الرئيسية / اقتصاد / النفط إلى أين ؟ – رؤية تحليلية مع د.فوزي الخطيب من شركة ماركيتس دايركت

النفط إلى أين ؟ – رؤية تحليلية مع د.فوزي الخطيب من شركة ماركيتس دايركت

قال د.فوزي الخطيب خبير النفط والطاقة بشركة ماركيتس دايركت لميتد في تحليله عن عن انخفاض اسعار النفط: تظل مشكلة انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، وقد زاد الأمر تعقيداً تباطأ النمو الاقتصادي في أوروبا والصين، وتوقع الخبراء تعافي الأسعار في نهاية هذا العام، إلا أن دراماتيكية ضبط السعر وتعافي الأسواق مازالت غير مستقرة، كما أن السياسة السعرية للبترول تتأثر بالأحداث السياسة في الدول المنتجة والدول المستهلكة والسياسة العالمية على حد سواء. ويشكل توقف الكميات التي يتم استيرادها من خارج الولايات المتحدة الأمريكية وفرة في الأسواق العالمية، ما أدى إلى ضعف الطلب على البترول وحدوث ما يعرف بتخمة النفط.

يخبرنا د.فوزي الخطيب خبير النفط والطاقة عن أسباب انخفاض أسعار البترول قائلاً:عندما انخفضت أسعار البترول في نوفمبر 2014 إلى 80 دولاراً للبرميل، توقع الخبراء استمرار الانخفاض ليصل إلى 60 دولاراً للبرميل، ولم يتوقع أحد الوصول إلى 45 دولار أو أقل، وهو السعر الحالي لخام غرب تكساس في مارس 2015مضيفاً أن الأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان هي أولاً ما سبب الانخفاض السريع للأسعار، وثانيا هل من قاع للسعر وثالثا متى تعود الأسعار للارتفاع؟
التأثير على السعر
وللإجابة على السؤال الأول يقول د.فوزي الخطيب: يجب علينا أن نقوم بإلقاء الضوء على الدول التي لها تأثير على السعر سواء منتجين أو مستهلكين كبار.ويأتي على رأس القائمة دول أوبك وخاصة أكبر منتج من دول المنظمة وهي المملكة العربية السعودية ثم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتنتج هذه الدول الثلاث حوالى ثلث إنتاج العالم من البترول.
ويضيف د.فوزي الخطيب قائلا:إذا نظرنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فإنها تستهلك يوميا حوالى 20 مليون برميل وحدث بها ثورة تكنولوجية في إنتاج البترول الصخري في السنوات الخمس الماضية حيث ارتفع إنتاجها من البترول ككل من حوالى 5 مليون برميل يومياً في 2010 ليصل إلى  9 ملايين في 2014 وفي ذات الوقت انخفض الاستيراد من 9 مليون برميل يوميا إلى 6 مليون برميل في  2014 وتوقفت الولايات المتحدة تقريباً عن استيراد البترول من روسيا ونيجيريا، كما بدأت الولايات المتحدة في تصدير البترول بكمية حوالى نصف مليون برميل في 2014 وانخفضت إلى حوالي 300 ألف برميل بعد الانخفاض الأخير للأسعار في 2015 .
تخمة النفط في الأسواق العالمية
وفي رده على سؤال لنا عن أسباب التخمة الحالية في الأسواق العالمية وزيادة المعروض من النفط يقول د.فوزي الخطيب:الكميات التي توقف استيرادها من خارج الولايات المتحدة أصبحت متوفرة في الأسواق وفي ذات الوقت تباطأ النمو الاقتصادي في أوروبا وفي الصين، مما أدى إلى ضعف الطلب على البترول وحدوث ما يعرف بتخمة النفط. موضحاً عندما كان يحدث ذلك في السابق كانت دول أوبك تتدخل وتقلل من إنتاجها للحفاظ على الأسعار ولكن ذلك لم يحدث في هذه المرة، حيث أصرت المملكة العربية السعودية على عدم خفض الإنتاج وهذا قرار حكيم في هذا الوقت ويصب في مصلحة المنتجين التقليدين للبترول،وهو بمثابة مرارة الدواء حيث قد يفقد المنتجون الأصليون من البترول القليل التكلفة الأسواق، بينما يفتح السوق للإنتاج المرتفع التكلفة من البترول الصخري الأمريكي والرملي الكندي والمناطق الشمالية القطبية.
الاحتياطي النقدي وتحمل تكلفة الانخفاض
ويستطرد د.فوزي الخطيب قائلاً: الدول ذات الاقتصاد القوى مثل المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات لديها احتياطات نقدية هائلة تستطيع أن تتحمل الانخفاض وتظل تنتج وتحقق أرباح عند أسعار 30 دولارا للبرميل، حيث أنه طبقا لبعض التقارير الفنية يتكلف إنتاج برميل البترول من الخزانات التقليدية من 10 إلى 20 دولار في مقابل 65 دولارا للبترول الصخري الأمريكي و75 دولار للبترول الرملي الكندي و 80 دولارا للبرميل من بترول المناطق القطبية الشمالية.
عدم توقف إنتاج البترول الصخري
ويكشف د.فوزي الخطيب النقاب عن السبب في عدم نقص الإنتاج من البترول الصخري حتى الآن وبعد مرور حوالي 7 أشهر من بدء الهبوط السعري وحقيقة الأمر أن الإنتاج مازال مستمر بقوة الدفع الذاتي متأثرا بسعر الـ 100 دولار التي كان عليها منذ عام 2011 وحتى الربع الثالث من عام 2014.
