الرئيسية / محليات / “اتجاهات”: محمد عبدالمحسن الخرافي..شريك في تحقيق الاستقلال الاقتصادي قبل الاستقلال السياسي

“اتجاهات”: محمد عبدالمحسن الخرافي..شريك في تحقيق الاستقلال الاقتصادي قبل الاستقلال السياسي

–    ولد في قبلة عام 1919 وتعود جذور عائلته إلى سلسلة عريقة تنتمي إلى قرية الزلفي
–    تعلم في الكُتاب قبل إلتحاقه بمدرسة الأحمدية  النظامية عام 1928
–    اصطحبه والده خلال العطلات الصيفية إلى كراتشي فأتقن اللغة الإنجليزية ومهارات أخرى
–    بدأت مسيرته التجارية مبكرا  عام 1932 حينما أرسله والده في رحلة تجارية إلى عدن
–    عام 1955 استقر في الكويت مع بدء تدفق أموال العائدات النفطية.. فبدأت رقعة تجارته تنمو
–    قام ببناء العديد من المساجد في الكويت وشيد أخرى في قارات العالم المختلفة
–    اهتم  بنشر أصل وصورة الإسلام في أنحاء العالم عبر مشاريعه الخيرية الرائدة

أصدر مركز اتجاهات للدراسات والبحوث تقريرا في ذكرى وفاة  أحد الوجوه البارزة في البلاد، ففي 5 سبتمبر انتقل الى رحمة الله  رجل الأعمال محمد عبدالمحسن ناصر الخرافي عن عمر ناهز الـ 74 عاما، والذي يعد من أبرز رجال المال والأعمال الوطنيين في تاريخ الكويت، لاسيما أنه شريك في تحقيق إنجاز “الاستقلال الاقتصادي” قبل حدوث الاستقلال السياسي، أي حتى قبل نشأة الكويت كدولة مستقلة ذات سيادة، إذ يشهد التاريخ مشاركته في افتتاح أول فرع لبنك الكويت الوطني، والذي يعد أول بنك وطني ينشأ في منطقة الخليج العربي، حيث أسس في 19 مايو 1952، بدعم وتأييد من أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم مؤسس نهضتها وواضع دستورها، باعتباره شركة مساهمة كويتية، ساهم في تأسيسها مجموعة من التجار الكويتيين البارزين. فضلا عن تدشين مشروعات ومؤسسات اقتصادية، على نحو يجعل تجربته ثرية لشباب رجال الأعمال الكويتيين.

التنشئة الاجتماعية
ويستذكر “اتجاهات” في تقريره تنشئة الخرافي، حيث ولد محمد عبدالمحسن الخرافي في منطقة القبلة بمدينة الكويت عام 1919، وتعود جذور عائلته إلى سلسلة عريقة تنتمي إلى قرية الزلفي وهي إحدى القرى الواقعة في منطقة نجد في الجزيرة العربية. وعندما بلغ السادسة من عمره التحق بالكتاب لحفظ القرآن الكريم فضلا عن القراءة والكتابة والحساب، وفي مرحلة لاحقة التحق بمدرسة الملا محمد صالح العجيري، على نحو أدى إلى اتقانه القراءة والكتابة وتجويد القرأن. كما كان يصطحبه والده، خلال العطلات الصيفية، إلى كراتشي في باكستان، وهو ما ساعده على إتقان اللغة الإنجليزية وغيرها من المهارات العملية الخاصة. وفي عام 1928، التحق محمد عبدالمحسن الخرافي بالمدرسة الأحمدية حيث تلقى تعليما نظاميا متميزا على أيدي علماء ومدرسين متميزين خلال السنوات الدراسية الأربع.

المسيرة التجارية
ويستعرض “اتجاهات” المسيرة التجارية للخرافي، حيث بدأت مسيرته التجارية بشكل مبكر، وتحديدا عام 1932، حينما أرسله والده في رحلة تجارية إلى عدن باليمن ليتدرب على أصول مهنة التجارة، والتحق بمدرسة “بازرعة” لدراسة بعض العلوم التجارية. وكان في ذات الوقت يتردد على النادي العربي في عدن، مما أتاح له الفرصة للاختلاط بالعرب من جنسيات مختلفة والانفتاح على الأفكار الجديدة، لأن عدن كان ميناءا منفتحا على العالم. كما التحق بمدرسة “الدولة” التي انشأها الانجليز في عدن أيضا لتعليم أبناء القبائل. وأسهم كل ذلك في ارتفاع المستوى التعليمي والثقافي لديه.

