الرئيسية / كتاب وآراء / أين المؤسسات الحكومية من ترشيد الإنفاق ؟!.. يتسائل عادل الإبراهيم

أين المؤسسات الحكومية من ترشيد الإنفاق ؟!.. يتسائل عادل الإبراهيم

منذ الانخفاض الشديد لأسعار النفط خلال العام الحالي لم يغب ذلك عن السلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء وتوجيهاته للوزراء بترشيد الإنفاق، ومع استمرار انخفاض النفط حتى تجاوز السعر المتعادل بمستويات متدنية بدأت الأخبار عن زيادات في بعض المجالات التي تمس المواطن والمقيم لتغطية انخفاض أسعار النفط بل وتعدى ذلك تصريحات بعض المسؤولين بفرض ضرائب على المواطنين وكأنهم هم السبب في نزول أسعار الطاقة وعليهم دفع ضريبة النزول والذين هم لم يستفيدوا من ارتفاع أسعار النفط العالية إلا مجرد خطة تنموية لم يتبين إنجازها بعد ونحن كمواطنين بانتظار تلك المشاريع.

تلك مقدمة ضرورية للولوج إلى الموضوع: أين المؤسسات الحكومية من الترشيد وقرارات وزارة المالية بصرف بدل سيارة وكوبونات بنزين بمبالغ كبيرة لكبار المسؤولين وفقا لما نشر؟ والأدهى من ذلك ما تتحفنا به صور الوزراء وكبار المسؤولين بطائرات خاصة وما لها من تكلفة عالية على ميزانية الدولة، نعم نستطيع أن نجد العذر باستخدام طائرة خاصة إلى دول لا تصلها الخطوط الكويتية وهي الناقل الرسمي الجوي للكويت أما استخدام طائرة خاصة إلى لندن أو باريس وغيرها من العواصم العربية والأجنبية وعدم استخدام الخطوط الكويتية برحلاتها المعتادة على ما أعتقد هو قمة الإسراف ولا تتجاوب مع توجهات سمو رئيس مجلس الوزراء بترشيد الإنفاق، حيث ان الترشيد يبدأ من المسؤول لا من المواطن وتحميله تبعات عجز الميزانية لكونهم هم المسؤولون عن التخطيط ويجب أن يكونوا قدوة حتى نستطيع إقناع المواطن بأي إجراءات قد تتخذها الحكومة أما أن يعيش المسؤولون برغد وكأن الميزانية لا تعاني من عجز فهو أمر لا يستقيم مع ترشيد الإنقاق أو أي توجهات حكومية لفرض رسوم أو ضرائب.

وفي هذا السياق، ألم يقرأ أي مسؤول عن المسؤولين الأجانب باتخاذ كل السبل بشد الحزام بدءا منهم واستخدام الطائرات التجارية في تنقلاتهم ولنا الحق أن نتساءل ماذا يضير المسؤول أن يذهب على الخطوط الكويتية ان كان هناك خط جوي؟ ألم يكن مواطنا عاديا قبل أن يكون وزيرا أو مسؤولا كبيرا؟ ألا يذهب بإجازاته الدورية بالطائرات التجارية.

أشير إلى ذلك والأمل معقود على رئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء بإعطاء توجيهاتهما بتعليق السفر لأي مسؤول بطائرة خاصة واستخدام الناقل الجوي الرسمي إلا في حالة عدم وجود خط مباشر لأي دولة يراد الذهاب إليها إن أردنا فعلا أن نصدق أن هناك عجزا وأن هناك ترشيدا.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*