وأضاف د.فوزي الخطيب من المعلوم للمتخصصين في مجال البترول أنه بينما يمكن للبئر التقليدي أن يستمر في الإنتاج لمدة قد تصل إلى 50 عاماً في بعض الخزانات  فإن بئر البترول الصخري يقل إنتاجه في بعض الطبقات بحوالي 40% سنوياً وبذلك لا يتعدى عمره خمس إلى 6 سنوات ثم يحتاج إلى أعادة حفر وتأهيل وضخ كميات كبيرة جديدة من المياه والمواد الكيميائية لتكسير الطبقة المنتجة التي عادة ما تكون قليلة المسامية والنفاذية وهذا ما يرفع تكلفة الإنتاج من هذا النوع من الآبار كثيرا.
إنتاج مليون برميل يومياً
وحول إنتاج مليون برميل يوميا يخبرنا د.فوزي الخطيب قائلا: أشارت  بعض التقارير الفنية أنه لإنتاج مليون برميل يومياً فأنك تحتاج إلى حوالى 60 بئر من الآبار الاعتيادية بينما تحتاج إلى 2500 بئر من الآبار الصخرية لإنتاج نفس الكمية. ونتيجة لتراجع الأسعار استمرت الآبار المنتجة إلا انه قد انخفض عدد الحفارات وتوقف الكثير منها عن العمل حيث انخفض مؤشر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مجال حفر الآبار بـ 17% في فبراير 2015 من الشهر السابق، بينما أنخفض نفس المؤشر بـ 21% مقارنة بنفس الشهر في عام 2014وسيظهر تأثير ذلك ليس قبل عدة شهور من الآن بخروج الآبار التي في أواخر مراحل الإنتاج ولن يتمكن مشغليها من الاستثمار في إعادة تأهيلها وخاصة بعد توقف الاستثمار في الكثير من الآبار الاستكشافية.
القاع السعري
وعن الوصول لنسبة القاع من الأسعار قال:د.فوزي الخطيب من المتوقع ألا يحدث هبوط أكثر مما رأينا وسيستمر السعر ما بين 50 و60 دولاراً وهو أقل قليلا من تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري، ثم يعاود الارتفاع بالتدريج كلما خرج المنتجين الأصغر، فالأصغر من الأسواق وظهور أثار انخفاض حفر الآبار الجديدة في الحقول الغير تقليدية، كما أن انخفاض الأسعار يحسن من أداء الاقتصاد بصورة عامة، وبالتالي تكلفة الإنتاج والطاقة المطلوبة لكل المشاريع الاقتصادية، مما يؤثر بالإيجاب على النمو العالمي مما سيؤدى إلى زيادة الطلب على البترول، كما أنه من المتوقع قريباً وفي أقل من سنة أن تقل قوة الدفع الذاتي للإنتاج من البترول المرتفع التكلفة وخاصة الصخري بالتدريج ليخرج صغار المنتجين من الأسواق ويعود السعر للارتفاع التدريجي من جديد.
روسيا وإنتاجها للـ10مليون برميل يوميا
وعن إنتاج روسيا من النفط اليومي يقول د.فوزي الخطيب بالنسبة لروسيا ففي رأيي أنها دولة قوية تمتلك احتياطيات هائلة من النفط والغاز والفحم وهي دولة صناعية وزراعية كبرى، وقد يتأثر دخلها بسبب نقص الأسعار، وتقابلها تحديات اقتصادية ولكنها ستستمر في الإنتاج والتصدير في كل الأحوال مدعومة بتنوع مصادر وحقول البترول لديها، ولن يقل إنتاجها عن 10 مليون برميل يوميا في 2015.
وأضاف د.فوزي الخطيب لا شك أن هناك رابحون وخاسرون نتيجة تلك المتغيرات في سوق النفط، وقد قسمت بعض التقارير الدول المتأثرة سلباً: مثل نيجيريا وفنزويلا والجزائر والبرازيل والمكسيك وإيران، حيث يعتمد اقتصاد هذه الدول بصورة كبيرة على عوائد تصدير النفط ، كما أن لديها مشاكل اقتصادية مما يجبرها على تقليص كبير لميزانياتها.
الدول المتأثرة إيجاباً
كما بيَّن د.فوزي الخطيب أن الدول المتأثرة إيجابا:هي دول أوروبا الغربية واليابان والصين والهند ومصر، وتلك الدول تستورد كل أو جزء من احتياجاتها النفطية مما سيوفر جزء كبير من ميزانياتها التي يمكن تحويلها للأنفاق على خدمات واحتياجات أخرى، بينما الدول ذات الاقتصادات القوية والتي لن تتأثر مثل المملكة العربية السعودية والأمارات والكويت وقطر، وبرغم انخفاض الدخل من النفط لهذه الدول إلا أن لديها احتياطات نقدية كبيرة تمكنها من تحمل انخفاض الأسعار حتى، ولو استمر لفترات طويلة.
تأثر الأسعار بالسياسة العالمية
وعن تأثير السياسة العالمية على الأسعار يقول د.فوزي الخطيب:بينما تتأثر الأسعار أيضا بالسياسة العالمية والوضع السياسي في الدول والمناطق التي تمتلك احتياطيات جيدة من البترول مثل العراق وليبيا، وسيظل الصراع على حصص أسواق البترول قائماً بين كافة منتجي البترول، وتتغير المعادلات طبقاً لقوة كل طرف وتمكنه وقدرته من التغلب على الصعاب الاقتصادية والتحديات الفنية والتكنولوجية للإنتاج وارتفاع تكلفة الإنتاج، ولذا فأننا سنرى بالتأكيد على المدى المتوسط والطويل عدة دورات لارتفاع وانخفاض الأسعار.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*