ويزيد “اتجاهات”: في عام 1936، قرر والده أن تنتهي غربة ابنه في عدن، وعاد به إلى الكويت، وسرعان ما تغيرت تنقلات الخرافي الابن ليتنقل بين الكويت وباكستان والهند وانجلترا ومصر. وفي عام 1955، استقر بشكل نهائي في الكويت، لاسيما مع بدء تأثير تدفق الأموال الناتجة عن بيع العائدات النفطية. فبدأت رقعة الأنشطة التجارية لمحمد عبدالمحسن الخرافي في أعقاب ظهور النفط وبداية حركة التنظيم والعمران.
الأعمال الخيرية
ويوضح التقرير أن الخرافي قام ببناء العديد من المساجد في الكويت، التي توزعت في المدارس والمراكز التعليمية، لإدراكه أن المساجد تؤدي دورا تعليميا وثقافيا، حيث تلقى فيها الدروس وتعقد المحاضرات والندوات وحلقات القرآن الكريم. كما بنى عدة مساجد باسم والده ووالدته المرحومة نورة أحمد الخرافي.
وفي خارج الكويت، شيد الخرافي أيضا عدة مساجد، وتوزعت في قارات العالم المختلفة وفي دول مختلفة مثل ساحل العاج والسنغال وغينيا بيساو وتوغو والنيجر، ولبنان وبنجلاديش وهولندا وانجلترا. كما قدم الخرافي دعما للكثير من الجمعيات الخيرية، وخاصة دار الأيتام في بوركينافاسو ومالي وسرلانكا.
المراكز الإسلامية
ويشدد “اتجاهات” على تشيد محمد عبدالمحسن الخرافي مراكز إسلامية عدة في بوركينافاسو ومالاوي وغينيا بيساو ومالي واندونيسيا وبنجلاديش وكمبوديا. وتحتوي هذه المراكز على العديد من المرافق بداخلها كالمستوصف والصيدلية والمكتبة فضلا عن فصول الدراسة وقاعات المحاضرات وصالة الألعاب وغرفة التدريب المهني، وهو ما يعبر عن الاهتمام بأصل وصورة الإسلام في مناطق مختلفة من العالم.
الرعاية الاجتماعية
ويلفت تقرير “اتجاهات” إلى افتتاحه العديد من مراكز تعليم الحاسب الآلي في كثير من المناطق داخل الكويت وخارجها. وقد أنشأ ورش للتدريب المهني في الدول ذات الكثافة السكانية العليا والتي لا يعمل بها شباب، مثل مدينة جدو بالصومال وكنانور بالهند وفاكها دنوي في سيرلانكا ودكار في السنغال وبوقور في اندونيسيا. كما عمل على بناء مساكن مناسبة للفقراء والمساكين، مثلما حدث مع بناء قرية للفقراء في سريلانكا تضم 20 منزلا، وهو ما تكرر في البحرين ولبنان وألبانيا، وذلك بترتيب وتنسيق مع بيت الزكاة الكويتي.
واشترى محمد عبدالمحسن الخرافي حسب “اتجاهات”  العديد من الأراضي سواء كانت عقارات أو مزارع وملكها للفقراء في دول عديدة، مثل شراء مزرعة أبقار في بوركينافاسو، ومزرعة أسماك في بنين، ومزرعتي حمضيات وأرز في تشاد، فضلا عن عقارات في مالاوي. علاوة على ذلك، حرص الخرافي على إيفاد الفقراء الذين يتوقون لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة، وإيفاد مجموعة من طلبة البعوث الأفارقة والآسيويين الدارسين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالكويت إلى الديار المقدسة لأداء فريضة العمرة.

الجهود العلمية
ويؤكد اتجاهات” في تقريره إلى أن جهود محمد عبدالمحسن الخرافي أسهمت في دعم الأنشطة العلمية داخل الكويت وخارجها. فعلى المستوى الداخلي، يعتبر الخرافي أحد مؤسسي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأنشأ بذلك فصول دراسية ومعارض علمية متنقلة بأحدث الأجهزة التقنية، فضلا عن إصلاح كلية العلوم بجامعة الكويت بعد نشوب حريق بها عام 1987 وغيرها. وعلى المستوى الخارجي، أقام معاهد للغات في مدينة لكهنو بالهند، وأقام مكتبة في غينيا بيساو، وساهم بدفع رواتب المدرسين في بعض المدارس الإسلامية في النيجر.

الخدمات الإعلامية
كما يبين “اتجاهات” في تقريره إدراك محمد عبدالمحسن الخرافي بأن الإعلام يسهم بدور محوري في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، إذ ساهم في تأسيس إذاعة داخلية في واشنطن لخدمة الجالية الإسلامية. وعلى المستوى الداخلي، عمل على إبراز الوجه البغيض للاحتلال العراقي لدولة الكويت في مقر معرض دائم بالشويخ. وفي هذا السياق، برز أيضا دور له إزاء تداعيات ما بعد الغزو، حينما تكفل بتقديم المساعدات لعدد من أبناء الكويت في الخارج والجمعيات الخيرية الكويتية.
الهموم الطبية
يعد المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي حسب التقرير  واحد من الشخصيات الكويتية العامة المهتمة بمجال دعم الخدمات الطبية، حيث قام بتمويل إنشاء مركز لتوفير الرعاية المنزلية للمسنين بمنطقة السرة، وإقامة مراكز للعلاج الطبيعي، وتنظيم المؤتمرات والندوات الخاصة بشؤون مرضى السكر. فضلا عن دعم بعض المرافق الصحية في البلاد مثل مستشفى الرازي وابن سينا والشامية، وكذلك الدعم المالي لصندوق إعانة المرضى بمستشفى الصباح.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*