزلة رادع للجميع، وعنصر مراقبة للتصرفات… مع أنه يستخدم أحيانا في تسويق تيارات متطرفة أو ممارسات شائنة.
في العديد من الدول أصبح هناك نوع من التشدد في التعاطي مع الإعلام الإلكتروني ولألف سبب وسبب، إلا أن المدافعين عن حرية هذا الإعلام يعودون ويفرضون تأثيرهم، فكيف بالأحرى إذا نظرنا إلى المدافعين عن حقوق الإنسان وما يرتبط بها اجتماعيا وسياسيا.
ولا شك في أن وجود رقابة تلقائية من جانب ملايين الناس على أداء الحكومات وعلى عمل القطاعات الفاعلة هو في حد ذاته عنصر توعية وتأثير في مجريات الأمور.. والمهم هو استخدام هذه الوسائل على النحو الصحيح.

بقلم الكاتبة | فوزية أبل

عن ALHAKEA