الرئيسية / كتاب وآراء / ماذا يفعل ابنائنا لو توقف الإنترنت لمدة يوم واحد؟!.. يتسائل عبدالفتاح ناجي

ماذا يفعل ابنائنا لو توقف الإنترنت لمدة يوم واحد؟!.. يتسائل عبدالفتاح ناجي

ماذا لو توقف الإنترنت لمدة يوم واحد؟!
عبدالفتاح ناجي
لعل الفكرة التي تحيّر البعض هي ماذا لو غابت خدمة الإنترنت عن أبنائنا لمدة يوم فقط؟ لن نتناول أهمية الإنترنت في الميادين المختلفة، بل سيقتصر حديثنا على الناحية التربوية والعلاقة الوالدية فقط. قد يمر خبر انقطاع خدمة الإنترنت مرور الكرام على البعض، ولكن قد يكون لسكان الفضاء الإلكتروني كلاماً آخر، فهو قد يعد كارثة كوكبية تهدد بقاءهم ووجودهم، كيف لا وهو الماء والهواء لسكان ذلك الكوكب الإلكتروني، فإن نفدت الطاقة من ذلك العالم فقد يتوجّه أبناؤنا – أبناء ذلك العالم الفضائي – نحو الأرضيين ليعيشوا معهم تجربة الحياة الطبيعية، أو بعبارة أخرى الحياة الاجتماعية، ولكن من دون استخدام لغة الأصابع.
إنّ من أولويات الآباء حالياً أن يساعدوا أبناءهم ليعيشوا تلك التجربة، حتى لو كانت ليوم واحد في الأسبوع. لعل من المفارقات الجميلة التي شاهدتها في إحدى الديوانيات الشبابية وجود مكان مخصص داخل الديوانية لوضع أجهزة المحمول داخله، لتكون الجلسة اجتماعية بحتة بمعزل عن الأجهزة الإلكترونية. فما الذي يمنع حصول ذلك داخل الأسرة الواحدة، لكي يتوافر للوالدين مجالسة أبنائهم ورؤيتهم عن قرب بشكل يساعدهم على تقارب المسافات، وتفادي الوجود على كوكبين مختلفين؟!
لعلّ أبناءنا اليوم هم ضحية لسيل التكنولوجيا الجارف، فهم لم يتعلموا السباحة فيه، ولم نساعدهم في ذلك، فلماذا لا نزودهم بما يساعدهم على السباحة فيه والتعامل مع أمواجه العاتية، بمعنى آخر لا بد من توظيف الأدوات التكنولوجية بشكل أكثر إيجابية، فمخرجات الثورة التكنولوجية متعددة، والواجب أن نأخذ ما يفيدنا ونتجاهل ما يضرنا ويضر أبناءنا.
قد يعتقد البعض أنّ إنشاء صفحات إلكترونية أو «غروب» إلكتروني يحوي داخله أفراد الأسرة قد يغني عن اللقاء الأسري المباشر، أو يعتبر بمنزلة التوظيف السليم للتكنولوجيا الحديثة بالعلاقة مع الأبناء. إن الحضن الدافئ الذي تمتلكه الأسرة لا يمكن صناعته في الفضاء الإلكتروني، أيّها الآباء اقتربوا من أبنائكم أكثر، فالمبادرة يجب أن تنطلق منكم قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي تتوقف فيه خدمة الإنترنت ويتوه أبناؤنا ما بين الكواكب.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*